أوتيل سحمر في البقاع الغربي بناه الحنين ويديره الحب


اللبناني بشكل عام تواق للعلم والعمل المنتج في آن.. ومن أولى طموحاته تامين مستقبل لائق له ولعائلته بعد كفاح طويل في العمل، أكان في بلاد المهجر أو الداخل اللبناني. لذا، نراه يبحث ويفكر في مشروع عمل خاصة في مسقط رأسه، حيث ولد وشبّ.. وهو وإن سافر خارج حدود الوطن، يبقى الحنين والولاء يشدانه إلى بلده مترافقان مع أحلام تراوده بإقامة مشاريع عمرانية أو صناعية أو تجارية أو سياحية، ومن هؤلاء المغتربين رجل الأعمال السيد قدموس حسين منعم، إبن بلدة سحمر في البقاع الغربي الذي شيّد فندقًا في بلدته يحمل إسم "أوتيل سحمر"، بهندسة فخمة وذوق رفيع متكلًا على ذاته في تنفيذ الخارطة الهندسية والديكورات وكل ما يلزم بمساعدة زوجته السيدة يمامة محمد موسى منعم.

وبسبب تواجد الزوج في مقر عمله في بلاد الإغتراب، حلت عقيلته السيدة يمامة ضيفة على صفحات "مجلة وموقع كواليس" التي شدها هذا الصرح السياحي لجمالية موقعه بين أشجار الصنوبر ورونق هندسته، وكانت لنا جولة في أرجاء الفندق وخرجنا بإنطباع انه ليس بكثير أن يُصنف هذا الفندق بدرجة "خمس نجوم"، والذي يحمل إسم "اوتيل سحمر".

وعبثًا حاولنا أخذ حديث مع شريكة المشروع الزوجة يمامة التي طالبت تأجيل اللقاء لحين حضور زوجها، وامام إصرارنا على تسليط الضوء الإعلامي عليه جعلها تنزل عند رغبتنا في الوقت الراهن على أمل اللقاء معه مستقبلًا، فكان معها هذا الحوار..

وردًا على سؤال حول فكرة المشروع وعن الدراسة المسبقة للجدوى السياحية في هذه المنطقة تحديدًا والبيئة المحيطة به، قالت:

- زوجي الحاج قدموس حسين منعم، المغترب منذ أربعة عقود من الزمن، يعمل بمهنة المطاعم، وكان حنينه يشده دائمًا إلى بلدته هذه، حيث ولد وعاش ذكريات طفولته فيها، والفكرة كانت بناء فيللا سكنية على العقار في هذا المرتفع والموقع المطل على أربع جهات، منها بحيرة القرعون، وهكذا كان، إنما بعد أن قرر الإقامة الدائمة والإستقرار في لبنان، راوده مشروع تحويل الفيللا إلى أوتيل، بعد ان تمعَّن بدرس الجدوى السياحية والإقتصادية منه، آخذًا بعين الإعتبار عدم وجود أي أوتيل في هذه المنطقة، وإستطرادًا لا يرغب بإقامة أي مصلحة أو مشروع تجاري يكون فيهما مضاربًا أو منافسًا لأحد، على سبيل المثال:

- سوبر ماركت، مطعم، فرن، منتزه، معمل، مصنع وما شابه. وبالتالي، إيجاد فرص عمل في قطاع جديد على المنطقة، ومن هذا المنطلق ترسخت بذاكرته هذه الفكرة وباشر بتنفيذها منذ العام 2010، رغم إستهجان البعض حول هذا المشروع المؤلف من خمسة طوابق والذي يحمل إسم "أوتيل سحمر"، الطابق الرابع منه سويت عرائس، والخامس والأخير مطعم، إضافة لبيسين كبير أولومبي، ومسبح آخر وسط ومسبح للأطفال، وهناك حرية ضمن الحدود لرواد المسابح. وأسعارنا مدروسة تناسب الجميع، وفي السنوات الماضية كانت الحجوزات على مستوى عالً من المغتربين اللبنانيين، ومن بيروت وعدة مناطق لبنانية وسواح أجانب وعرب من السعودية والكويت وسلطنة عمان والعراق، وكان لدينا فريق عمل مؤلف من حوالي 20 ما بين شاف مطبخ وموظفين في الأوتيل والمطبخ والمسبح.

- أما هذه السنة بسبب وباء كورونا، توقفنا عن تقديم أية خدمة خاصة من المآكل والمشرب وبإمكان نزلاء الأوتيل طلب ما يرغبون به من المطاعم المتواجدة في البلدة، وممكن في حالات إستثنائية مساعدتهم، ونحن ندفع كافة الرسوم والضرائب المتوجبة علينا إلى البلدية، كما يتم الإطلاع على جدول النزلاء شهريًا من قبل الأمن العام اللبناني، ونحن بصدد تقديم كافة الأوراق والمستندات الرسمية والخرائط والصور اللازمة لوزارة السياحة لأجل تصنيف درجتنا كباقي الفنادق السياحة. هذا، وفي مشروعنا إستكمال مسبح للأطفال ومدينتي ملاهي داخلية وخارجية يراعيان كافة معاير السلامة العامةاضافة إلى قسم خاص للعناية بالاطفال الصغار "حضانة" خاصة فقط لنزلاء الفندق وبعض التحسينات.

*كإمرأة، كيف تقيمين دورك في هذا المشروع وفي المجتمع ككل؟

لو لم أكن متواجدة هذا العام بحرص شديد على إستمرارية بالسهر على تواجدي الدائم وإدارته في ظل هذه الظروف، لكسب وجوده وشهرته التي نعمل عليها لأنه كلفنا الكثير من الجهد الجسدي والفكري والمالي ولا يمكن التفريط به. على أمل تحسن الأوضاع وعودة الأمور والأحداث المستجدة إلى طبيعتها ونحن على ثقة بعودة الإستقرار السياسي والأمني والإقتصادي، وإزدهار وإنتعاش الحركة السياحية في البلد، كما نهتم بالنظافة العامة بشكل كبير جدًا، مع الإشارة إلى ان المياه المستخدمة في المسابح مستخرجة من بئر إرتوازي وهي نظيفة صالحة للشرب ونقوم بتعقيمها وإستبدالها بإستمرار، إضافة لتعقيم الأرض والطاولات وغرف النزلاء وإجمالًا المنطقة بطبيعتها النقية والهواء العليل بعيدة كليًا عن أية مخاطر وأوبئة، والمواطن مطمئن لوجوده فيها بالتوازي مع الأمن والأمان.

ومن طموح ببالنا إستحداث جلسات تحت الأشجار المحيطة بالمشروع مع مدينة ملاهي للأطفال مع حملة إعلانية كبيرة، إنما تم تأجيل ذلك لحين إستتباب الأوضاع الإقتصادية والتخلص من وباء كورونا.

والشكر أولًا وأخيرًا لحضرتكم وتقديركم لنا بكل شفافية وصدق مع التشجيع لهذه المبادرة بمشروع الأوتيل.

* فؤاد رمضان - مجلة كواليس























تعليقات: