صبحي القاعوري: وزير خارجية لبنان يقدّم استقالته.. غياب الإرادة الفاعلة!

وزير الخارجية اللبناني المستقيل ناصيف حتّي
وزير الخارجية اللبناني المستقيل ناصيف حتّي


من الأسباب التي دعت وزير الخارجية اللبناني ناصيف حتّي تقديم استقالته عدم الرؤية الواضحة لإعادة هيكلة الدولة ، ولغياب الإرادة في الإصلاح .

مع كل احترامنا وتقديرنا لرأي معالي الوزير في الأسباب التي دعته للإستقالة خاصة وانه يرى بأن هذا ليس لبنان الذي كان يريده والذي احبه واراده منارة نموذجاً ، يراه اليوم ينزلق للتحول الى دولة فاشلة تقدمت بإستقالتك ، هذا من صميم حريتك الشخصية ، وياليتها بقيت بدون تسبيب ، لكُنا رفعنا لك القبعة احتراماَ وتقديراً، أما ان تستخف بعقولنا بأن لبنان الأمس كان احسن من اليوم ، فهذا افتراءٌ على الحقيقة والواقع .

معالي الوزير : اظنك لم تكن بعيداً عن السياسة في لبنان والدول العربية حيث شغلت عدة مناصب حساسة وكلها تصب في خانة السياسة سواءً كان ذلك في جامعة الدول العربية وتمثيلك لها في المؤتمرات الدولية وشغلت ايضاً منصب سفير للبنان ، اي أن السياسة اللبنانية لم تكن في اي وقت منارة العالم وقدوة يحتذى بها بل كانت تحقق الفشل تلو الفشل حتى وصل بنا الحال الى هذه الحكومة ، التي لم تأخذ الى الآن اي قرار في صالح بناء الدولة ، وانت عضو فيها ، وفشلت في ابسط قواعد اتخاذ القرارات من صميم عملك ولكنك تقاعست وفشلت ، حيث انك لم تستدعي السفيرة الأمريكية التي ارادت اشعال الفتنة بين المجتمع اللبناني واشعال الحرب الأهلية ، وبقيت صامتاً حتى بعد صدور قرار القاضي الجرئ " محمد مازح " بوقف نشر اي تصريح لها في وسائل الإعلام اللبنانية والعاملة في لبنان ، وبعد قرار وزيرة العدل بإحالة القاضي على التفتيش القضائي ، وكان بالإمكان وقبل اصدار مثل هذا القرار استدعاء السفيرة وتوبيخها لتجاوزها الأصول الدبلوماسية ، لو تم ذلك لما حصلت هذه الزوبعة ، وربما ضارة نافعة ، حيث ظهر للشعب فشلكم في اداء مهمتكم ومهمة وزيرة العدل التي اكدت ايضاً للشعب بأن القضاء قراراً سياسياً وليس للعدل مكانة في لبنان .

قد تكون استقالتك صحوة ضمير لأنك ظلمت الشعب الذي يطالب بإستقلالية القضاء ، وظلمت قاضي له من الخدمة 23 عاماً وبين عشية وضحاها اصبح غير مؤهل لإداء مهمته ، كل ذلك ارضاءً للمندوب السامي الأمريكي الذي استدعيته ، وخرج والإبتسامة ملئ شدقيه ، قائلاً لقد اصبح موضوع القرار خلف ظهرنا .

ومن ثم تبرر فشلك وتلقي به على الحكومة ، قد نوافقك بأن الحكومة لم تحقق اي مطلب شعبي ، وقد نوافقك بأنها فشلت للآن بوضع خطة اصلاحية ولكن لا نوافقك بأنك انت البطل وانت من يريد الإصلاح وقد فشلت بإستدعاء السفيرة الأمريكية في البداية ، وكان بالتالي استدعاؤك لها خجولاً.

اذا كانت هذه الحكومة فاشلة فأنت حصتك منها الأكبر لأنك عل رأس الدبلوماسية اللبنانية ولم تستطع اي عمل سواءً مع امريكا او مع فرنسا او مع الصين او مع كل الدول حتى تفك الحصار الذي فرضته دولة الإرهاب على لبنان ، حتى لم نسمع لك صوتاً داخل الحكومة بخطة اصلاح .

وكل استقالة وانتم بخير .

* الحاج صبحي القاعوري - الكويت

تعليقات: