قطع طرقات في الجيّه... والجنوب هادئ ومعزول

على الطريق الساحلي
على الطريق الساحلي


انقلب المشهد الجنوبي، وبات أهله يخافون على القاطنين في بيروت بسبب تواصل الإضراب وتصاعد الاشتباكات، لكنه أيضاً بات مغلقاً على نفسه بعد أن قطعت الطريق الساحلي في أكثر من مكان..

صيدا ـ

سيطرت قوى الموالاة على الطريق الساحلي، ما بعد خلدة، وصولاً إلى الرميلة، في محاولة لقطع طريق الجنوب حيث قطع عناصر من تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي الطريق في أكثر من نقطة في الناعمة والجية ووادي الزينة، وصولاً إلى الرميلة شمال عاصمة الجنوب صيدا حيث قطع الاشتراكيون، مدعومين بعدد من قواتيي الرميلة الطريق على بعد مئات الأمتار من جسر الأولي.

وقد قطع عشرات العناصر، ولا سيما من الحزب التقدمي الاشتراكي، الطريق الساحلي واستخدمت في بعض الأماكن الإطارات المشتعلة والعوائق والسواتر الترابية لشل حركة التواصل بين العاصمة والجنوب، وقامت هذه العناصر بالتدقيق في هويات المارة والسيارات وما إذا كان أصحابها «شيعة». ولكون بعض المكتوب يقرأ من عنوانه، فقد التبس الأمر على «قاطعي الطريق الساحلي» عندما سهّلوا مرور موكب لعدد من علماء الدين السنّة من دون أن يعرفوا أن الموكب هو لعلماء سنّة من جبهة العمل الإسلامي «اللفّة بتغشّ» قال أحد هؤلاء العلماء، مردفاً القول: «ماذا لو مرّ المفتي علي الأمين، وهو التباس لم يشفع حتى لمندوبي وسائل الإعلام السلطوية فينجو أحد مندوبي المؤسسة اللبنانية للإرسال من كمين اشتراكي قواتي في الرميلة»، ظناً أنه من المنار وقد تكون بطاقته مزوّرة».

وقد كال المشاركون في قطع الطرقات السباب والشتائم للسيد حسن نصر الله وقوى المعارضة، ولا سيما السنّة منهم «اللي خرجوا عن طوع الإسلام»، و«أبو تيمور لا تعبس بدّك عسكر تانلبس و«بنص ساعة مندمر الضاحية» يقول أحدهم.

في موازاة ذلك، كان لكلام مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني وقعه على العلماء بين مؤيد ومعارض، وقد تحوّل اجتماع في دار الفتوى في صيدا للعلماء السنة، برئاسة مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان، إلى هرج ومرج عندما انبرى الشيخ صالح معتوق، المعروف بولائه لآل الحريري، خلال مناقشة ما يمكن قوله في البيان الذي سيصدر عن المجتمعين ليصف معتوق، الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بـ«الحاخام الإسرائيلي» الذي يعمل لخدمة المشروع الإسرائيلي وأنه يشن حرباً على السنّة، وهو أمر استدعى رداً قاسياً من الشيخ أحمد الزين الذي خاطب معتوق بالقول «اخرس واصمت. كلامك مردود عليك وكلامك هو اليهودي، والسيد حسن هو سيد المقاومة وشرفها ومقاتل شريف يدافع عن لبنان والأمة». هرج ومرج وانقسام وتدخل من مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان لفك الاشتباك الكلامي.

وفي ختام الاجتماع أهاب العلماء بجميع الأفرقاء على الساحة اللبنانية العمل على إطفاء نار الفتنة، معلنين رفضهم أن يكون عنوان المقاومة غطاءً للإساءة إلى الوطن والمواطن.

وتلا المفتي سوسان بياناً باسم العلماء، أكدوا فيه نبذ الفتن الطائفية والمذهبية، مشددين على عدم التعدي على الأملاك العامة وأملاك الناس وكرامتهم.

وتوقعت مصادر سياسية أن تشهد خطب الجمعة اليوم هجومات عنيفة، بعدما عمدت دوائر علمائية وحريرية إلى توزيع «الخطوط الهجومية» على منابر المساجد.

الشيخ ماهر حمود، في مؤتمر صحافي عقده في منزله، هاجم بعنف ما وصفه بـ«القرارات المجرمة» للحكومة التي ستشعل الحرب الأهلية إن لم يتم التراجع عنها تريد إشعال حرب، ووصف السيد حسن نصر الله بأنه بطل الإسلام. وانتقد حمود كلام المفتي قباني وقال «هذا ليس موقعك وليس كلامك، ومنصبك ليس خاصاً بك إنه ملك المسلمين».

ومن صور، أفادت الزميلة آمال خليل أن آية القلق انقلبت وبات على من في الجنوب الخوف على الساكنين في بيروت بسبب تواصل الإضراب وتصاعد الاشتباكات. أما صور وجوارها التي تتفرّج على ما يجري في بيروت، فقد استعيدت فيها دورة الحياة العادية وفتحت المحال والمؤسسات التجارية أبوابها أمام حركة المواطنين القوية، وخصوصاً الطريق بين صيدا وصور الذي ازدحم، ولم تهدأ عليه حركة المواطنين العائدين إلى قراهم أو وسائل النقل العمومية.

وفي القطاع الشرقي، أفاد الزميل عساف أبو رحال أن الطريق الدولي الممتد من مرجعيون حتى المصنع، لا يزال سالكاً حتى مثلث بلدة خربة روحا في قضاء راشيا الوادي، حيث أقفل عناصر تابعة لتيار المستقبل الطريق بسواتر ترابية وإطارات مشتعلة، كذلك كل الطرقات التي تربط الجنوب بالبقاع، وطريق الشام تعتبر مقطوعة في بلدات المرج والروضة ولالا وبعلول وكفريا، وبذلك يصبح الجنوب اللبناني معزولاً عن المناطق البقاعية باستثناء القرى الشيعية في البقاع الغربي التي تشكل امتداداً ديموغرافياً للجنوب اللبناني.

تعليقات: