بلدة القليعة وسكان المنطقة شاركوا في مراسم جنازة المونسنيور منصور الحكيم


القليعة-

وسط جو من الحزن والاسى اقامت رعية مار جرجس المارونية، في بلدة القليعة، مراسم دفن خادم الرعية المونسنيور منصور الحكيم الذي توفي من جراء مصاعفات كورونا.

وانطلقت مراسم الدفن قرابة الساعة الثانية عشرة ظهرا مع وصول جثمان الراحل من بيروت الى وسط القليعة حيث استقبله اهالي البلدة والقرى المجاورة بهتافات الحزن والبكاء والتصفيق ونثر الارز على النعش.

وقام محبوه بزياح جثماته داخل البلدة والقرى المجاورة لكي يتسنى للجميع من المشاركة في وداعه من داخل منازلهم.

ووسط اجراءات الحماية والتباعد الاجتماعي خوفا من فيروس كورونا، احتفل المطران شربل عبد الله برتبة دفن الخوري منصور في كنيسة القديس جاورجيوس المارونية في القليعة بمشاركة المطران شكر الله نبيل الحاج وحشد من الكهنة ومحبي الحكيم.

وبعد الانجيل المقدس القى المطران عبد الله كلمة شدد فيها على مزايا الراحل وتفانبه في خدمة أبناء رعيته منذ وصوله الى بلدة القليعة في العام ١٩٦٤ َلغاية وفاته.

بعدها نقل الاهالي الجثمان الى مقبرة البلدة حيث ووري الثرى على ان ينقل حثمانه بعد فترة الى مقبرة الكهنة في الكنيسة.

يذكر ان الخوري الحكيم هو من بلدة البترون وَانتقل بعد ان اصبح كاهنا الى بلدة القليعة حيث نقل نفوسه بسبب حبه لبلدة القليعة وسكانها.

وبعد الجنازة، تلا الرقيم البطريركي الخوري انطونيوس فرح، وجاء فيه:


«

البركة الرسولية تشمل سيادة أخوينا المطران شربل عبدالله رئيس أساقفة صور، والمطران شكرالله نبيل الحاج رئيس أساقفتها السابق، وأبناءنا وبناتنا الأعزاء: الكهنة والرهبان والراهبات، وأشقاء وشقيقات المرحوم المونسنيور منصور الحكيم، ورعية مار جرجس القليعة ومار يوحنا سرده المحترمين. تتيتم المنطقة بوفاة راعيها بوباء الكورونا، بعد أن تماثل إلى الشفاء، المرحوم المونسنيور منصور الحكيم النائب الأسقفي في مرجعيون وخادم رعبة مار جرجس القليعة ومار يوحنا سرده.

خدم في السابق رعايا: عين قنية وبانياس والقنيطرة في الجولان، ورعايا بيت لهيا وحوش القنعبه في البقاع، والخيام وجديدة مرجعيون وكوكبا وحاصبيا. كل أبناء هذه الرعايا وبناتها يبكونه راعيا صالحا وكاهنا غيورا، وبناء فطنا للبشر وللحجر. لقد علم وعمل، وواجه أزمات الحرب اللبنانية والإحتلال الإسرائيلي وويلات الجنوب بحكمة ودراية وشجاعة وحضور، فكان في كل ذلك يعيش شعاره الكهنوتي: أو تكونون لي شهودا حتى أقاصي الأرض" (أعمال 1:8).

لقد استمد هذا الزخم الرسولي من بيته الوالدي البتروني الماروني الملتزم، بيت المرحومين أنطوان ومريم الحكيم، وهو بيت كهنوتي تزين بجده وعمه وخاليه. واستمد العاطفة الإنسائية من جو العائلة الذي ضم ثلاثة أشقاء وثلاث شقيقات، نسج معهم ومع عائلاتهم أطيب علاقات الأخوة، وهم بادلوه المحبة والإحترام. وسبقه من بينهم إلى دار الخلود شقيقان وشقيقتان، فتعزى بعائلاتهم.

لبى الدعوة الكهنوتية وعرف في مراحل التنشئة في المدرسة الإكليريكية، ودراسة الفلسفة واللاهوت في كل من جامعة الروح القدس - الكسليك وجامعة القديس يوسف، بجديته وحبه لدعوته وعصاميته وتباشير غيرته الرسولية ، كما يشهد رفاقه في الكهنوت.

أحب السلطة الكنسية ولبى بطيبة خاطر كل خدمة كهنوتية ورعائية دعته إليها، بفضل ما تميز به من جهوزية، فنال رضى وتقدير السادة المطارنة الذين توالوا على رعاية أبرشيتي صيدا أولا وصور حاليا وصولا إلى سيادة أخوينا المطران شكرالله نبيل الحاج والمطران شربل عبدالله، وقد عين تباعا نائبا أسقفا على منطقة مرجعيون وحاصبيا مذ كانت تابعة لأبرشية صيدا، واليوم لأبرشية صور.

جمع بغيرة رسولية بين الوظائف الكهنوتية الثلاث: التعليم والتقديس والتدبير، فعلم كلمة الله وعظا وإرشادا وإحياء للرياضات الروحية والسهرات الإنجيلية وتعليما مسيحيا في مدارس خاصة ورسمية، وتفانى في تقديس النفوس بتوزيع النعمة الإلهية عبر الأسرار المقدسة والأفعال الليتورجية. وقام بواجب الرعاية من خلال الأعمال التعبيرية التي جمع بها أبناء رعاياه برباط الوحدة، وتنشيط الأخويات والمنظمات الرسولية، وتأمين خدمات المحبة الإجتماعية، التربوية والطبية والغذائية وسواها، وبنى ما يلزم من قاعات ومستوصفات ومدارس. وقد تعاون في كل ذلك، مع لجان الأوقاف وأبناء الرعايا، وبخاصة مع راهبات مار يوسف دي ليون، والآباء الأنطونيين وراهبات القلبين الاقدسين. وتيقنا شخصيا ورأينا بأم العين نشاطه ومحبة شعبه له عندما قمنا بزيارة رعية القليعة العزيزة، فضلا عما كنا نسمع عن مصيته العاطر.

فتقديرا لغيرته الكهنوتية ونشاطاته الرسولية وفضائله، منحناه بمناسبة يوبيله الكهنوتي الذهبي رتبة مونسنيور برديوط بطلب من سيادة اخينا المطران شكرالله نبيل الحاج، راعي الأبرشية في حينه.

وها إنه بعد سبع وخمسين سنة من حياة كهنوتية زاهرة، وكوكيل أمين حكيم يسلم سيده الوزنات الخمس مضاعفة، راجيا أن يسمع من فمه تعالى: "يا لك وكيلا امينا حكيما! كنت امينا على القليل فسأقيمك على الكثير. أدخل فرح سيدك!" (متي 20 : 23 ).

على هذا الأمل وإعرابا لكم عن عواطفنا الأبوية، نوفد إليكم سيادة أخينا المطران شربل عبدالله راعي الأبرشية، ليرأس باسمنا حفلة الصلاة لراحة نفسه، وينقل إليكم تعازينا الحارة تقبل الله بواسع رحمته روح كاهنه في مجد السماء، وسكب على قلوبكم بلسم العزاء، وعوض على الأبرشية العزيزة، بكهنة قديسين.

»









تعليقات: