جلسة صباحية مع رجل الاغتراب الأديب طلعت العبدالله


سعدت صباح الأمس بجلسة صباحية مميزة مع عميد الاغتراب الافريقي وابن العم الحاج طلعت أحمد عبدالله (رئيس اتحاد المثقفين والادباء المغتربين، وعضو الهيئة الادارية لاتحاد الكُتّاب اللبنانيين)، بحضور قرينته الحاجة أم هشام تغريد الحاج عباس عبدالله.

كان حوار شيقاً تتطرقنا من خلاله لمختلف جوانب الحياة منها الحالة الصحية المفاجئة التي داهمت هذا الكون على حين غفلة، فعطلت مسيرته من مشرق المعمورة الى مغربها، واستعرضنا تداعياتها على المستوى المحلي وتأثيرها على مختلف الأصعدة بدءً من الاجتماعية والاقتصادية والنفسية.

كما وتناولنا جانباً من مسيرته في بلاد الغربة بالذات في دول افريقيا الغربية والوسطى، بدء من محطته الاولى "ليبيريا" التي وصلها في منتصف خمسينات القرن الماضي، حين كان المرحوم السفير السابق "حسيب العبدالله"، قنصل عام السفارة اللبنانية في ليبيريا في تلك الفترة، حيث عمل أبو هشام في مجال التموين الغذائي للشركات الاجنبية، ثم امتلك فندقاً وأسس عدد من المطاعم، وانتقل بعدها الى الغابون (بعد تراجع اعماله في ليبريا) حيث عمل اولاً في مجال استيراد المواد الغذائية، ثم قام بتشييد مبنى تجاري ضخم بقيمة ٤٦ مليون فرنك بالشراكة مع بعض المغتربين اللبنانين وبالتعاون مع شقيقيه الحاج حسين والحاج محمد علي، وبطبعه الدؤوب من حب المغامرة واقتناص الفرص السانحة، انتقل أبو هشام الى جمهورية افريقيا الوسطى، حيث عمل في مجال استيراد مختلف المواد والحاجيات من الدول الأوروبية ولاحقاً من اليابان، ومع تدهور الأوضاع في افريقيا الوسطى، عاد أبوهشام الى الغابون مرة أخرى، وعمل في مجال الموضة والتصاميم واستحوذ على عدد من نخب الوكالات الاوروبية عالية الجودة، وأخيراً استقر به المقام في جمهورية الكونغو - برازفيل، حيث ما زال نجليه "سلام ومنح" يديران بكفاءة عالية أعمال والدهما التجارية هناك في مجال العقارات بالاضافة الى مجال الاستشارات وتقديم الخدمات للشركات البترولية. وهذا النجاح الاقتصادي المتنوع والمميز ، جعلت أبو هشام يستحق ثلاث جوائز تقديرية عالمية من باريس وفرانكفورت ولندن، نُشرت أخبارها في الصحف العالمية أنذاك.

ثم انتقل الحديث الى ذّكر لمحات من بعض المحطات الخاطفة التي حط رحاله بها في تلك المسيرة الاغترابية الطويلة، سواء في الدول الأوروبية وبالأخص فرنسا وعاصمتها باريس (الذي أسس بها مؤسسة تُعنَى بتصدير الماركات العالمية للملابس) او في دول شرق آسيا، كذلك في وطنه لبنان حيث أسس في بيروت متجراً لبيع الملابس ماركة "بيار غاردان" التي استحوذ على وكالتها الحصرية. وحتى مروره بشكل عابر على دول الخليج العربي، وذَكّرته بأول لقاء لي بحضرته اثناء زيارته الأولى لأبوظبي منذ ٤٠ عاماً في صيف ١٩٨٠، وكم كانت دهشته كبيرة عندما ذَكَرت أمامه مقتطفات معبّرة ما زالت عالقة في ذهني، بعد كل هذا المدة، من حديثه لنا في الجلسة الخيامية التي ضمتنا حينذاك في منزل خالي المرحوم "محمد نعيم عبدالله"، حيث أدلى أبو هشام بمعلومات فائقة الأهمية تخص الوضع الاقليمي الحساس الذي كان سائداً آنذاك في زمن شُح المعلومات الدقيقة وندرتها في تلك الآوّنة.

وكم كانت فرحتي غامرة عندما قام أبو هشام بإهدائي نُسخاً قيّمةً من مجموعة اصدارته الأدبية المميزة:

1. عذاب الذاكرة (رواية) (٢٠١٠) (بالفرنسية)

2. يوم من خريف العمر (قصص) (٢٠١١)

3. عذاب الذاكرة (الترجمة العربية لروايته الاولى بالفرنسية) (٢٠١٣)

4. أحلام مستعصية (مجموعة قصصية) (٢٠١٥)

5. الهجرة الى أقصى الشرق (رواية) (٢٠١٧) (مع كتابة اهداء شخصي منه)

كما قام الحاج ابوهشام بإهدائي نسخة فاخرة من كتاب (رواد من لبنان) اصدار (٢٠١٩ - ٢٠٢٠)، والذي يتناول في الصفحات (٥٢٦ - ٥٣٠) نبذة موجزة عن مسيرة "المغترب والاديب طلعت عبدالله" في عالم الاغتراب منذ ٦٥ سنة خلت.

وقبيل نهاية ذلك اللقاء الصباحي المفعم بالحبور، استعرض أبو هشام سلسلة من مشاريعه الأدبية المقبلة والتي يسعى لإصدارها في القريب العاجل بإذنه تعالى.

وبدوري قدمت بين يدي الحاج أبو هشام اقتراحاً بأن يقوم باعداد كتاب بعنوان (وقفات مع الأوائل) يتضمن رؤيته الشخصية لمسيرة رجالات عصره الذين تركوا أثراً فعّال في حياته، عسى أن يرى النور مثل هكذا مقترح، والذي سيكون له أيضاً نصيباً من الوقع المميز الذي اتصفت به كتابات أديبنا "أبو هشام".





تعليقات: