مجارير مرجعيون تروي سهلها ومرج الخيام

محطة التكرير المهجورة في مرجعيون
محطة التكرير المهجورة في مرجعيون


مرجعيون ــ

تخيم فوضى عارمة على محطة تكرير المجاري التابعة لبلدة جديدة مرجعيون، التي تقع بينها وبين تلّ دبين؛ وبدلاً من أن ترفد مرجي الخيام ومرجعيون بالمياه الزراعية النظيفة بعد تكريرها، صارت تدلق بمياهها الآسنة المجبولة بالبراز في أحضان الحقول.بلدية «الجديدة» غائبة عما يحصل، أو شبه غائبة، إذ تغيب الرقابة وتنعدم الصيانة وتتوه المسؤوليات. أما البوابة التي يجب أن تُغلق على المحطة وبركها التي هي مصدر خطر على كل من يدخل إليها مخافة زلة قدم أو غرق بتبعاتها القذرة، فهي الأخرى مشرعة من دون حراسة، تماماً مثلما غرف الإدارة والصيانة المخلعة الأبواب والنوافذ، ومهجورة المكاتب بعدما حلّ الوحل والخراب ضيفين عليها.

وما يزيد «الطين بلة» هو أن مخلفات المياه الآسنة والمراحيض والحمامات التابعة لموقع الكتيبة الإسبانية العاملة في إطار قوات اليونيفيل، باتت هي الأخرى الضيف الدائم لمجاري المحطة وبركها، بكميات تتراوح بين 40 ألف ليتر وثمانين ألف ليتر يومياً؛ «بموجب عقد غير مكتوب بين البلدية والكتيبة الإسبانية التي تتولى هي نقل نفايات جديدة مرجعيون والتخلص منها، ونتولى نحن استيعاب المياه الآسنة الناتجة من مخيم الكتيبة قرب نقار كوكبا»، والكلام لرئيس البلدية المهندس فؤاد حمرا. ويعزو حمرا الفوضى القائمة في المحطة إلى التقنين المستمر للكهرباء «فنحتاج إلى كميات من المازوت لتستمر في عملها الأوتوماتيكي. وأدى غياب المراقب بيار راشد بعد إيقافنا راتبه الشهري الذي كان يتلقاه من البلدية، منذ مطلع السنة الحالية، إذ يحتاج الأمر إلى عقد جديد معه، إلى بعض التسيب والفوضى وانعكاس سلبي، ومن أجل ذلك تبقى البوابة مفتوحة، ومن يقع في البرك الآسنة فعليه السباحة أو يُقضى عليه، وباتت غرف الإدارة والحراسة مخلعة. ومن أجل ذلك سوف أسعى إلى إعادة توظيفه في البلدية التي تعاني أوضاعاً مادية صعبة». ويشدد حمرا على أن المحطة تقوم بمهامها المعهودة، لكن بنسب أقل مما كانت عليه سابقاً، و«من أجل ذلك، قد تكون المياه المكررة التي تغذي السهل غير سليمة مئة بالمئة». ويرد على السؤال المتعلق بنفايات جور صحية تصب خارج إطار المجاري والبرك قائلاً: «ربما هناك بلديات، ومنها بلدية إبل السقي مثلاً، تقوم برمي مياه مجاريها الآسنة خارج إطار البرك، مستغلة بذلك الفوضى المحطية وغياب الرقابة». ويعد حمرا بأنه سوف يزور المحطة للاطلاع على أوضاعها وإعداد تقرير والقيام بالمعالجة الفورية.

نائب رئيس البلدية المستقيل جمال أبو مراد يحمّل رئيس البلدية «فؤاد حمرا» مسؤولية ما يجري، «فهو المتعاقد مع شركة تدعى «بوي فور» من خارج المنطقة لتنقل نفايات الكتيبة الإسبانية إلى المحطة؛ وعلمنا أنه سمح لكامل رزوق من جديدة مرجعيون بتولي أمر تغذية المحطة من خارج إطار مجاري البلدة، لقاء مبلغ 2500 دولار أميركي. وعلى حدّ علمي البلدية لا تتقاضى من هذه البالغ قرشاً واحداً، فيما يتردد في البلدة أن مبلغ مليون ليرة من خارج المحاسبة يجري تداوله في البلدية. لذلك قدمت إخباراً منذ آب العام الماضي إلى ديوان المحاسبة؛ ثم أمام مدعي عام النبطية القاضي شحرور وحتى الآن لم يحرك أحد ساكناً».

ويتحدث عن الشركة التي تنقل مخلفات موقع الكتيبة الإسبانية محمد قبيسي فيقول: «إن شركتنا تنقل يومياً ما لا يقل عن خمسة صهاريج، يتسع كل واحد منها لنحو تسعة آلاف ليتر، من مياه الحمامات، «الدوش» غير الممزوجة بالبراز الآدمي، ونصبّها في مجاري المحطة وبركها، وهذا من شأنه المساعدة على تدوير المياه الآسنة ورفد البرك بمياه زائدة تحتاج إليها من أجل التدوير».

أنقر هنا لقراءة المقال التالي

تعليقات: