إملي نصر الله .. «أنا حكاية» في شارع الحمرا


أضيف غرافيتي عملاق أخيراً إلى جداريات الأبنية في شارع الحمرا، أبرزها وجه الفنانة الراحلة صباح (للفنان يزن حلواني) الذي يستقبل الداخلين إليه. قبل أيام، كشفت الفنانة رلى عبدو عن عمل جديد لها على أحد أبنية الشارع البيروتي، يجمع وجهَي الكاتبة اللبنانية إملي نصر الله والفنانة اللبنانية هوغيت كالان. هذا ما يجعل من الشارع الآن أشبه باحتفال بصري بثلاث من التجارب النسائية الاستثنائية في الفن اللبناني. بعنوان «أنا حكاية»، تستعيد الرسمة امرأتين رائدتين في الأدب والفنون التشكيلية.

ما يجمع بين نصر الله وكالان، على اختلاف تجربتيهما، هو نضالهما المبكر كلّ بطريقتها من أجل نيل المرأة اللبنانية حريّتها وحياتها في وجه كلّ السلطات. فإلى جانب قصصها وكتاباتها الوافرة التي تركتها لنا، كانت نصر الله (1931 ــ 2018) محاضرة وناشطة في حقوق المرأة، كما شكّلت حياتها نفسها نموذجاً عن ارتياد المرأة مساراً مختلفاً ومتمرّداً على ما كان مرسوماً مسبقاً للنساء الريفيات تحديداً في ذلك الوقت. أمّا كالان (1931 ــ 2019) التي اقتحمت لوحاتها وأعمالها الفنية أهم المتاحف العالميّة، فقد خلّفت تأثيراً كبيراً وطليعياً في المحترف التشكيلي اللبناني بغنى أسلوبها وألوانها الصاخبة وموادها، كذلك، حمل عملها الفني أفكاراً أنثويّة ومتمرّدة منذ معرضها الأوّل في بيروت بداية السبعينيات، خصوصاً في لوحات العري الإيروتيكي ضمن أسلوبها الخاص. بخلاف نصر الله التي وصلت كتبها ومؤلّفاتها إلى الجيل الجديد، من خلال المناهج الدراسيّة غالباً، فإنّ أعمال كالان ربّما لم تنَل معرفة كافية من هذا الجيل. لهذا يبدو الغرافيتي ضرورياً لحفظ وجهها من النسيان. الجدارية مليئة بالطاقة والألوان. هناك وجها كالان ونصر الله محاطان بأيدٍ تلتفّ حول عنقيهما. فوقهما طفلة ترسم خيوط أشعّة الشمس، فيما تتناثر الكتب من إحدى الزوايا. علماً بأنّ هذا الغرافيتي يأتي ضمن مشروع عمل يهدف إلى دعم المرأة اللبنانية من أجل «تحقيق وطن يساوي بين الجنسَين، ويطمح إلى إلهام النساء والفتيات لكتابة مصائرهن بأنفسهن»، وفق ما كتبت الرسامة رلى عبدو على صفحتها على فيسبوك، مشيرة إلى أنّ العمل تمّ بتنسيق مع جمعية «فن من أجل التغيير».

تعليقات: