كانتا تنتظران مركبة بائع البوظة حين غافلهما الموت


رحيل الشقيقتين ليا ولين في حادث مروّع

...

سمعتا صوت موسيقى مركبة بائع البوظة من بعيد، خرجتا من المنزل وجلستا على حافة الطريق بانتظاره، رافقهما في الجلوس ولد من أقربائهما. وقبل أن يصل بائع البوظة حلّت الكارثة، بعدما تدهورت سيارة وصدمتهم جميعاً قبل أن ترمي بهم إلى الجل، في حادث مؤسف خطف الشقيقتين ليا ولين الحسيني وأصاب من معهما بجروح.

لحظات الكارثة

بلدة مليخ الجنوبية شهدت هول المأساة. فبعد ظهر أمس لم يمر بسلام على عائلة الحسيني وأبناء البلدة. وقالت زوجة عم الضحيتين لـ"النهار": "اعتادت ليا ولين وحيدتا والديهما شراء البوظة كلما مرّت المركبة من أمام منزلهما. وفي الأمس جرت الأمور بداية بشكل طبيعي. جلست ليا ولين على حافة الطريق بانتظار وصول المركبة، وإذ بسيارة مارّة على طريق عرمتا تتدهور لسبب لا نعلمه إلى الآن، أكان من الفرامل أو السرعة أو غير ذلك، صدمت الشقيقتين وقريبهما، رمت بهما إلى الجل لتستقر هي الأخرى هناك". وأضافت: "سمعنا صوت ارتطام قوي، سارعنا لنكتشف المصاب، لين إبنة الثماني سنوات جسد بلا روح، في حين كانت ليا إبنة العشر سنوات لاتزال على قيد الحياة، نقلت إلى المستشفى، وحاول الأطباء القيام بكل ما في وسعهم لإنقاذها، قاومت لساعات، إلا أنها صباح اليوم سلمت الروح، وكأنها أبت أن تكمل حياتها من دون رفيقة دربها التي عاشت وإياها سنوات تحت سقف واحد، تشاركتا الضحك واللعب وأبسط الأمور".

هول المصاب

"عند وقوع الحادث كانت والدة ليا ولين خارج المنزل تقدم واجب العزاء بأحد معارفها"، قالت زوجة عم الضحيتين، مضيفة: "والدهما كان في البيت ينتبه عليهما، إلا أن القدر شاء أن يرحلا عنه في حادث أقل ما يقال عنه إنه مروّع، ونحن ننتظر أن تتكشف كافة تفاصيله. فسائق السيارة لايزال في المستشفى، كذلك حال الولد الذي خضع لعملية جراحية". وشرحت: "كم هي قاسية الحياة. خطفت وحيدتَي والديهما بعدما كرّسا حياتهما لتربيتهما. عملا كل ما في وسعهما لإسعادهما، خافا عليهما من الفيروس المستجد، حظراهما في المنزل، أقاما لهما بركة مياه للترفيه، حيث اعتادتا تمضية وقت في السباحة والتسلية مع بعضهما البعض".

علاقة ليا ولين كانت قوية إلى درجة أنهما كانتا تتقاسمان كل شيء، لم يفارقا بعضهما أبداً، وعندما غافل الموت لين عادت واستسلمت له ليا، لتبقيا إلى جانب بعضهما البعض في الحياة والممات. وأضافت قريبتهما: "لا كلمات يمكنها التعبير عن حال والديهما، اللذين خسرا فلذتَي كبدهما. كيف يمكن أن يستوعبا الآن أن البيت فرغ من ضحكته وروحه ومصدر سعادته"؟!

تعليقات: