الأحداث تضاعف الركود الاقتصادي في حاصبيا

غياب الحركة في السوق الرئيسية في حاصبيا
غياب الحركة في السوق الرئيسية في حاصبيا


حاصبيا:

ضاعفت الأحداث الأمنية الأخيرة والتشنج الذي طاول معظم المناطق اللبنانية، من ركود الحركة التجارية في حاصبيا ومنطقتها، بحيث تدنت نسبة المبيعات بحدود الـ15 في المئة، لتقتصر بشكل أساسي على المواد التموينية، بالإضافة إلى الخضار والفاكهة، مع هجمة واضحة على الطحين.

رب ضارة نافعة، مقولة انطبقت على الإنتاج الزراعي الحاصباني، خاصة الخضار، مثل الخيار والمقتي والكوسا والبازيلا والفول وما شابه، بحيث استفاد موسم هذا العام الى حد كبير من قطع العديد من الطرق التي تربط بين المناطق، فكانت فرصة نادرة للمزارعين الذين تمكنوا من تصريف إنتاجهم في سوق حاصبيا المحلية وبأسعار جيدة، كما يقول المزارع جميل الحمرا الذي وصف المواسم الصيفية في وادي الحاصباني بالجيدة. وقد أغرقت السوق المحلية لتلبية حاجات الناس من ناحية، ومن جهة ثانية كانت مناسبة تم خلالها تصريف أكثر من 80 في المئة من هذا الإنتاج، الذي كان المزارعون يخافون أن يتلف في الحقول خاصة، في ظل انحباس المطر والشح في مياه الري من نبع الحاصباني.

الشيخ عدنان جبر، صاحب تعاونية استهلاكية، أشار إلى أن الحركة الخفيفة التي تشهدها سوق حاصبيا، تتجه ناحية المواد الغذائية والاستهلاكية والخضار والفواكه، التي لا تستغني عنها ربات المنازل وان كانت تضاعفت أسعارها بشكل حاد. ولفت إلى زيادة مبيعاته بنسبة 25 في المئة تقريباً، وأكثرها كان باتجاه اللحوم المثلجة والمعلبات والحبوب، دون أن يكون لارتفاع الأسعار الذي تجاوز الـ7 في المئة خلال الأسبوعين الماضيين أي أثر. وعن الطحين قال إنه متوافر في المنطقة «وبإمكاننا تلبية المخابز العاملة هنا لعدة أسابيع».

الركود والكساد الحاصل ضرب بشكل أساسي محال الألبسة والأحذية والكماليات، كما تقول هدى صاحبة أحد هذه المحال، التي ذكرت انه بالكاد «نتمكن هذا الشهر من تأمين بدل إيجار المحل أو فواتير الكهرباء والهاتف، لأن نسبة البيع انخفضت بشكل مخيف، فلا زبائن ولا من يسأل، بالرغم من محاولاتنا إغراء الزبون بالخفوضات التي وصلت إلى حدود 50 في المئة.

ويقول فادي، صاحب استديو، إن نسبة الكساد هذه الأيام تتساوى مع فترة حرب تموز الماضي، «فلا زبائن ولا من يدخل إلى محالنا، نبقى طوال النهار أمام شاشة التلفزة لتمضية الوقت، لعلّ الأيام القليلة القادمة تحمل لنا وللبلد بشكل عام الأمن والاستقرار، لنعوض الخسائر الفادحة التي تكبدها التجار وأصحاب المصالح الخاصة في هذه المنطقة الحدودية».

تعليقات: