مناشدة المسؤولين بدعم تجارة المواشي لتخفيض ثمن اللحم الطازج


السيد أحمد العشي تاجر مواشي أبًا عن جد أخذها مهنة ليؤمن لعائلته العيش الكريم، غدر به الفساد اللبناني الأحمق بين ليلة وضحاها كما غيره من تجار المواشي وكل التجار ورجال الأعمال والمواطنين اللبنانيين الذين توقف بهم الزمن بتوقيع مسؤولين لا يعرفون عن المسؤولية سوى الكرسي التي تحمي فسادهم وتُرضي أطماعهم وتصم آذانهم عن صرخات الشعب المثقل بالهموم تحت وطأة اللقمة وجوع الأطفال، فكان أحمد العشي الذي خاض البحار وركب الصعاب، سعيدًا بكل شحنة أبقار يأتي بها من بلاد بعيدة، ليؤمن لمواطنيه اللحم الطازج بأسعار طول اليد، لكنه فجأة وجد نفسه كما زملائه أسرى شحناتهم من الأبقار التي لم يعد تأرجح سعر صرف الدولار يؤمن الكلفة، فزادت خسارتهم بإضطرارهم لتأمين العلف والرعاية لأبقارهم التي يتجاوز عددها العشرين ألف رأس بقر في لبنان، والموجودة حاليًا في المزارع اللبنانية الخاصة بتجار المواشي والممنوعة من الصرف بقرار رسمي لا يؤمن الدعم لهذه السلعة الأساسية للمواطنين والتي أصبحت أسعارها خيالية بالنسبة للرواتب وجنون إرتفاع سعر الدولار الذي لم يعرف إستقرارًأ ويتأرجح مع ثواني الساعة متلاعبًا بالأعصاب والمستقبل وملبيًا لأطماع الفاسدين وملتهمي لقمة الفقير واللا مبالين بعرقه وأحلامه ومستقبل أطفاله.

مع التاجر أحمد العشي الذي يشحن من أوروبا والبرازيل وكل الدول التي تتواجد فيها المواشي كان هذا اللقاء.. الصرخة..

*حصل زلالزال في لبنان، ما هي إرتداته عليكم خاصة المتعلقة بسعر صرف الدولار والأسعار المرتفعة؟

– ما حدث ويحدث أكثر من زلزال، بدأ بمشاكل البنوك التي تأثرنا بها كثيرًت كما كل الناس، مما تسبب بخسائر كبيرة وكثيرة، واليوم نعيش المشكلة الأكبر المتمثلة بسعر صرف الدولار، فنحن كنا ندفع ثمن كيلو لحم البقر بالمفرق ما بين10 إلى 12 دولار أميركي، أي ما يعادل الـ 17 ألف ل.ل، اليوم كيلو اللحمة فعليًا أرخص من قبل، لأن الستين ألف ل.ل. تساوي ثمانية دولارات. يعني نشتري بعشرة أو أثنتي عشرة دولار ونبيع بثمانية دولارات.. وهذا التفاوت بالأسعار التي يرزح المواطن تحت ثقله، لأنه يدفع على سعر الدولار بينما يقبض بالليرة، وهكذا نصبح جميعًا خسرانين، والسبب أننا إذا أردنا ان ندفع باليورو يتوجب علينا أن نصرف العملة اللبنانية إلى دولار ومن ثم إلى اليورو، يعني عملنا كله بالدولار.

*ألم يخطر ببالكم كمستوردين للأبقار والمواشي أن تطالبوا وتشجعوا على إنشاء مزارع في لبنان تقيكم وتقي المواطنين مثل هذه الهزات المتتالية، كما زراعة العلف التي يمكن زراعتها في لبنان حتى لا نبقى تحت وطأة الدولار واليورو وغيرهما؟

في أوروبا يدعمون كل أنواع الزراعة بعكس بلدنا، فكلفة العلف لو زرعناها في لبنان من دون دعم ستكون أغلى بكثير من كلفة إستيرادها من الخارج، فنحن نشتري العلف من الخارج بنصف ثمن أسعاره في لبنان، ومن هنا نجد أن كلفة العلف الموجود في لبنان أغلى من كلفة البقر، يعني تكلفة العلف الذي أطعمه للأبقار الموجودة في مزرعتي أكثر مما سيرد عليَّ ثمن البقرة عند بيعها.

*لكن الوزارة تقول أنها تدعم العلف؟

اليوم أفضل من السابق لأن وزارة الزراعة بدأت بدعم العلف، إن شاء الله نتوقع خيرًأ، لأنه أذا تمت زراعة العلف في لبنان أكيد نتوقع أن يصبح عندنا ثروة حيوانية نعتمد عليها في الإكتفاء الذاتي للسوق المحلي على الأقل، لأن العلف هو الأساس. وعندنا الكثير من الأراضي الشاسعة وخاصة المشاعات التي تحت سيطرة الدولة والبلديات يمكننا إستثمارها لزراعة العلف وغير العلف.

وللمناسبة أسأل عبر موقعكم: لماذا لا يكون عندنا مصانع لإنتاج الأدوية والأسمدة الزراعية التي تحمي كافة المزروعات من الحبوب والأثمار والخضار من الآفات والأمراض التي تتعرض لها، وبذلك نصل للإكتفاء الذاتي من الناحية الغذائية ونستغني عن الدولار واليورو اللذان هم اساس المشكلة المتمثلة بحاجتنا لإستيراد كل ما نحتاجه من الخارج، اليوم الكل يعاني من جنون الخسائر: تاجر العلف، المزارع، تاجر المواشي، اللحام والمواطن هو الخاسر الأكبر، اليوم المشكلة كبيرة جدًا، لقد تحدثنا مع وزير الزراعة وعقدنا معه عدة إجتماعات، وطرحنا عليه أن يدعم البقر الموجود في مزارعنا، مما سينتج عنه بشكل أوتاميكي خفض سعر كيلو اللحم الطازج الذي سيتراوح ما بين العشرين والثلاثين ألف ل. ل، حسب نوعية اللحمة، يعني سيصبح أرخص وأفضل من اللحم المثلج والمبرد المدعوم والذي يباع بثلاثين ألف ل.ل لكن للأسف ليس من يرد أو يسمع!!

.

*نسمع التشجيع المتكرر من وزيري الزراعية والصناعة لهذه القطاعات التي تشكل منفذا للإكتفاء الذاتي في السوق اللبنانية، هل ذلك مجرد كلام للإعلام؟

يتحدثون عن دعم الإستيراد الجديد للمواشي، لكننا كتجار مواشي عندنا في لبنان حوالي العشرين ألف رأس بقر، من ضمنهم يوجد في مزرعتنا 3600 رأس بين أبقار وأغنام، يريدوننا ان نستورد حتى يدعمونا، هذا أمر غريب ولا يصدق ومستهجن بصراحة!! أليس الأولى أن يدعموا ما عندنا والذي دفعنا دم قلبنا وجهدنا وتعبنا حتى وصل إلى لبنان. بينما هم يدعمون اللحوم المبردة والمثلجة. اليس المنطق أن يدعموا الموجود بدلًا من الجديد.. فعلًا قرارات غريبة وعجيبة لم نجد لها أي تفسير منطقي. وقد كان لنا نحن تجار المواشي رأيًا مفاده: “لا تدعمونا كتجار، بل أدعموا اللحام، وأطلبوا منه أن يدفع في البنك قيمة كل فاتورة يأخذها منا” بمعني أننا نريد منهم أن يدعموا اللحامين والمواطنين وليس نحن كتجار، كذلك الأمر لم يرد أو يتجاوب معنا أحد!!.

*في هكذا مراوحة بينكم وبين المسؤولين ما هو مصير العشرين ألف رأس بقر؟

هذا العدد الكبيريشكل عبئًا إضافيًا علينا من ناحية العلف وتأمين الأماكن الخارجية والداخلية لهم كما العناية بهم، هذا الوضع الذي نعيشه يحملنا خسارة كبيرة “وخربان بيت”، من بينها بيوت الكثير من العائلات التي كانت تعيش من الأعمال التي يحتاجها هذا، كذلك.. ولا أحد يسمع أو يرد!!.

*ما هو دور نقابة تجار المواشي؟

النقابة تطالب بما نطالب به ولا احد يسمعنا، الوجع يصيب الجميع، مطالبنا معيشية إقتصادية خارج السياسة لذلك تكاتفنا تحت راية العمل من أجل تأمين لقمتنا ولقمة المواطن التي جمعتنا ووحدة كلمتنا.

*ما هي مبررات وزير الزراعة والإقتصاد بعدم إقرار الدعم للحم الطازج؟

يقولون لنا أن الوزارة لا تستطيع أن تدعم الموجود عندنا من الأبقار، يمكن أن ندعم ما الشحن الجديد، فنقول لهم نحن بالصل شحنا وها هي المواشي التي دفعنا مصاريفها وخسرنا ما فيه الكفاية و”أنخرب بيتنا”، وماذا سنفعل بالموجود؟!! طلبنا منهم إرسال مراقبين يكشفوا على الموجود عندنا، وإذا لم تصدقوا ما ندعيه، أدعموا اللحامين والشعب، أيضًا أحد لم يسمع!!.

*تقترحون ولا من يسمع ما هو الأفق الذي يلوح أمامكم وما هو الحلول برأيك؟

في ظل عدم وجود الدعم للأبقار الموجودة في مزارعنا، يعني بكل بساطة تجارة المواشي ستنتهي في لبنان، وهذا سيؤثر سلبًا على الإقتصاد اللبناني والسوق اللبناني. لأنه لن يعد بإمكان أحد من التجار أن يشحن مجددًا. وهذا بدوره سيؤدي إلى توقف العديد من المصالح وسيعتمد السوق المحلي على اللحمة المثلجة والتي لا احد نعرف هل ذبحها حلال أو أنها تعرضت للتثليج لأكثر من مرة إضافة للكثير من التساؤلات الضرورية لحصول المواطن على غذاء سليم.

*قد يكون عملكم أكثر حساسية من غيره لكونكم تعملون مع أرواح وليس بالمواد الجامدة التي يمكن إقفال المخازن وتركها لبعض الوقت من دون تكلفة تذكر؟

صحيح، لذلك خسارتنا مضاعفة، ومصاريفنا كبيرة وثقيلة، نحن اليوم نعمل بكل جهدنا لنؤمن الجو المناسب لبقاء الأبقار والإغنام على قيد الحياة، “اليوم نصرف على الرزق، وهذا الرزق لا يعطينا، الرزق يصل لمرحلة لا يزيد، يعني هو خسارة لنا، الأبقار تعّجز مع العمر ويصبح لحمها قاسيًا، كما أنها لا تسمن عندما تصل لعمر معين، وهذا ما وصلنا إليه اليوم لأنه ليس من شراء ولا بيع، كل شيء جامد مكانه ونحن ندفع ونخسر و”تنخرب بيوتنا” أمام عيوننا، إلى متى هذا الوضع لا أحد يعرف؟!!

لو كنت أعرف أننا سنصل إلى هذه المرحلة لما غامرت وشحنت ودفعت وخسرت، اليوم أعيش الندم كما زملائي من تجار المواشي، الذين يبلغ عددهم التجار 13 تاجرًا كلهم يعيشون القلق على رزقهم.

*ألم تكن سوريا سوقًا لكم من ناحية البيع أو الشراء، وهل اقفال الحدود أثر سلبًا عليكم؟

أقفال الحدود لم يؤثر علينا لأن سوقنا مختلف عن سوق سوريا التي تتاجر بالإغنام وليس بالبقر كما السوق اللبناني. قد يأتي الغنم من سوريا، أحيانًا كنا نبيع الأبقار لسوريا. كما كان هناك تهريب المواشي، اليوم وقف التهريب الذي لم يؤثر أيضًا على تجارتنا لأن سعر الغنم الذي نستورده من الخارج أرخص من الغنم الذي نشتريه من سوريا.

*هل ترى أن الإهمال الرسمي في دعم الزراعة والصناعة، سببه أن هناك من يريدنا أن نبقى أسرى لدول معينة، وهم اليوم يخنقوننا؟

صحيح، لو دعمت الدولة الزراعة والصناعة لكنا اليوم حققنا الإكتفاء الذاتي وفكينا إرتباطنا مع الدولار الذي يمثل اليوم السكين الموضوعة على رقابنا وعلى أهبة خنقنا.

*هل ينفع برأيك أن نبدأ بإحياء الزراعة والصناعة مجددَا؟

لا شك أن دعم الصناعة والزراعة وبجدية من قبل الدولة سيغير الوضع بشكل كبير حتى ولو أخذ بعض الوقت، لكن للأسف ليس من ثقة بهذه الدولة التي لا نسمع منها إلا الوعود الفاشلة، ولم نر شيئًا فقط كلام ومواقف إعلامية.

*يعني فقدت الأمل؟

الأمل بالله، لا بد وأن تفرج.

كلمة أخيرة لمن توجهها؟

أوجهها لوزيري الزراعة والإقتصاد، إذا كنتم تريدون الوقوف مع الشعب اللبناني، اصدروا اليوم قراراً بدعم الأبقار الموجودة في المزارع، وأنا كفيل بأن سعر كيلو اللحم الظازج سيباع في الملاحم غدًا ما بين العشرين والثلاثين ألف ل. ل.. أنا أتعهد بهذا الوعد وأنا أول تاجر سابيع ما عندي من أبقار ليصبح اللحم الطازج بمتناول جميع شرائح المجتمع اللبناني.

وأقول لهما: “الوقت ضيق وحساس، نحن نتعامل مع ارواح وليس مع مكونات جامدة، الأبقار تحتاج للأكل والمرعى والجو المناسب في هذا الطقس الحار وإلى العلف الذي يكلفني يوميًا من ستة إلى سبعة آلاف دولار، لإطعم 3600 من البقر والغنم.”.

نحن نحتاج حلًا سريعًا، وأكرر مطالبة وزير الإقتصاد ووزير الزراعة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم مصرف لبنان ليقفوا معنا ويصدروا قرار دعم الأبقار الموجودة في المزارع اللبنانية وإلا سيكون هناك كارثة لا تحمد عقباها.

* فاطمة فقيه - مجلة كواليس

أحمد العشي
أحمد العشي






تعليقات: