آلام وطن!..

الكاتبة رانية مرعي
الكاتبة رانية مرعي


كم عمرًا نزفت يا وطني ؟

وكم سوطًا حفر في تجاعيدك ؟

وكم نهرَ دمٍ أحرق وتينك ؟


كم لوّحَتْ يدُك للراحلين إلى درب النسيان ..؟

كم صلّيتَ كي لا تصيبَ رصاصةُ العابثين جسدًا بكرًا..؟

كم همستَ للضمائرِ الصمّاء لتطرد منها حقد قايين..؟

كم جرّحَتْكَ دموعُ أمٍّ ثكلى أجهضَتْ جنينها كي لا يُباعَ في سوق النخاسين..؟

كم روّعَتْكَ صرخاتُ المقهورين الذين حفروا بأظافرهم قبورَ أحلامهم..؟


الذين ألبسوك تاجَ الشوك .. مقامرون.. ما ولدتهم الحرائرُ ..

زنت بهم الجريمةُ..فعادوا ليعرّوا طهرَكَ الأبيّ ..

كمّوا فاهَ الحقيقة وانطلقوا ببشارةٍ سوداءَ..


أيّها المحتفلون في مآتمنا ..

أيّها الحاملون زورًا هويّة الوطنِ ..

أيّها العابثون بالقدر ..


لفظَتْكم الكرامةُ .. وتبرّأ منكم الشّرفُ ..

هجرَكم النّورُ .. وهربَ من ريائكم الصّدى ..


وطن الطّهر ..

رجمَكَ الحاقدون .. شوّهكَ المنافقون .. وورثكَ الجاهلون

تقاسموكَ على طاولاتِ الميسر ..

ورصّعوا بكَ خصورَ الغانيات في لياليهم الحمراء..


وطن الكِبر ..

ذاكرتُك التي تعجُّ بالأسماء لم تكن يومًا عاقّة ..

وأرضُك الحُبلى بالأسرار ما زالت بارّةً بنا..


تشتّت جمعُنا .. وارتفعت بيننا متاريسُ الفقر ..

وقيّدنا رغيفُ خبزٍ !


* الكاتبة رانية مرعي - لبنان

تعليقات: