كاظم عطية.. حُسن سيرته ستبقى تملأ آفاق الخيام


فارقنا بغصة كبيرة، رجل الوداعة والسلم، رجل العطاء والحب، العزيز على قلوب محبيه وكل من عرفه أو تعامل معه (كاظم عطية)، كانت الابتسامة لا تفارقه، وهو في قمة الألم والمعاناة، وكأنه يهمس لك قائلا ما ذنبك يا أخي أن تشاركني ألمي ومعاناتي، وانت في غنى عن ذلك، ولا أريد أن أثقل كاهلك بما أتحمله على مضض من وجع ومكابدة.

عرفناك في صغرنا، وأنت رفيق الصيد والدردارة والمرج والحقول لخالي المرحوم أبوعلي حسين، فكنت نِعّم الصديق الصدوق له، سواء في الغربة البائسة أو في الوطن الجافي.

كثيرة هي محطاتك في حياتنا، فقد كنت ساعي البريد في جديدة مرجعيون في مطلع السبعينات، وكم كانت فرحتك عظيمة عندما كنت تحمل لنا رسالة اطمئنان من والدينا وهما في غربتهما المريرة في مجاهل أفريقيا، وتناولنا ذلك المظروف والحبور يعلو مقاسم وجهك البشوش ذو الشنب الكثيف، حيث كنا حينذاك في القسم الداخلي بكلية مرجعيون الوطنية.

وتمر السنوات، ويترك المرحوم والدي أفريقيا ويعود للخليج مرة أخرى حيث كان رزقه مقسوماً هناك، ونلتحق به في السنة التالية، فنجدك قد سبقتنا لهناك، وكم كانت فرحتنا كبيرة، عندما علمنا أنك تعمل مع والدي في نفس "شركة المقاولات"، فقد كان المرحوم والدي دائما يصفك بأنك "ابتسامته العذبة في الغربة"، حيث كنت ألاحظ أن احاديثكما معاً عبارة عن ضحكات متلاحقة أكثر مما هي كلمات متتالية.

وعندما افتتح والدي عمله الخاص، كنت أنت السند والعضيد له، فنراك مُشمراً عن ساعديك، مندفعا جسورا وتأخذ على عاتقك المهمة من والدي وتطلب منه أن يرتاح لو قليلاً، ولسان حالك يقول له "لا تهكل الهمّ أنا بجانبك".

وتمضي الأيام وتتوالى السنين، ونعود ونلتقي هنا بالخيام، موطئ الآباء والأجداد، وتكون الأيام قد تركت أثارها البليغة على صحتك، وتسألني دوماً عن اخي الطبيب، فأدرك تلقائياً ما مدى معاناتك وعذابك من آلامك التي لا تفارقك، الى أن عمّ الخبر الحزين فجأة في صباح يوم الجمعة الماضي (25/12/2020)، وأنا أكاد لا أصدق، ما الخطب؟ ولكن سُنة الحياة التي لا بد منها، فالله درك، عشت حياتك وسيرتك الحسنة تملأ آفاق الخيام، وروحك المرحة تعبق برياحين الحب والوئام، وليس لك منا الا الدعاء والابتهال للمولى عزّ وجل أن يحشرك في دار الهناء، حيث السعادة الأبدية.

* أحمد مالك عبدالله

الخيام (26/12/2020)

المرحوم كاظم عطية – صاحب الابتسامة الدائمة
المرحوم كاظم عطية – صاحب الابتسامة الدائمة


تعليقات: