لماذا لا يكون هناك قسم للمواطن؟

الكاتب شادي مشنتف، أستاذ علم الاجتماع
الكاتب شادي مشنتف، أستاذ علم الاجتماع


عندما يتولى شخص ما منصبًا ما فإن أول ما يقوم به هو أن يقسم اليمين، أو بتوقيع تعهد ما أو عقد ما.

فالمسيحي عنده المعمودية، والمسلم لديه الشهادة، ورئيس الجمهورية يقسم اليمين الدستورية عند توليه رئاسة الجمهورية، وكذلك كبار الموظفين ... جميعهم يقسمون ويحلفون.

من هنا يحضرني سؤال، لماذا لا يكون هناك قسم للمواطن في لبنان؟

نعم قسم للمواطن اللبناني، فهذا المواطن هوالموظف، والقائد، والرئيس، والوالد، والوالدة، والعامل، والمدرس، والمهندس، والطبيب.

هذا المواطن هو الذي يبني الوطن، وهو نفسه الذي يهدمه، فسلوكه وفكره، ووعيه هي التي تقرر مصير الوطن.

وهذا الموظف، وذاك المتعهد، وتلك الوزيرة كلهم أبناء الوطن، وهم الذين خضعوا لتربية مواطن لبناني، وهم في الوقت نفسه يقومون بعملهم مثلما تلقنونه من هذا المواطن.

من هنا أنطلق لأطرح فكرة بسيطة ألا وهي أن يكون للمواطن قسم، يتذكر فيه يوميا أنه تعهد صيانة وحفظ، وحماية البيت الكبيروطننا الذي نعيش فيه علنا نجد عددًا لا بأس به من الاشخاص ينفذون ما أقسموا عليه.

إذن، فلنردد سويا هذا القسم، خاصة، وإننا شعب نقول إننا نلتزم بما نقسم، على أمل أن يكون هذا القسم بادرة خير للتفاؤل: " أقسم بما أؤمن وأقتنع أن أكون وفيًا ومخلصًا لوطني، ومحبًّا لجميع المواطنين سواء اتفقوا معي أو اختلفوا، وأتعهد بالتزام القوانين كافة، والتصدي للفاسدين و المخربين من الداخل والخارج، وأعترف أنه لدي مسؤولية اجتماعية أعبر عنها من خلال خدمة المجتمع المحلي مجانًا، والمشاركة في الانتخابات حسبما يمليه علي ضميري الوطني، و أن أدفع الضرائب والرسوم، وأشعر بالفخر والاعتزاز في كل منطقة من وطني لبنان".

وأختم كلامي بالقول الشهير:"جميل أن يموت الإنسان من أجل وطنه، لكن الأجمل أن يحيا من أجل هذا الوطن".

وأضيف، أحيا من خلال مسؤوليتي تجاه هذا الوطن، لذلك يجب على المواطن أن لا يؤذي أخاه المواطن، ولا يغتابه، ولا يجرح به من خلفه.

* شادي مشنتف - أستاذ علم الاجتماع

تعليقات: