انتهت قيامة لبنان مع الزعماء الدمى

الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بعد لقائه مع زعاماء لبنان
الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بعد لقائه مع زعاماء لبنان


لا يمكنني محو مشهد العار المشين، يوم هرول جميع من يدعون الزعامة في لبنان، الى السفارة الفرنسية، "متل الشاطرين"، للإستماع الى درس في الوطنية والأخلاق والقيم الإنسانية، من الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون! بل إن مواكبهم المكروهة من الشعب بامتياز، قد عبرت الركام الذي احتضن ضحايا تفجير المرفأ الأبرياء، غير آبهين وغير مكترثين لهول المصيبة!

العار الأكبر، هو تصريح الرئيس الفرنسي بعد لقائه معهم بأن فرنسا لن تقدم مساعدات الغوث الى المؤسسات العامة الفاسدة، لإيصالها إلى المتضررين، بل إلى المنظمات والجمعيات غير الحكومية فقط.

ألعار الأعظم، هو إمهال، من هرولوا إليه، فترة ثلاثة أسابيع، للتوصل الى تفاهم مشترك فيما بينهم، من شانه تنفيذ الإصلاحات التي أوصت بها مقررات مؤتمر "سيدر".

آثر ماكرون لدى وصوله، الذهاب إلى ركام الشوارع ومؤاساة الناس في أحزانها وأوجاعها، غير مكترث للتباعد الإجتماعي الذي تستدعيه محظورات وباء كورونا!

أما هؤلاء الزعماء الدمى، فإنهم أوكلوا إلى أدوات فسادهم الإستحصال على إفادات عقارية عن المباني المتضررة، مع ارقام هواتف أصحابها، والتواصل معهم لشرائها بأثمان بخسة، والتخلص النهائي من وجودهم وتواجدهم، من أجل استحداث مشروع عقاري جديد، مشابه لمشروع "سوليدير" سيء الذكر.

منذ عودة ماكرون إلى بلاده، وهؤلاء منهمكون ب"تناتش" حصصهم من جبنة السلطة الفاسدة، ومحاولين فرض تشكيل حكومة محاصصة، وتحاصص جديدة، وفاسدة، للمفسدين.

نعم، إنهم على تواصل مستمر فيما بينهم، لإنجاز المهمة التى اوكلها إليهم ماكرون، ومتغافلين عن مآسي التفجير، وأموال المودعين في المصارف، وعن تفشي الغلاء، وانتشار المجاعة، التي هي أشد خطرا من وباء الكورونا.

لقد سقطت السيادة عن لبنان، وسقطت معها تلك الزعامات الدمى، التي لن تستطيع استعادة مصداقيتها الإفتراضية من الشعب، حتى وإن حاول "البعض" تقديم قوارب النجاة لهم، بطرح مفهوم "الحياد الناشط"، لأن هذا "النشاط" يستدعي وجود زعامات مستقلة، تسمو فوق الطائفية المقيتة، وهذا غير متوفر على الإطلاق!

إنني لا أدعو الى حصول انتداب جديد مباشر من جانب دولة إستعمارية معاصرة، بل اتمنى أن تنتشر قوات اليونيفيل، التابعة للأمم المتحدة، على كامل التراب اللبناني، مع إعطائها صلاحيات إدارية مشتركة مركزية ولا مركزية، وضرورة كف يد كل الفاسدين، ونفيهم الى جزيرة في القطب الجنوبي المتجمد، بعد إسترجاع الأموال العامة المنهوبة منهم جميعا!

حسب الشعب اللبناني العزيمة، والإرادة، والشجاعة، ونعم الوكيل!

* سعد نسيب عطاالله

تعليقات: