موسم قطاف أكواز الصنوبر يجري على قدم وساق.. الكيلو بـ200 ألف ليرة!


تتميّز بلدة بكاسين في قضاء جزين بأحراج أشجار الصنوبر المثمرة والمعمرة التي يفوق عددها المئة ألف شجرة، تغطي أجزاء واسعة من مساحة أراضيها الصالحة لنمو هذه الأشجار، إضافة إلى أشجار الزيتون والسنديان والملول والخوخ والجوز، إلا أن أحراج الصنوبر التي جرى تصنيفها أخيراً كمحمية طبيعية تبقى المورد الرئيسي لخزينة بلدية بكاسين باعتبار أن معظم الأراضي المزروعة بأشجار الصنوبر هي "مشاع" وللعديد من أبناء البلدة، ولبعض التجار والعاملين في موسم قطاف أكواز الصنوبر وتصريفه.

وموسم القطاف الذي بدأ منذ فترة ويستمر لغاية الشهر الحالي يجري على قدم وساق ويمر بمراحل عدة حتى يصبح جاهزاً لتصريفه وبيعه. وقالت ابنة بكاسين مارتا حرفوش المتعلقة بأرض أجدادها وآبائها، ولديها لهفة في جمع أكواز الصنوبر وتنقيتها منذ أكثر من 20 عاماً، إن المرحلة الأولى لبدء العمل في الموسم هي الأصعب والأخطر، تبدأ بإسقاط الأكواز عن أغصان الأشجار التي يصل ارتفاعها إلى أكثر من عشرة أمتار عبر تسلق شخص أو شخصين على الشجرة ونزع الأكواز بقضيب من القصب أو الحديد تسمى "معليقة" على الأرض، والمرحلة الثانية يتم فيها جمع الأكواز وفلشها على الطرقات أو على أسطح المنازل وتعريضها لأشعة الشمس حتى تجفّ، وفي المرحلة الأخيرة يصار إلى تعريب حبات الصنوبر عن الأكواز عبر آلات حديثة، وبعد تنظيف الحبّات تعمل آلة خاصة على تكسيرها واستخراج الصنوبر منها.

وأسف أنطوان عفيف لأن أبناء المنطقة لا يكترثون للعمل بمثل هكذا مواسم إنتاجية أو زراعية، "ولولا وجود اليد العاملة السورية لكنّا سنواجه صعوبات ومشاكل في جني المحصول"، وأوضح أن أجرة كل عامل في اليوم الواحد مئة ألف ليرة لبنانية، ويعمل من الساعة السابعة صباحاً ولغاية الساعة الثانية من بعد الظهر.

سعر الكيلو 200 ألف ليرة لبنانية بدلاً من 90 ألف ليرة العام الفائت!

وقال أحد الضامنين التاجر جورج جندح "أبو ماهر": "إن الموسم الحالي لم يكن جيداً، ولكن لا بأس به خصوصاً وأن بعض الحشرات ضربت بعض أكواز الصنوبر على الرغم من اهتمام وزارة الزراعة والبلدية والجيش اللبناني برش المبيدات عبر طوافات الجيش"، وأشار إلى أن "5 كيلو من حبات الصنوبر الأسود كانت تعطي كيلو من الصنوبر بعد تكسيرها، ومنذ بضع سنوات أصبح كل 7 أو 8 كيلو تعطي كيلو واحداً"، موضحًا أن "سعر الكيلو الواحد كان العام الفائت وقبله بحدود الـ 55 دولاراً أميركياً، وبسبب تدهور العملة الوطنية وارتفاع سعر الدولار واليد العاملة أصبحنا مجبرين على بيع الكيلو الواحد من الصنوبر بـ 200 ألف ليرة لبنانية.

وعلى الرغم من وجود أكبر حرج لأشجار الصنوبر المثمرة في لبنان، في بكاسين، فإن قرى مجاورة أيضاً لبلدة بكاسين مثل بتدين اللقش وصبّاح والمكنونيّة وقيتولي وعازور وروم توجد فيها أيضاً أشجار معمّرة من الصنوبر المثمر.











تعليقات: