الأحداث الأمنية تضاعف وطأة الركود التجاري في النبطية

حركة ضعيفة في سوق النبطية
حركة ضعيفة في سوق النبطية


النبطية:

أرخت الأحداث الأمنية الأخيرة والأوضاع السياسية المتشنجة في عدد من المناطق اللبنانية بثقلها على الحركة التجارية في مدينة النبطية، وضاعفت من الركود الاقتصادي والتجاري الحاصل فيها من قبل، الأمر الذي تدنت معه نسبة المبيعات في المحال والمؤسسات التجارية إلى أقل من عشرة في المئة، بحسب العديد من التجار.

وإذا كان هناك من حركة ضئيلة يشهدها السوق التجاري في الوقت الحالي فإنها تقتصر على محال بيع المواد الغذائية والاستهلاكية والخضار والفواكه الضرورية التي لا بد منها بالرغم من ارتفاع أسعارها بشكل مضاعف، في غياب أي إقبال على شراء الكماليات والسلع الأخرى من الألبسة والأحذية والأدوات المنزلية وغيرها. ولم تنفع تخفيضات الأسعار التي تراوحت بين 25 و70 في المئة، في جذب الزبائن، وكذلك باء بالفشل لجوء العديد من التجار، لاسيما في محال الألبسة لاعتماد سياسة المنافسة والمضاربة الحادة على الأسعار فيما بينهم بطريقة مكشوفة، وإغراء المواطنين بتقديم الهدايا لهم على نسبة المبيعات، وإبراز هذه الأسعار بواسطة لافتات كبيرة ملونة رفعت فوق محالهم ومؤسساتهم التجارية. حتى ان سوق الإثنين التجاري في النبطية الذي عادة ما يشهد زحمة خانقة بالتجار والبائعين والمواطنين، فقد تحول إلى يوم عادي بامتياز.

كانه لم يكفِ التجار في النبطية الأجواء السياسية الملبدة التي يعاني منها اللبنانيون منذ أكثر من ثلاث سنوات، ومساهمتها في تفاقم الحركة التجارية والاقتصادية في السوق التجاري فيها إلى حد غير معقول، لتأتي الأحداث الأمنية الأخيرة في مناطق بيروت والشمال والجبل والبقاع لتقضي على هذه الحركة كلياً كما يقول التاجر أحمد الشريف الذي يأمل أن يتمكن التجار من الصمود في وجه هذه الأزمة في ظل الظروف والتحديات الصعبة التي تواجههم، مناشداً كافة الفرقاء في المعارضة والموالاة التخفيف من حدة خلافاتهم.

ويشير التاجر حسين رسلان إلى اضطراره لاعتماد سياسة المنافسة المكشوفة على الأسعار لملاءمتها مع الظروف الحالية التي يعاني منها المواطنون والتجار على حد سواء. لكنه أسف لأن كل هذه الإغراءات لم تجدِ نفعاً ولم تجذب المواطنين للشراء، لاهتمامهم بشراء المواد الغذائية والتموينية دون غيرها، مفضلين الاحتفاظ بقرشهم الأبيض ليومهم الأسود.

ويعتبر التاجر أحمد ابراهيم أن الحركة التجارية التي تشهدها النبطية خلال الفترة الحالية لم تشهد أسوأ منها منذ زمن بعيد، حتى في أثناء الحرب وفي ظل وجود الاحتلال الإسرائيلي على تخوم منطقة النبطية في وقتٍ سابق، والدليل على ذلك أننا نتمشى خارج محلاتنا او نلعب الورق والزهر أو نتجمع حول التلفزيون لمتابعة آخر المستجدات الأمنية والسياسية.

ويعتبر عضو جمعية تجار النبطية محمد زيدان أن الأزمة الاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها التجار والمواطنون في الوقت الحاضر سببها الأزمة السياسية الخانقة والأحداث الأمنية المتتالية التي تعصف بالبلد منذ ثلاث سنوات، آملاً بانفراج هذه الأزمة بجهود كافة المخلصين من السياسيين، في الوقت الذي يتساءل فيه عن الأهداف الكامنة وراء استمرار الحكومة والهيئة العليا للإغاثة بالتلكؤ والمماطلة في دفع التعويضات لأصحاب المحال والمكاتب والمؤسسات التجارية في منطقة النبطية.

تعليقات: