الدكتور وسام حمادة.. فنّان ملتزم!


الفنان الملتزم د. وسام حمادة، ناسك في محراب الأدب، والفن والاختصاصات ما بين فنية وحرفية وطبابة أسنان وثقافة جامعة.

لست أدري من أين نبدأ بالحوار معه..

فهو هامة ثقافية وادبية وفنية حاضره على مساحة الوطن إضافة لسلوكياته في المجتمع التي تتجلى بالتواضع والرقةفيأسرك بلباقة حديثه المنمق ودبلوماسيته الهادئة في التعاطي مع من حوله..

وهو إن دل على شيء يدل على تربية وأصالة قلً نظيرها ،ملتزم حاملا” مشعل الحرية ولواء المطالبة بقضايا الوطن والمواطن مناضلا” واقفا” الى جانبهم لاجل همومهم الحياتية والاجتماعية ومطالبهم إلى أبعد حدود، فهو كالجندي المجهول في ساحة الوغى رافعا” سيف الحق لمحاربة الفساد ومواجهة الاقطاع ورفع الغبن عن شريحة من المواطنين، وتحقيق المساواة بين بني البشر.

تقرأ في ثنايا كلماته بصيرة ورؤى محللاً مناظراً فتغوص في أبعادها حتى الثمالة.

وبحوار معه لموقع ومجلة كواليس.

كل حقلٍ عشته شَكّلَ تجربة عطاء اعتبرتها ملعبي الوحيد


* الفنان الملتزم د. وسام حمادة متعدد المواهب والاختصاصات. طبيب اسنان، رسم، ونحّت ، قدم برامج للإذاعة والتلفزيون، مغنٍ ، ملحن عضو ومؤسس في عدد من الجمعيات الأهلية وبيت القصيد هنا: اين تجد ملعبك ونفسك بين كل ما ذُكر؟

بداية اسمح لي أن أتقدم بجزيل الشكر لك عزيزي أستاذ فؤاد والشكر موصول لمجلة كواليس والقيمين عليها لإتاحة الفرصة لي بأن أطل على قُرائكم الكرام للحديث عن تجربة متواضعة حملتها أحلاماً وآمالاً بغد أفضل يحمل كَمّاً أكبر من الحرية والعدالة الإنسانية تلك الإنسانية التي تُحكَم بمعظمها من قبل زمرة طغاة شَكلوا شرنقةً فكرية وأيديولوجية تركت إرثاً قاتلاً وأزمة وعي مستدامة على مستوى العالم بشكل عام وعلى المستوى العربي بشكل خاص ولبنان جزء لا يتجزء من تلك المشهدية.

أما بالعودة لسؤالك فأحب أن أشير إلى أن كل حقلٍ عشته شَكّلَ تجربة عطاء اعتبرتها ملعبي الوحيد فأنا لا أستطيع أن أفرق بين أي محاولة جادة نحو إيصال رسائل إنسانية تُحرض على العيش بحرية وكرامة فلكل حقل وسائله وأسلوبه فمثلاً في عيادتي علاقتي المباشرة مع المتلقي للعلاج هي ذاتها العلاقة التي أنسجها مع المتلقي على خشبة المسرح وحين أشعر بأنني ساهمت بشفاء مريض أشعر بنشوة النصر ذاتها التي تنتابني عندما أساهم بالتخفيف عن المستمع عبر عمل غنائي لامس وجدانه ومشاعره وشَكلَ لديه صرخة عجزت حنجرته ان تطلقها وحرضت مشاعره نحو الإنتفاضة من أجل الصالح العام والخاص وهكذا الحال كان مع الرسم أو من خلال البرامج التي كان لي الشرف أن أطل من خلالها عبر عدد من الفضائيات أو الإذاعة كضيف أو مضيف حاورت من خلالها نُخَب ثقافية وإبداعية وحتى في اللقاءات التي تحمل الطابع السياسي الجاف سعيت دائما لتحميلها كَمّاً من الأنسنة وما زال السعي جاداً ودؤوباً من أجل اكتشاف وسائل أكثر نجاعة تُقربني من المقهورين عَلّها تساهم بحركة وعي جمعي تنقذ إنسانيتنا بشكل عام من أزمتها القاتلة المرتبطة إرتباطاً عضوياً بتركيبته الطائفية الوَلّادة لعبادة الزعيم اللاغية لحق المحاسبة وخير دليل حِسي على ذلك ما يعيشه لبنان هذا البلد الصغير بجغرافيته الكبير بأزماته فشعبه مدرك لأسباب الأزمة ومصدرها ولكن قيد العبودية الطائفية والحزبية المُكَبّل لمجتمعاتنا يجعلها عاجزة عن تحقيق أي إنجاز يمكن أن يُشَكّل شبكة أمان للأجيال القادمة.

ما زال السعي جاداً ودؤوباً من أجل اكتشاف وسائل أكثر نجاعة تُقربني من المقهورين

الأغنية الوطنية الملتزمة قضايا الشعوب والتي تواكب وتعيش في حالة إستنفار إنساني دائم هي بموقع الجندي


*المعروف عن الفنان الملتزم باغنيات وطنية موضوعية هادفة تحاكي وجع المواطن انما تنحصر شهرته بمحبي هذا اللون من الغناء، بينما نرى البعض من الفنانين من هب ودب الذين يؤدون اغاني لا تمت الى الفن بصلة، ويحصدون شهرة ونجومية وتصبح اغانيهم على. كل شفة ولسان فعلى من تقع المسؤولية هنا؟

أولاً فيما يتعلق بالشهرة العددية دون احتساب النوعية علينا أن نفصل بين المناخات الفنية المتنوعة والمدارس الموسيقية المتعددة وأهدافها والزمن التي تعيشه، فالأغنية الوطنية الملتزمة قضايا الشعوب والتي تواكب وتعيش في حالة إستنفار إنساني دائم وتُعَبّر عن آلام وأحلام الناس وتعتبر نغمها وحنجرتها طلقة في وجه الظالم والمعتدي هي بموقع الجندي وقد يستشهد جسدياً أو إعلامياً حاملاً لِصفة الجندي المجهول وتلك الصفة لا تنفي عنه تأثيره الفاعل بمجريات الأمور على الجبهة أو في ميادين التضحية من أجل الآخر الذي قدر له ان يعيش رفاهية الحياة المدعومة بوسائل العيش والأوكسجين المغذي لصوته وفنه عبر وسائل إعلام متنوعة وفسحة ضوئية إنتاجية تسمح له أن يطلق أعماله التي تحاكي في غالب الأحيان الغرائز الإنسانية ويكمن التحدي في نوعية تلك الأعمال ومدى ارتقاءها بالذائقة العامة والتي تُعتبر اليوم من العملات النادرة والتي لا تجد من يرعاها من المؤسسات الإعلامية الرسمية المبرمجة أو شركات الإنتاج الممنهجة من قِبَل دوائر قد تكون أحياناً ذات طابع سياسي وأحياناً ذات طابع مادي بحت.

الحرب اللبنانية – اللبنانية في سبعينات القرن الماضي دمرت البُنى التحتية لكل القطاعات البنيوية وخاصة الثقافية


*الا تقر بوجوب وجود لجان خاصة تتبع اما لوزارة الاعلام او الثقافة لمراقبة النصوص الغنائية والاصوات، نظراً لهذا التدني الكبير في المستوى الفني وبالتالي ايضاً مراقبة وسائل الاعلام و المواقع الالكترونية التي تساهم في هذا التدني لاجل مكاسب مادية؟

مع بداية تشكيل وسائل الإعلام المسموع والمرئي لاحقاً كان لبنان من الدول السَبّاقة في تشكيل تلك اللجان الفاحصة للنص واللحن والصوت والأداء وانعكس ذلك أيضاً على حركة المسرح والسينما والتلفاز والعمل الإذاعي وتشكلت تلك اللجان من كوكبة من الشخصيات الفنية وأصحاب الكفاءة والخبرة وكان من الصعوبة بمكان ما عبور أي فنان لا يملك مجموعة من المواصفات التي تؤهله وتعطيه الحق بنشر أعماله ولكن الحرب اللبنانية – اللبنانية في سبعينات القرن الماضي دمرت البُنى التحتية لكل القطاعات البنيوية وخاصة الثقافية منها وقطاع المراقبة كان أول ضحايا الحرب مع الأسف ودخلت الفوضى عالم الإبداع على كل المستويات مُرفَقَة بتراجع عام في الذائقة العامة لدى المتلقي مدعومة بعولمة المعرفة والتي لم تراعي خصوصية كل مجتمع ومما زاد الطين بلّة دخول الرأسمال المتوحش على عالم الإنتاج والتمويل لأصحاب النفوذ المالي والتي سعت نحو شهرة زائفة ضاربة بعرض الحائط النتائج السلبية التي خلفتها خلفيتهم الثقافية على مسرح الوعي العام ..

بوصلتي الأساس كانت وما زالت فلسطين وقضيتها العادلة


*الفنان ابن بيئته يتأثر بما يجري حوله من صراعات، فكيف تعبرون عن هذا الواقع، سيما ونحن في خضم احداث وثورات واوبئة وعدم استقرار مالي واقتصادي تجتاح عالمنا؟

مما لا شك فيه أن للبيئة الجغرافية المرتبطة بالبيئة المنزلية تأثيراً مباشراً في تشكيل الشخصية الفنية والسياسية التي عشتها فنحن من بيئة عانت من نتائج الإعتدءات الإسرائيلية شبه اليومية على مدى سنوات فأنا من قرية جنوبية متواضعة تدعى مارون الراس عاشت وما زالت تتنفس هوائها من جبل الشيخ وفلاحيها يستيقظون على صياح الديك من فلسطين وفي ظل هكذا واقع رسمه لنا القدر كان لا بد من صرخة وإنتفاضة ذاتيه عابرة للجغرافيا والحدود المصطنعة والتي عَبّرت عنها من خلال اللوحة في حينه أو الأغنية واللحن أو عبر البرامج واللقاءات التي ساهمت بإعدادها وتقديمها وبوصلتي الأساس كانت وما زالت فلسطين وقضيتها العادلة وحيث وُجد مقهور أو أنين مظلوم على مستوى الشعوب عامة وشعبنا خاصة واليوم مع الأسف ما زالت القضايا الكبرى تعصف في دول العالم عامة ولبنان خاصة فالتهديدات الأمنية والصحية والإقتصادية المرتبطة بحالة الفساد التي تعيشه البلاد مضافاً إليها الأزمة الكونية المرتبطة بجائحة كورونا وتأثيراتها المباشرة على المجتمعات عموماً ولبنان خصوصاً كان لا بد من المواجهة ضمن الإمكانات المتوفرة وهذا ما نسعى إليه مع عدد من الزملاء والناشطين في الحقل الثقافي والإجتماعي..

المساحة الأكبر للهابط من الأعمال الفنية المرتبطة بالغرائز والجسد والمال على حساب مقاييس الجودة المعتمدة


*نحن اليوم في اي عصر. من زمن الفن على صعيد العالم العربي وليس لبنان فحسب وكيف تلخص ذلك!؟

كما هو معلوم نحن نعيش عصر العولمة بسلبياتها وتناقضاتها الفكرية والثقافية ولا أعتقد أن هناك إمكانية حقيقية للمواجهة في ظل الواقع المأساوي التي تعيشه أمتنا غير المعنية بكل ما يجري من حولها فشبابنا اليوم يعيش إزدواجية المعايير بين الموروث والمفروض والفن جزء لا يتجزأ من تلك المشهدية المأزومة فالمساحة الأكبر للهابط من الأعمال الفنية المرتبطة بالغرائز والجسد والمال على حساب مقاييس الجودة المعتمدة مع تقديري الكبير لعدد من المحاولات الفردية الجادة الساعية نحو الأفضل على مستوى النص واللحن والأداء ولكن تبقى تلك المحاولات خجولة أمام الجائحة الفكرية التي تعصف على المستوى العالمي والمحلي..

كل نقد هو بمثابة إستشارة مجانية دون أي تكلفة مما يجعلني مَديناً لكل ناقد يساهم بتحسين أدائي وتطويره


*كيف تقيّم وتواجه النقد. اذا ما تناولك، وكما هو معروف انه يمر بتلات مراحل زمنية:

من نقدك فقد ذمّك/ من نقدك فقدقوًمك/ من نقدك فقد قيّمك.؟

في العالم هناك صفة مستشار تدفع له الأموال الطائلة مقابل النصيحة والمشورة وأنا بالنسبة لي كل نقد هو بمثابة إستشارة مجانية دون أي تكلفة مما يجعلني مَديناً لكل ناقد يساهم بتحسين أدائي وتطويره فنحن دائماً نحتاج لمن يوجهنا وينصحنا والنقد الموضوعي الصادر عن صاحب معرفة أو من متلق لا يملك إلا صدق إحساسه ثروة يجب التمسك بها.

في ظل عولمة التسطيح نجد أن الذاكرة الإنسانية بشكل عام والوطنية بشكل خاص هي المستهدف الأول في صراع العولمة


*الفن يمثل ذاكرة الشعوب من ارث وتقاليد وقيم، اين نحن اليوم من هذا التمثيل؟

الفن عموماً والموسيقى تحديداً كانت وما زالت تحمل هوية شعوبها جيلاً بعد جيل وترسم شخصية تلك الشعوب واليوم في ظل عولمة التسطيح نجد أن الذاكرة الإنسانية بشكل عام والوطنية بشكل خاص هي المستهدف الأول في صراع العولمة لذلك نجد هناك صراع حقيقي للحفاظ على هذا الإرث الإنساني بين من يدعو لإنسلاخ تام عن التراث ويعتبره غير مواكب للعصر والحداثة وبين من يعتقد أن الذاكرة الإنسانية والوطنية جزء لا يتجزأ من تشكيل مشهدية المستقبل وبرأيي المتواضع أرى أن المعركة شرسة وموازين القوى غير متكافئة ولكن علينا أن نحاول ونشجع الجيل الجديد على التمسك بذلك الإرث ولو من باب المعرفة وهنا تقع على عاتق المؤسسات الحكومية والأهلية وعلى المثقفين والمبدعين بشكل عام مسؤولية كبرى في تحصين تلك الذاكرة الوطنية المسلوبة

تزينت مكتبتي الموسيقية بعملين من ريشة السيدة والشاعرة الراقية رانيا مرعي التي أسعدتني دائماً بحِرَفيتها العالية


* كون هذا الحوار حصرياً لموقع مجلة كواليس يسرنا ان نمر على خبر تعاونكم مع الزميلة الشاعر رانية مرعي في عملين فنيين؟

في مسيرتي المتواضعة كان لي شرف التعاون مع الكثيرين من أصحاب الكلمة الراقية والمعبرة من لبنان والعالم العربي والتي ساهمت بإيصال صوتي وأفكاري لشريحة وازنة من الأهل والأحبة داخل لبنان وخارجه واليوم تزينت مكتبتي الموسيقية بعملين من ريشة السيدة والشاعرة الراقية رانيا مرعي التي أسعدتني دائماً بحِرَفيتها العالية في انتقائها للكلمة الممزوجة بإحساس صادق تجاه القضايا الإنسانية عامة وعلى رأسها قضية الحب النقي المُعبَّر عنه في قصائدها الوطنية و قصائدها الإجتماعية فباكورة التعاون كانت عبر قصيدة بعنوان “يا ذا الجمال المفدى ” والتي لاقت إستحسان جميل من كل من سمعها وتداولتها العديد من الصفحات الورقية والإلكترونية والإذاعات العربية أما المولود الأخير والذي أبصر النور منذ أيام معدودة حمل عنوان (غيمتنا مجدولة ضفايرها) وللغيمة حكاية نسردها لاحقا والتي ما زالت وسائل التواصل الإجتماعي وعدد من المواقع الإعلامية والثقافية والإذاعية تتعامل معها بإيجابية وإعجاب حتى حَطّت رحالها في تونس الخضراء ولامست شواطئ استراليا مروراً بعدد من الدول العربية وما زال غيثها يرشح حباً وفرح. ولمجلة كواليس ذاك الموقع الذي أحترم تجربته الورقية والإلكترونية البناءة في عالم الرأي الحر والكلمة الهادفة الحصة الوازنة من الشكر والإمتنان لمحبتكم وإهتمامكم بغيمتنا وكل الدعاء لكم بالمزيد من العطاء والتطور من أجل ثقافة حرة علها تساهم بإضائة شمعه في زمن الظلمة المعولمة وإلى لقاء قريب …

--------------------


السيرة الذاتية للفنان الدكتور وسام حمادة

*طبيب ممارس منذ العام 1990

*رَسَمَ ونَحَتَ وله العديد من الأعمال الموسيقية، قَدَّمَ وأَعَدَّ برامج للإذاعة والتلفزيون.

‎*ناشط مستقل في العمل السياسي والإجتماعي على مساحة الوطن، عضو مؤسس للهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، عضو مؤسس لجمعية التضامن العربي اللاتيني (هوسيه مارتي)،

‎*مؤسس حركة عائدون، عضو نقابة أطباء الأسنان في لبنان، عضو نقابة السينمائيين في لبنان، عضو نقابة محترفي الموسيقى والغناء في لبنان.

*أعد وقدم عدد من البرامج الثقافية والسياسية للتلفزيون والإذاعة منها برنامج نقطة وحوار، إبداع، برنامج 24/24، برنامج ساعة حوار، حكي اوتار.

‎*مؤلف موسيقي منذ العام 1982 قَدَّمَ العديد من الأعمال الغنائية والمسرحيات الملتزمة قضايا الأرض والوطن والإنسان.

*من أعماله المسرحية: أوبريت قانا، غنائية تقاسيم على الزمن، قدس المحراب، مريم، العابدة، مهر العرب، كن معي، المرمعون، البرواز، رقصة المساء، وأعمال موسيقية تصويريه لمسلسلات تلفزيونية وبرامج إذاعية.

‎*أحيا العديد من المهرجانات الغنائية على خشبة المسرح المحلي والدولي ومَثَّلَ لبنان في العديد من الدول حاملاً صوته من أجل المقهورين وقضاياهم العادلة على جغرافيا الأنسنة.

‎*له العديد من الأعمال الغنائية على أقراص مدمجة CD…

حملت عناوين منها: حان الوقت، تقاسيم على الزمن، أحلام الناس، قانا الشهيدة الشاهدة، كوبا عليك منا السلام، وعدد من الأغنيات المصورة.

‎*في جعبته الكثير من الأعمال قيد التنفيذ كتبت عن أعماله ونشاطاته الكثير من الصحف والمجلات واستضافته وحاورته العديد من وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب.

‎* حائز على العديد من جوائز التقدير المحلية والدولية…


* حوار: رئيس التحرير فؤاد رمضان











تعليقات: