بدء تسيير دوريات في الغجر اللبنانية.. ونزع العنقودي ينجز في ربيع 2009

غراتسيانو في مكتبه في الناقورة (عباس سلمان)
غراتسيانو في مكتبه في الناقورة (عباس سلمان)


غراتسيانو لـ«السفير»: لا حرب في الجنوب... ولسنا عيناً إسرائيلية

الناقورة:

في أي مفصل داخلي لبناني، تحضر ملائكة جنوب الليطاني الزرقاء، محلياً واقليمياً ودولياً. ملائكة لحفظ السلام يحسب لوجودها في المنطقة الساخنة دائما من لبنان الف حساب اوروبي ودولي. وغالباً، لم تغب «اليونيفيل» عن البال العالمي خلال البحث في كيفية التعاطي مع الازمة اللبنانية وقد وصلت الى ما وصلت اليه. هذا بحث آخر معقد ومتشابك بالطبع، وليس هنا مجاله. عملياً، يمكن توجيه الاسئلة الى الملاك الاول للقوة، الجنرال كلاوديو غراتسيانو. القائد العام الجالس في مكتب القيادة في الناقورة، على عادته، شديد الثقة بقواته ومهمته. وهو إذ يؤكد أن قواته لم تتعرض لأي مشاكل في جنوب الليطاني أو شماله خلال الأحداث الأخيرة، يكرر أكثر من مرة خلال حوار طويل مع «السفير»، ان الاتفاق الداخلي اللبناني سيحسن كثيراً ظروف عمل «اليونيفيل» ومهمتها.

ومع أن غراتسيانو يلامس الموضوع اللبناني الداخلي بدبلوماسية وحذر كبيرين، إلا أنه يستفيض في التحدث عن اهمية العلاقة المميزة والمشاركة بين قواته وبين الجيش اللبناني. ومع أنه يتجنب الإجابة عن الوصول المحتمل للعماد ميشال سليمان إلى رئاسة الجمهورية، فهو يشرح عن العلاقة الشخصية والمهنية الممتازة مع سليمان، وعن التقدير الكبير الذي يكنه لطريقة قيادة العماد للجيش والتي اثبت فيها جدارته خلال الاوقات الصعبة، بدءا من احداث نهر البارد وحتى اليوم.

غراتسيانو يؤكد دائما على أهمية دعم الاطراف كلها لمهمة «اليونيفيل» كي تنجح هذه المهمة. ينفي اتهامه بان «اليونيفيل» تحولت الى عين اسرائيلية، وينفي ايضاً بأنه مساند لحزب الله. يقول إنه لا يتقصى عن الوضع في جنوب الليطاني، بل يبحث مع الجيش اللبناني في حدوث خروقات للقرار .1701 وهو فتح تحقيقاً في ما ورد حول ان القوات الاسبانية تجند عملاء لها ليتقصوا عن حزب الله (راجع عدد «السفير» بتاريخ 24 نيسان 2008)، وينفي هذا الاتهام.

يقول غراتسيانو إن لا شيء يبرر الخروقات الاسرائيلية المستمرة، وهو يثير هذا الموضوع طوال الوقت، لكن المشكلة تقع في السياسة، وهذه تحتاج الى وقت. وهو، وان كان راضياً تماماً عن عمل مكتب التنسيق التابع للامم المتحدة بخصوص ازالة القنابل العنقودية، الا انه غير راض عن التعاون الاسرائيلي، لأن الخرائط التي زوده بها الإسرائيليون ليست كافية والمطلوب احداثيات القصف، وقد وعده الاسرائيليون بالقيام بما في وسعهم حول هذا الموضوع.

الجنرال الايطالي متفائل. «فـ«اليونيفيل» بدأت بتسيير دوريات في الجانب اللبناني من قرية الغجر»، وهو يعد باخبار ايجابية في الأشهر المقبلة حيث سيتحقق انسحاب اسرائيل من الجانب اللبناني من القرية.

وفي تفاؤل آخر، يطمئن الجنرال الجنوبيين خصوصا واللبنانيين عموماً. يقول: «قوات حفظ سلام قوية، مع تأثير سياسي كبير يعبر عنه التزام المجتمع الدولي بأنه هنا. لذا نرى انه لا توجد مصلحة لأي طرف على حدي الخط الازرق لإطلاق اي نزاع جديد في جنوب الليطاني، حيث ارض مهمتنا. نحن مستعدون لمواجهة اي تهديد يأتي من اي طرف ونحن في وضع يمكننا ان نؤكد من خلاله ألا حرب هنا. يمكنني ان اؤكد للبنانيين أننا سنقوم بما في وسعنا ونحن في وضع يسمح لنا بالقول بأننا قادرون على منع اي اعمال عدائية».

ملائكة زرقاء؟ يمكننا ان نضيف اليها، بعد الحوار الطويل مع الجنرال ادناه، انها «ملائكة زرقاء قوية» استناداً الى توصيف غراتسيانو.

÷ كيف تنظرون الى ما حدث في لبنان مؤخراً؟ وهل رأيتم في هذه الاحداث الداخلية أي تهديد لمهمتكم؟ وهل هناك من اجراءات احترازية اتخذت خلال هذه الاحداث؟

} الوضع في منطقة عمليات «اليونيفيل» بقي هادئا في صورة عامة. الطرق كلها ظلت مفتوحة، ولم تواجهنا أي اشكالات مدنية. الجيش اللبناني اتخذ إجراءات أمنية على كامل المنطقة. وكالعادة، كان هناك تنسيق بين «اليونيفيل» والجيش خلال تنفيذ عملياتهما في المنطقة من دون أن تواجها أي معوقات. نحن سيرنا نحو 400 دورية كما نفعل يوميا، كما ابقى الجيش على عملياته المعتادة بالوتيرة نفسها. ويبقى جوهر مهمتنا ممارسة دورنا الذي ينص عليه القرار 1701 وضمان وقف الاعمال العدائية في المنطقة.

الافرقاء اللبنانيون جميعا توافقوا على الدعم الكامل لليونيفيل، ولم تشكل الاحداث الداخلية أي خطر على مهمتنا، ودرجات الحيطة التي نحن نتخذها أصلا تتناسب مع المرحلة.

÷ هل تعرّضت قواتكم لأي مشاكل تذكر خلال الأحداث؟

} لم تواجه فرقنا أي مشاكل ذات صلة بالاحداث الامنية الدائرة شمال الليطاني.

÷ هل ترون أن الحل الداخلي اللبناني سيسهل تنفيذ مهمتكم؟

} الاستقرار السياسي والأمني في لبنان أساسيان وضروريان حتى نتمكن من تنفيذ مهمتنا بنجاح.

÷ العلاقة بينكم وبين قيادة الجيش اللبناني (العماد ميشال سليمان) ممتازة. هل ترون في وصوله إلى رئاسة الجمهورية دعماً إضافياً لهذه العلاقة مع الجيش؟

} تربطنا علاقة ممتازة مع الجيش اللبناني بمستوياته كافة، إذ انه الشريك الاستراتيجي لليونيفيل في تطبيقها مهمتها. ونحن نتطلع قدما الى مزيد من التعاون مع الجيش بغض النظر عن مهمتنا.

وعلى المستوى الشخصي، تربطني بالعماد سليمان علاقة مهنية وشخصية ممتازة بصفته قائداً للجيش اللبناني. وأكن تقديراً كبيراً لطريقة قيادته للجيش والتي أثبت فيها جدارته خلال الأوقات الصعبة، بدءاً من أحداث نهر البارد وحتى اليوم.

الخروقات الاسرائيلية

÷ كيف تقيمون عملكم بعد نحو سنتين على بدء مهمة قوات «اليونيفيل» المعززة؟

} نحن راضون عن النتائج حتى الآن. مهمتنا كانت الحفاظ على وقف اطلاف النار وهذا امر متحقق في جنوب الليطاني بالطريقة الافضل، كما انتشر الجيش اللبناني في جنوب الليطاني للمرة الاولى منذ ثلاثين عاماً. واحلنا دون وقوع مشاكل كبيرة. ما زال هناك بعض الاحداث الصغيرة، لكنها لا تؤخذ في الحسبان. هذه النتائج تعني ان الاطراف التزمت بتنفيذ القرار .1701 بالطبع المهمة بحسب القرار هي لحفظ السلام تحت الفصل السادس لذا فهي تعتمد على دعم هذه الاطراف المعنية.

÷ ماذا عن الخروقات الاسرائيلية المستمرة للأجواء اللبنانية والتي تسبب مخاوف لدى اللبنانيين؟ لم نر تشدداً من الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون على الطلب في ايقافها بل بدا كأنما يبررها في تقريره الأخير حول تنفيذ القرار .1701

} من المهم ان يكون لـ«اليونيفيل» مصداقية لدى الناس والاطراف. لذا علينا ان نكون حازمين مع هذه الاطراف. و«اليونيفيل» كانت حازمة مع اسرائيل في هذه القضية التي نثيرها دائماً في رسائل احتجاج نبعثها اليهم، وفي الاجتماع الثلاثي (اليونيفيل وضباط ارتباط لبنانيين واسرائيليين). الاسرائيليون يقولون ان هذه الطلعات الجوية ستستمر ما دام الجنديان مخطوفين وما دام هناك تهريب اسلحة من سوريا. نحن نقول ان هذا ليس مبررا لاستمرار الخروقات التي لا نستطيع ان نعطيها عذرا. ونطلب منهم التوقف عن هذه الخروقات، لأنها تقلل من مصداقيتنا والناس يسألون دائما: لماذا انتم عاجزون عن ايقاف هذه الخروقات؟ وفي الحقيقة سنثير هذه القضية بقوة، لكنها تبقى متعلقة بالوضع السياسي، وتحتاج الى وقت ومفاوضات لتحل، ونحن كما قلت سابقا سعيدون بالحفاظ على وقف اطلاق النار في الجنوب، لكن لسوء الحظ فالمشكلة الداخلية اللبنانية مستمرة، مما لا يساعد على الوصول الى وقف اطلاق نار دائم، ونحن نرى ان اي حلول داخلية ستقوي موقفنا في هذا الموضوع، واكرر أن الخروقات هي قضية كبيرة ولا عذر لها بالنسبة لنا.

÷ هل تقرير «بان كي مون» الاخير حول الخروقات الاسرائيلية مقنع ام ان الامين العام مر عليها مرور الكرام؟

} تقرير الامين العام؟ بالطبع هو مقنع. انا لا استطيع ان اتكلم باسم رئيسي الذي هو اعلى سلطة دبلوماسية في العالم. انا اكيد انه يأخذ هذا الموضوع بجدية كاملة. اعرف انه ليس من السهل حل هذه المشكلة، كما لا يمكن مثلاً حل مشكلة داخلية مثل نزع سلاح اي ميليشيا، ولا اتحدث عن ميليشيا محددة، والذي يتطلب وقتا واتفاقا بين الاطراف. واريد ان اذكر اننا في مهمة تحت الفصل السادس وهي تعتمد على دعم الاطراف وليس استخدام القوة لمنع اي طرف من القيام بخروقات، والاساسي بالنسبة لاستمرار مهمتنا هو موافقة جميع الاطراف عليها.

صينيون واسبان.. واعلام

÷ تعرض الجنرال غراتسيانو لانتقادات اسرائيلية ظهرت في صحيفة هآرتس حول «اعطائه نصف المعلومات لإسرائيل»؟

} صحيفة «هآرتس» لم تستند الى اي مصدر. الامر الوحيد الذي يبقي على مصداقية «اليونيفيل» هو بأن تكون حازمة وصادقة وعادلة وحيادية تماماً. اذا وقع حدث في جنوب لبنان فعلينا ابلاغ الطرفين. انتم تعرفون اكثر مني حول لبنان، هو صغير مع اناس واعلام كثيرين، واذا حصل شيء ما فمن الافضل الا تخفيه، لأنه سيكون في اي حال في كل الصحف. لذا علينا دائماً أن نقول الحقيقة. بالطبع لسنا هنا لارضاء فريق دون الآخر، اذا قام فريق بخرق، فنحن ندينه، واذا تعرضت قواتنا لهجوم فنحن نقول ما حصل معنا. الانتقاد من الجميع حسب الخبراء يعطينا صدقية أكبر.

÷ من الاتهامات انكم تتعرضون الى ضغوط اسرائيلية لإعطائهم معلومات، وانكم بدلا من ان تكونوا هنا لحماية اهل الجنوب فانتم تحولتم الى عين لإسرائيل؟

} لسنا عينا اسرائيلية بالطبع. ومن اهم اسباب استمرار نجاح مهمتنا هو التزامنا القرارين 1701 و1773 وان نكون حازمين مع الاطراف. وبناء على الاجتماعات الثلاثية أقمنا الخط الساخن الذي يعني اتصالاً مباشراً بكل الاطراف. لذا، فحين وقوع حادث، أتلقى اتصالات مباشرة من الاطراف واتصل بها. والخط الساخن يستخدم لمناقشة الخروقات وليس لإعطاء المعلومات.

واوضح هنا ان شريكنا الأول والاساسي في الحفاظ على الاستقرار هو الجيش اللبناني الذي نشاركه المسؤولية وندعمه في مهمته الحفاظ على الامن. بالنسبة الى الجانب الاسرائيلي هناك علاقة ارتباط وتنسيق. واذا قال لنا الاسرائيليون ان خرقاً ما يقع نذهب الى الجيش لنسأله عنه، في معظم الاحيان لا يكون هناك شيء ونحن نرسل ردنا.

÷ هل كلما طلبت منكم إسرائيل التقصي عن أمر ما تستجيبون لطلبها؟

} بالطبع لا. نحن لدينا تقديراتنا، وهذا امر يعود إلينا. لكن ما يعود الينا ايضاً هو إظهار حسن النية وانه ليس لدينا ما نخفيه. والجيش اللبناني راض تماما. والاتصالات تمر عبري، وفي النهاية الجنرال غراتسيانو هو الوحيد المسموح له بتلقي وتبادل الاتصالات، ونحن نناقش الاسرائيليين عن الخروقات اذا وقعت ولا نعطيهم ابدا معلومات عن الوضع في الجنوب. اؤكد اننا لا نعطي معلومات لأحد عما يحدث في الجنوب. اذا سألوا عن خروقات نتحقق عنها، لكننا لا نتقصى عن الوضع في الجنوب.

÷ ماذا عما قيل عن تجنيد القوات الاسبانية لمخبرين من اجل مدها بمعلومات عن حزب الله؟

} فور سماعنا بهذا الكلام فتحنا تحقيقا في الامر، وسألت قائد القطاع الشرقي (اسباني) الذي اكد لي بان هذا الموضوع غير صحيح أبداً وهو ضد القوانين.

÷ تعرض الفريق الصيني العامل على ازالة القنابل العنقودية الى إطلاق نار اسرائيلي في اللبونة، وتعرضت قوى اخرى لمشاكل في الوزاني؟ ما تعليقكم؟ ولماذا لا يعلن عنها في حينها؟

} ما تعرض له الفريق الصيني كان حادثا حقيقياً. فتحتُ تحقيقا في الحادث، وعندما اكتمل التحقيق ابلغنا الاطراف عنه. لكننا ايضا ابلغنا الجيش اللبناني بالحادث فور وقوعه، لذا فالجيش اللبناني دائما وبسرعة يكون على علم بما يحدث.

بالنسبة لقضية الفريق الصيني، فنحن أبلغنا مجلس الامن، وشدد عليه في تقريره. كانت القوة الصينية تعمل على نزع الالغام وأصيبت لوحة تحذير من الالغام بالرصاص الذي اتى من حقل رماية اسرائيلي للتدريب قريب جداً، والآن سيزيلون حقل الرماية كي لا تتكرر هذه المشكلة.

تسيير دوريات في الغجر

÷ ما الوضع في الغجر؟ هل سينسحب الاسرائيليون قريباً من القسم اللبناني منها؟

} اتمنى هذا. اعمل بقوة على الموضوع. الانسحاب الاسرائيلي من القسم اللبناني سيكون تقدماً مهماً جداً، وقد حصل تقدم جيد في الاشهر الفائتة، لكن يجب فهم الانسحاب ربطاً بالحاجات الأمنية، ونحن نقوم بنشاطات أمنية عند الضفة الشرقية من الوزاني لمنع اعمال التهريب، وللتحضير للخطوات المقبلة. وأود أن أعلن عبركم أنه بدءاً من الساعة الثانية من عصر الاثنين في الخامس من ايار بدأنا تسيير دوريات في القسم اللبناني من الغجر.

÷ ما هي النقاط العالقة؟

} العملية طويلة ومعقدة. والنقاش مستمر منذ قبل مجيئي. والاسرائيليون يريدون الاطمئنان الى حماية المدنيين في شمال الغجر، وهؤلاء يحملون الجنسيتين السورية والاسرائيلية معاً. النقاش كان عن إجراءات مؤقتة حول وضع هؤلاء المدنيين الذين يريدون أن يبقوا على ارتباط بالجزء الجنوبي والعمل في إسرائيل. وقع الخلاف حين طالب الجانب اللبناني بفترة زمنية محددة لهذا الإجراء المؤقت لينسحب الاسرائيليون بعدها، وهم قالوا انهم بحاجة الى كل الوقت المطلوب، فأصرّ الجانب اللبناني على تحديد فترة لهذا الاجراء. الآن لدينا معطى جديد وهو انسحاب الاسرائيليين لتحل قواتنا محلهم وتتولى الحاجات الإنسانية لسكان الجزء الشمالي. واتمنى ان نعلن عن اخبار سعيدة بعد بضعة اشهر. وهذه ستكون خطوة مهمة ليس للبنان فحسب بل للدول المحيطة ايضاً.

÷ يوجد لدى إسرائيل أسيران اعتقلا مؤخراً؟ هل لديكم دور حول قضيتهما؟

} في المرة الاخيرة جرى اطلاق نار وسقط قتيل ونحن نجري تحقيقاً حول هذا الموضوع. اما بالنسبة الى الشقيقين المهربين فهما يحاكمان قضائياً في اسرائيل بتهمة تهريب المخدرات وليس لنا علاقة مباشرة بهذا الموضوع، وان كنا نبقى على اطلاع بما يحدث.

تهديدات الظواهري

÷ بالنسبة الى التهديد الأخير للظواهري، هل أخذه على محمل الجد يحتاج الى أمن وقائي والاستفادة من حزب الله والجيش اللبناني والمجتمع المحلي وغيرها؟ ما الذي تفعلونه بهذا الخصوص؟ وهل لديكم معلومات ما عن تهديد محتمل على الارض؟

} نحن دائماً نأخذ مثل هذه التهديدات على محمل الجد. نحن قوات حفظ سلام، ولا يمكنك ان تهمل اي تهديد ارهابي، لأنه محتمل الحصول. علينا ان نكون حذرين وفي الوقت عينه ملتزمون بمهمتنا، وهذه التهديدات لن ترهبنا ولن تحد من عملنا. «اليونيفيل» بتعريفها ليس لها عدو، لكن هؤلاء الناس اعلنوا انفسهم اعداء لنا. وهذه حقيقة بخاصة وان ظروف الاعتداءات التي وقعت علينا ما زالت موجودة. ربما سيحاولون رمي صواريخ إلى اسرائيل لخلق توتر، او ربما يهاجموننا. ونحن نرى من الضروري ان يستمر التعاون مع الجيش اللبناني، لأن مسؤولية الامن تقع عليهم، ولأن مهمتنا تقف عند حدود الليطاني، بينما من يهددنا قد يأتي من شمال النهر، وايضاً في ما يخص الحماية الوقائية، من الضروري جداً ان تكون هناك موافقة من جميع الأطراف، أي من المجتمع المحلي والبلديات والاحزاب الشرعية ومجموعات، وعليك ان تخلق معهم ثقة متبادلة كي تكون في «مياه صديقة»، فتكون محمياً من المجتمع المحلي... وأيضاً لدينا إجراءات حماية تقنية حديثة للتعامل مع هذه التهديدات.

÷ هل ما زالت «المياه صديقة» هنا؟ هل ما زالت العلاقة مع الجنوبيين جيدة؟

} الاجابة الاساسية هي نعم. بعد ذلك، يمكن القول انها تختلف من وقت الى وقت بحسب الوضع المحلي. ليست متجانسة بالطبع. كلنا بشر. في بعض الاماكن تعامل السكان معنا ودي تماماً، وفي اماكن اخرى ودي بطريقة مقبولة. لا نشعر باي عداء لنا. في بعض الاحيان تقع احداث متفرقة، مثل حادث سيارة مثلاً قد يثير مشاكل نعمل على حلها. ويجب التذكير دائماً ان وجودنا هنا هو لحفظ السلام ولخلق مناخ لا حرب جديدة فيه. اهم ما في مهمتنا هو الالتزام الكامل لكل الاطراف بها، لأنه ومن دون هذا الالتزام ينهار القرار ,1701 ما لم يلتزم حزب الله او الحكومة او اي فريق آخر في بالك، ما عدا القاعدة طبعا التي لا نعتبرها فريقاً، بمهمتنا فستنهار. لذا دائما اطلب من كل الاطراف اللبنانية تحمل مسؤولياتها والعمل على حل المشاكل الداخلية التي هي ليست مشاكلي، لكن حلها سيكون عاملا مساعدا في تأمين وقف اطلاق النار في جنوب لبنان.

سنمنع الاعتداءات

÷ قبل مدة سرت اشاعات عن حرب جديدة تخوف منها الجنوبيون. هل تستطيع «اليونيفيل» ان تعد الجنوبيين بأنها قادرة على منع حرب جديدة؟

} نحن قوات حفظ سلام، لكننا قوات حفظ سلام قوية، مع تأثير سياسي كبير يعبر عنه التزام المجتمع الدولي بأنه هنا. لذا نرى انه لا توجد مصلحة لأي طرف على حدي الخط الازرق لإطلاق اي نزاع جديد في جنوب الليطاني حيث ارض مهمتنا. نحن مستعدون لمواجهة اي تهديد يأتي من اي طرف. نحن في وضع يمكننا ان نؤكد من خلاله أن لا حرب هنا. يمكنني ان اؤكد للبنانيين أننا سنقوم بما في وسعنا ونحن في وضع يسمح لنا بالقول بأننا قادرون على منع اي اعمال عدائية.

÷ حتى لو اضطررتم الى المواجهة العسكرية؟

} أبقى مع الحقائق. نحن مستعدون لمواجهة الوضع وتجنيب المنطقة الاعمال العدائية مهما كان معناها بالنسبة لمهمتنا.

القنابل العنقودية والخرائط

÷ هل انتم راضون عن سير العمل في نزع القنابل العنقودية خاصة وان هناك مدنيين ما زالوا يقتلون ويجرحون جراءها؟ هل هناك فترة زمنية معينة يمكن ان تعدوا بها الجنوبيين يكتمل عملكم بعدها؟ وماذا عن الخرائط الاسرائيلية، هل هي كافية ام انكم بحاجة الى خرائط اخرى؟

} نحن راضون تماماً عن العمل المحقق حتى الآن. unmac (مركز التنسيق لنزع الالغام) تقوم بعمل كبير في الجنوب كله وليس جنوب الليطاني فقط، حيث تقوم بعملها هنا بالتنسيق مع «اليونيفيل» والجيش اللبناني. ومهندسونا يذهبون الى المزارع وغيرها لتنظيفها لاسباب انسانية. 60 بالمئة من الارض صارت مؤمنة، وبحسب المركز، فانه مع ربيع العام المقبل سيكون العمل قد انتهى. لكن كما هو معروف فالقنابل هذه غادرة ويمكنك ان تنظف مكاناً برمته وفجأة تنفجر قنبلة كانت موجودة على سطح بيت.

في المقابل، نحن لسنا راضين عما قدمه الإسرائيليون من خرائط حتى الآن وأثرنا القضية في لقائنا معهم الاثنين في الخامس من ايار. يجب ان يعطونا ليس فقط الخرائط، لأنها احصائية ولن تكون واثقا مما في الخريطة. نريد الإحداثيات الرياضية (بالارقام) التي استخدموها لقصف هذه القنابل، وهم قالوا إنهم سيقومون بما في وسعهم لتزويدنا بهذه الاحداثيات ونحن نأمل ان يفعلوا ذلك. في اللقاء ما قبل الاخير شرح لهم احد خبراء المركز عن الاحداثيات التي نحتاجها منهم معتمداً كمثل على الاحداثيات التي قدمها الناتو بعد الحرب في كوسوفو. هذه الاحداثيات ستسهل مهامنا كثيراً.

تعليقات: