إشكالات وسرقات وأموال وسفارات جعلت مراقبة عمل الجمعيات بعهدة الجيش


في الأيام الأولى التي تلت إنفجار ​مرفأ بيروت​، شهدت المناطق المنكوبة فوضى عارمة بسبب عدد كبير من الجمعيات هبّ بسرعة الى تنظيف الشوارع ومساعدة المواطنين الذين دمرت منازلهم، ليتبين فيما بعد أن عمل البعض من هذه الجمعيات مشبوه ويطرح حوله الكثير من علامات الإستفهام. فَتَحتَ شعار العمل الإنساني تشير المعلومات الى تسجيل عدد كبير من عمليات السرقة لا سيما في منطقتي ​مار مخايل​ و​الجميزة​، حيث دمرت محال تجارية ومنازل، وفي اليوم التالي لوقوع الإنفجار، إستفاق أهالي المنطقة على عدد كبير من الشبان والشابات جاؤوا لمساعدتهم، وخلال رفع الانقاض وإزالة الزجاج والركام، تعرض أصحاب المنازل للسرقة، وقد سجلوا أكثر من شكوى في هذا الإطار لدى ​القوى الأمنية​، وهنا تعقب المصادر الأمنية المتابعة، "عندما نتحدث عن سرقة لا يجوز التعميم، فهناك جمعيات حقيقية قامت وتقوم بعمل إنساني جبار على صعيد مساعدة الناس، في مقابل جمعيات أخرى تبين انها وهمية، وتقدم مواطنون بشكاوى بحقها متهمين إياها بالسرقة".

أضف الى ذلك سجلت إشكالات عدة بين الجمعيات على خلفية من يستلم العمل داخل هذا الشارع، وفي هذا السياق تكشف المعلومات عن وقوع إشكال كبير في مار مخايل بين جمعيتين بارزتين واحدة محسوبة على مرجعية قانونية، وأخرى محسوبة على مرجعية دينية، والسبب أن الأولى وصلت الى شارع معين وبدأت عملها به وفي اليوم التالي حاولت الثانية الدخول الى الشارع عينه، ما أدى الى حصول الإشكال. الخلافات لم تقتصر على عمل الجمعيات فقط، بل إنسحبت أيضاً على نشاط السفارات، وفي المعلومات التي حصلت عليها " النشرة" من مصدر أمني بارز، تبين ان فريقاً تابعاً لسفارة خليجية توجه الى منطقة ​الكرنتينا​ بهدف توزيع الأموال على المواطنين المتضررين من الإنفجار، وعندما وصل الفريق المذكور الى شارع تقطنه مجموعة من ​عرب المسلخ​ قريبة سياسياً من دولة خليجية أخرى تربطها علاقة سيئة بالدولة التي تقوم سفارتها بتوزيع الأموال، وقع إشكال بين الأهالي وفريق السفارة وقد وقف أحد المخاتير رأس حربة في هذا الإشكال.

لكل ما تقدم من إشكالات، وشكاوى، قرر محافظ بيروت ​القاضي مروان عبود​ إحالة مهمة مراقبة عمل الجمعيات الى ​الجيش اللبناني​، وتحديداً الى غرفة الطوارئ المتقدمة في الجيش التي تحدد للجمعية الشارع الذي تعمل ضمن نطاقه وذلك بعد التأكد من أوراقها وقانونيتها، والتي تراقب أيضاً عملها خلال العمل وبعده وذلك بهدف التأكد من أن الأموال والمساعدات التي حصلت عليها الجمعية لمساعدة الناس، قد صرفت في المكان الصحيح من دون زيادة او نقصان.

إذاً، علامات إستفهام كثيرة تطرح حول عمل الجمعيات على الأرض، منها ما هو معروف ومنها ما هو مغمور وقد تحرّك بكبسة زر بعد الإنفجار لإستغلال الناس، لذلك يجب التنبه والدقة في التعامل مع أي مجموعة موجودة على الأرض. التنبه والدقة من قبل الأهالي أولاً وثانياً من قبل القوى الأمنية والعسكرية.

تعليقات: