قطعوا يديه وفقأوا عينيه انتقاماً من والده.. جريمة هزّت الأردن

الفتى صالح ضحية جريمة الوقاء البشعة.
الفتى صالح ضحية جريمة الوقاء البشعة.


جريمة هزّت #الأردن وأغضبت #الملك عبدالله الثاني، وأعادت الجدل حول عقوبة الإعدام والقوانين العشائرية إلى الواجهة. الطفل صالح البالغ من العمر 16 عاماً، بُترت يداه وفقأ مجرمون عينيه ثأراً من والده، فتحوّلت قضيته إلى قضية رأي عام أردني وعربي، ورفعت الستار عن جرائم رديئة يُطالعنا بها بين الفينة والأخرى، مجموعةٌ من فاقدي الضمير، فتجعل العالم العربي ساحة معارك صغيرة.

دون أن يرتكب الفتى أي أذىً، اقتاد المجرمون صالح إلى ناحية مجهولة بدافع من رغبة جامحة بالثأر من والده الذي قتل خال أحدهم أثناء مشاجرة في السوق. استلّ المجرمون بلطة، وبتروا يديّ الفتى، وفقأوا عينه، ثم ألقوا يديه بعيداً ورموه في الشارع. ثمّ وقعت عينا أحد المارة على صالح، جالساً على الرصيف يستجدي مساعدة، والتقط مقطع فيديو له، اكتسح مواقع التواصل الاجتماعي وصدم المجتمع الأردني.

يداه اللتان خسرهما كان سيحمل بهما ربطة خبز لوالدته، قبل أن ينقضّ عليه المجرمان، فكان ضحيّة جريمة مرعبة ومثيرة للاشمئزاز، وقعت في محافظة #الزرقاء شرق العاصمة الأردنية، إذ قامت مجموعة أشخاص بخطفه والاعتداء عليه بالضرب، كما بتروا يديه وفقأوا يعينه، حسبما جاء في شهادة الوالدة.

وأشار الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام عامر السرطاوي، إلى أنّ "مجموعة من الأشخاص، وعلى إثر جريمة قتل سابقة قام بها أحد أقاربه، قاموا باعتراض طريقه واصطحابه إلى منطقة خالية من السكان والاعتداء عليه بالضرب وبالأدوات الحادة".

الجريمة البشعة أغضبت العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، فتابع تفاصيل العملية الأمنية التي نفذتها الشرطة الخاصة في أحياء الزرقاء، وشدّد على "إنزال أشد العقوبات القانونية بحق المجرمين الذين يرتكبون جرائم تروع المجتمع، كما أمر بمتابعة علاج الفتى على نفقته".

بدورها، صبّت #الملكة رانيا العبدالله غضبها عبر "فايسبوك"، واصفة الجريمة بالـ"قبيحة بكل تفاصيلها"، معلنةً دعمها الأصوات المنادية بإنزال أشد العقوبات بحق المجرمين. وكتبت: "كيف نعيد لك ما انتزعه المجرمون، وكيف نلملم أشلاء قلب أمك وذويك؟ كيف نحمي أبناءنا من عنف وقسوة من استضعف الخلق دون رادع ولا وازع؟".

كيف نعيد لك ما انتزعه المجرمون، وكيف نلملم أشلاء قلب أمك وذويك؟ كيف نحمي أبناءنا من عنف وقسوة من استضعف الخلق دون رادع...

وأضافت: "قلوبنا معك، فأنت ابن كل بيت أردني! وأضم صوتي إلى الأصوات التي تنادي بأشد العقوبات لمرتكبيها".

وفي تفاصيل التحقيقات والعملية الأمنية، ألقت فرق التحقيق التابعة لمديرية الأمن العام من القبض على المتهم الرئيسي وخمسة من شركائه، بعد مداهمة مجموعات الشرطة الخاصة. كما جمعت المديرية الأدلّة من مسرح الجريمة، وضبطت الأدوات المستخدمة، وسلاحين ناريين بحوزة المتهمين.

من جهته، أكّد السرطاوي أنّ التحقيقات في القضية ما زالت مستمرة، وسيصار حال انتهائها، إضافة إلى الاجراءات القانونية اللازمة، إلى إحالة القضية والموقوفين والمضبوطات إلى مدعي عام محكمة امن الدولة.

كذلك، نقلت وكالة "بترا" عن وزير العدل الأردني بسام التلهوني قوله إنّ "القانون سيأخذ مجراه". وأكّد أن توجيهات العاهل الأردني جاءت واضحة لجميع الأجهزة في "متابعة هذه القضية واتخاذ الإجراءات اللازمة لتوفير العلاج اللازم للفتى المصاب واتخاذ أشد الإجراءات القانونية بحق المجرمين".

الجريمة تحوّلت في غضون ساعات إلى قضية رأي عام أردني وعربي، استنكر البعض "تطبيق القانون العشائري"، الذي يقوم على هدنة أو اتفاق بين عائلة القاتل وعائلة الضحية حتى انتهاء القضية. إذ سخر البعض من القوانين القبلية، فاعتبرو أنّ أقذر الجرائم تُحلّ "بفنجان قهوة".

إلى ذلك، ذكر مصدر أمني لوكالة الأنباء الرسمية، أنه ألقي القبض على المجرم الرئيسي في جريمة الزقاء، 170 مرة في السابق. وأكّد أنّ "الأمن العام قام بواجبه وألقى القبض على المجرم وسلمه للقضاء 170 مرة بدون تقصير أو كلل أو ملل للجم هذا المجرم، ثم قامت الجهات القضائية بإخلاء سبيله بحكم القانون في كل هذه المرات".

تعليقات: