ماذا قالت زينب عن إخلاء سبيل زوجها الذي تتهمه بمحاولة قتلها طعناً؟


إنه الألم نفسه عندما اخترقت طعنات السكين صدرها وخصرها. هكذا تصف زينب.ح شعورها عندما تلقت خبر إخلاء الهيئة الاتهامية في البقاع زوجها الذي تتهمه بمحاولة قتلها، في الرابع من نيسان الفائت، بست طعنات سكين، متنكراً بزي امرأة، على درج المبنى الذي تقطنه مع أولادهما الثلاثة إثر انفصالهما بعد أن تفاقمت الخلافات الزوجية والعائلية بينهما. وهي كانت قد تقدمت بادعاء شخصي ضده وثلاثة آخرين من أقربائه، بعد تعافيها من الحادثة التي كادت أن تودي بحياتها، وأقعدتها في العناية الفائقة وأصابتها بعطل دائم في رئتها اليسرى. كما تركت آثارها النفسية عليها وعلى أطفالها، استدعت لجوءهم للعلاج لدى أطباء نفسيين.

وكان إخوة زينب قد تجمعوا وانتقلوا إلى منزلها، ليل الخميس، لينقلوا لها خبر إخلاء السبيل، ممهدينه لها لتخفيف وقعه عليها. وتروي زينب أنها عندما أدركت أن الخوف الذي كانت تقاسيه يومياً من احتمال إطلاق سراح من تتهمه بغدرها وطعنها أصبح حقيقة، ارتعد جسدها رعباً، كورقة جرى رميها في مهب الريح.

مهما كانت الأسباب التي استندت إليها الهيئة الاتهامية لإصدار قرار تخلية السبيل، إلا أن هذا القرار أدى، في المقابل، إلى سجن زينب وأطفالها الثلاثة في منزلهم، لا يجرؤون على الخروج من الدار منذ ليل الخميس، كما تقول، والى انتكاسة نفسيتها ونفسية أولادها، وبخاصة ابنتها مايا بعد أن كانت قد حققت تقدماً في علاجها النفسي.

زينب تعيل عائلتها، من عملها معلمة بيولوجيا في مدرسة خاصة، ما يضطرها إلى الانتقال يومياً، ذهاباً وإياباً بسيارتها، ما بين مكان إقامتها في بر الياس ومقرّ عملها في رياق. لا يمكن لعقل زينب إلا أن يستعرض المخاطر التي يمكن أن تلقاها خلال كل رحلة، وتسأل ماذا لو كانت الثالثة ثابتة؟ مذكرةً بأنه قبل سنة، كانت قد تقدمت بشكوى ضد زوجها، يوم شَهَر السكين في وجهها، في منزلهما أمام أطفالهما، واليوم يخلى سبيل من تتهمه بمحاولة قتلها، بعد 45 يوماً من توقيفه فقط.

لا تعيش زينب الخوف فقط على حياتها وعلى سلامة أولادها، بل يثقل الهمّ قلبها على أشقائها: فماذا لو تلاقى درب أحدهم مع المتهم؟ ماذا لو حصل استفزاز بينهم؟ ماذا لو تطورت الأمور إلى ما لا تحمد عقباه؟

ليس لدى زينب، سبيل لحماية نفسها سوى القضاء، ستسلكه يوم الأربعاء للاستماع الى إفادتها، وترجو أن تلقى المساندة من جمعيات المجتمع المدني ومن الناس، حتى تنفخ العدالة روحها بنصوص القانون.

وكانت "جمعية كفى" قد أعلنت، عبر صفحتها على فايسبوك، عن قرار الهيئة الاتهامية في البقاع، منتقدة القرار الذي جاء بعد أن كان قد ردّ قاضي التحقيق طلب إخلاء السبيل، لجهة عدم وعي المسؤولين لخطورة العنف الأسري الذي وصل حد ازدياد جرائم القتل، وبالتالي عدم التشدد مع مرتكبيها.

تعليقات: