صبحي القاعوري: التركيبة الجديدة التي تسعى اليها اميركا


يبدو أن اميركا مع دولة عربية اقليمية لها باع طويل في السياسة اللبنانية قررا الإستغناء عن دور الحريرية في لبنان.

المرحوم رفيق الحريري جاء بمشروع الى لبنان لإيجاد قاعدة شعبية لبنانية تؤيد كل ما يتخذه من اجراءات ، فكان اولاً اوجيه لبنان ودورها ، ومن ثم التعليم الجامعي على نفقة الحريري في العلن ، واسس ما اسس من تيار ومن اعلام مقرؤ ومرئي .

في الفترة الأخيرة وبعد سنة 2000 تغير إتجاه الحريري وانحرف عن الخطة المرسومة له حسب رأي اميركا عند تقربه من المقاومة اللبنانية ، وهذا كان السبب الرئيسي لإغتياله على يد الموساد وال CIA ليورطوا فيما بعد تدريجيا حزب الله في عملية الإغتيال .

بعد اغتيال رفيق الحريري دور الحريرية ما زال مهما بالنسبة لأميركا والدولة الإقليمية ، وكان الوريث سعد الحريري ، الذي فشل فشلًا ذريعًا بالنسبة لسياساتهم ، ولم يتقدم قيدأنملة من المطلوب منه على الساحةاللبنانية ، سوى حشد بعض الجمهور من الطائفة السنية الكريمة .

المسرحية التي قام بها فيلتمان وبإعترافه بأنه دفع 500 الف دولار ودرب 3000 عنصر في الأردن لإحداث الشغب ضد المقاومة ، فشلت حيث لم يخطط لها سعد الحريري والسنيورة وجنبلاط كما يجب ، واعترف جنبلاط أخيراً بأنه اخطأ بناء على معلومات خاطئة الضغط على السنيورة لإصدار القرار ين المشهورين والذين ادوا الى 7و8 ايار .

فشل سعد الحريري بالمهمة الموكولة اليه ، مما جعل اميركا والدولة الإقليمية ابدال سعد الحريري بشخصية سنية مقبولة من الطائفة السنية ومن الطوائف الأخرى بإستثناء السنيورة الغير مرغوب فيه من اكثر اللبنانيين ، عملوا اختباراً الى اشرف ريفي ليحل محل سعد ولكنه فشل في الإختبار من وجهة نظرهم خاصة عداءه العلني من المقاومة وهذا لا يناسبهم مع انهم يريدون ضرب المقاومة .

ثم اتجهوا نحو نهاد المشنوق وكان له فرصة كبيرة إلا أن موقفه من احتجاز سعد الحريري ، تراجعوا ، وقد اعطي فرصة ثانية إلا أنه فشل حيث بدأ الهجوم على المقاومة علناً وهذا ما لا تريده اميركا .

الآن هناك شخصية سنية من العائلات البيروتية لم يعلن عنها وابعدوها عن الأضواء حتى ينهوا فترة الحريرية في لبنان ، فأخذوا يمهدوا الى بهاء اخ سعد الحريري منذ استقالته المشهورة من المملكة العربية السعودية ، ولكن هذه الخطوة يومها لم تكن موفقة في ظل تلك الظروف حتى عائلة الحريري رفضت بهاء بديلاًعن سعد .

ابتدأ بهاء بإيجاد جمهور له من الطائفة السنية بضخ الاموال وكون له جمهوراً منها ومن ثم بدأ انتقاد سياسة اخوه ، حتى في بيانه الآخير انتقد سياسة ابوه المالية والإقتصادية .

نزول بهاء الى الساحة ، اكيد استشارة لبنانية وعلى الطريقة اللبنانية ، احرقوا كل ما هو ظاهر لنأتي بالشخص المفاجأة.

بإنتظار ما سيحدث بالصيف اي بالأشهر الثلاثة القادمة ، حيث سيتم الوداع للحقبة الحريرية مع تحويل كل رموز السلطة التي كانت حول سعد الحريري الى المحاكمة ومصادرة الاموال.

وهذا ما يمهد الطريق أمام تلك الشخصية ، حيث نجحت من حيث فشل الآخرون ، بهذا سيلتف حولها جمهور كبير من اللبنانيين ومن جميع الطوائف لشعورهم بأن الرئيس السني الجديد هو من يوصلهم الى بر الآمان .

أما اذا نجح رئيس الحكومة الحالي بمهمته وليس عن طريق اميركا بقرارات لا ترضى عنها اميركا مثل اللجوء الى الصين ، لأن صندوق النقد سيضع شروط غير قابلة للتنفيذ من بعض القوى الفاعلة ، واذا ما لجأ دياب الى جهات أخرى ستضطر اميركا لمهادنة دياب لئلا تخسر لبنان وتعود للعمل معه على قاعدة شئ افضل من لا شئ .

وسنبقى العوبة في يد الدول !

* الحاج صبحي القاعوري - الكويت

تعليقات: