خطة للجيش اللبناني و«اليونيفيل» لحصر الخروقات الإسرائيلية في الشرقي

تلال الشحل جنوب شرق شبعا (طارق ابو حمدان)
تلال الشحل جنوب شرق شبعا (طارق ابو حمدان)


العرقوب:

بدأت قوات «اليونيفيل» المعززة المنتشرة في القطاع الشرقي، بالتنسيق مع اللواء العاشر في الجيش اللبناني، تنفيذ خطة ميدانية لحصر ووقف الخروقات الإسرائيلية البرية في مرتفعات جبل الشيخ، خصوصا في جبل سدانة وهضاب منطقة الشحل الوعرة والصعبة المسالك، الى الجنوب من بلدة شبعا.

جاء ذلك، بعدما تفاقمت في الفترة الأخيرة الخروقات الإسرائيلية البرية، انطلاقاً من مزارع شبعا المحتلة، بإتجاه مرتفعات جبل سدانة وهضاب الشحل جنوب بلدة شبعا، حيث تم اكتشاف تسع عمليات تسلل لكوماندوس إسرائيلي باتجاه هذه المناطق، خلال الأشهر القليلة الماضية، اختطف فيها ثلاثة رعاة ماشية من بلدة شبعا الى فلسطين المحتلة، ثم افرج عنهم بعد احتجاجات من الجانب اللبناني لدى القوات الدولية.

وأشارت المعلومات المتوفرة لـ«السفير» حول هذه الخطوة ودوافعها، الى انه في اعقاب تصاعد عمليات التسلل الإسرائيلي الى مرتفعات جبل سدانة والشحل، تم التوصل الى خطة ميدانية خاصة بهذه المنطقة بوشر تنفيذها على مراحل، وتقضي:

ـ تركيز نقطة ثابته من الكتيبة الهندية في تلة سدانة، تكون عناصرها مجهزة بأسلحة فردية ومناظير.

ـ تسيير دورية هندية عند ساعات الصباح الأولى وبشكل يومي الى تلال الشحل، انطلاقاً من موقع الكتيبة الهندية في التلة المشرفة على بركة النقار، على ان تمكث عناصرها حتى ساعات المساء في تلك المنطقة، تعود بعدها هذه العناصر لتبيت في مركزها الأساسي.

ـ تعمل الكتيبة الإسبانية على شق طريق عسكرية تربط الطرف الشرقي لبركة النقار، بالأطراف الغربية لمرتفعات الشحل، بطول حوالى كيلومترين (هي الأولى من نوعها في هذا المحور منذ استقلال لبنان).

ـ يلي شق الطريق استحداث مركز ثابت للكتيبة الهندية في تلة الشحل، مع برج مراقبة مزود بمعدات وأجهزة استكشاف.

ـ تتبع هذه الخطوة خطوات ميدانية اخرى مشابهة في هذه المرتفعات الصعبة المسالك، لوضع كافة تضاريسها تحت المراقبة وعلى مدار الساعة.

وقد باشر فريق هندسي تابع للكتيبة الإسبانية وضع الخرائط وتحديد المسالك لهذه الطريق، حيث من المتوقع ان تنتهي هذه المرحلة خلال ايام قليلة، لتبدأ بعدها الجرافات بأعمال الشق ومن ثم التعبيد.

وأوضحت مصادر متابعة للوضع الحدودي، ان الجانب الإسرائيلي الذي وضع عبر «اليونيفيل» في اجواء خطة مرتفعات الشحل ـ سدانة، ابدى تحفظاً عليها خاصة لجهة شق الطريق العسكرية باتجاه مرتفعات الشحل، إضافة الى تركيز «اليونيفيل» نقطة ثابتة هناك، لما لهذه الخطوة حسب مفهومه، من عرقلة ولو محدودة لتحركات دورياته باتجاه الجانب اللبناني المحاذي.

وتؤكد تلك المصادر، ان جيش الاحتلال ما يزال يماطل في ابلاغ موافقته النهائية للجانب الدولي، محاولاً تأخير تنفيذ الخطة الى ابعد حد، إضافة الى إصراره على إبعاد نقطة المراقبة الدولية المنوي تركيزها في تلة الشحل، الى اقصى مسافة ممكنة شمالي خط التماس في هذا المحور، بحجة ان اقترابها من هذا الخط سيؤدي الى كشف المواقع الإسرائيلية في عمق المزارع المحتلة، إضافة الى رصد الكثير من تحركات جيش الاحتلال هناك.

تعليقات: