هل تنتظر الأم هدية يوم عيدها؟

الكاتب الأستاذ في علم الاجتماع شادي مشنتف
الكاتب الأستاذ في علم الاجتماع شادي مشنتف


هل تنتظر الأم هدية يوم عيدها؟

بالطبع وبالتأكيد، ومن المحتم لا وألف لا، لا تنتظر الأم هدية في يوم عيدها، فهدية الأم في عيدها هي أن يكون أولادها قربها، يعيشون بصحة جيدة، وباستقرارمادي واجتماعي.

هي الأم التي لاتنام قبل أن تطمئن على كل أبنائها، والتأكد بأنهم حيث يجب أن يكونوا.

هي الأم التي تقدم التضحية تلو التضحية غير آبهة بخسارة أوتعب من دون أن تتغير عاطفتها .

هي الأم الطبيبة الساهرة على الأبناء من دون كلل.

هي الأم التي ترفع الصلوات أكثر فأكثر على نية فلذات أكبادها، فكيف تسأل عن هدية تأتيها وهي مصدر الهدايا؟

السؤال الأهم، هل نستطيع أن نقدم للأم هدية الاطمئنان في هذا الوطن؟

مشهد درامي حزين نراه يوميا. أمهات يبكين الأبناء الذين يموتون من كورونا أو ينتحرون نتيجة انسداد الأفق. أمهات يودعن بأسى شبابهن الذين يهاجرون بحثا عن عمل.

أمهات مكتئبات نتيجة النقص الكبير بالأساسيات الغذائية.

أمهات يفكرن ويغرقن بالتفكير بمستقبل غامض قاتم، فيدخلن باليأس.

هل يعي المسؤولون رغبة الأمهات بالاطمئنان؟

فليتذكروا أمهاتهم وجهدهن تجاهم، وليتذكروا دعوتهن لهم بالسلامة والخير، وليس الشر، فهيا اعملوا جاهدين لأجل كل الأمهات فهن يستحقن الفرح والسعادة التي تنعكس إيجابية على الأبناء. لا تجعلوا الأمهات يا مسؤولين غاضبات أكثر فهن تبنين المستقبل الأفضل للوطن.

امنحوهن الأمان، امنحوهن الأمل المصادر من قبلكم، فلا مستقبل لوطن بلا أم مطمئنة.

اسألوا الذين فقدوا أمهاتهم كيف اصبحوا، وكأنهم طيور بلا أجنحة، يمشون على حبل بلا توازن، يحنون إلى عاطفة من المخزن.

هيا خذوا المبادرة، واتجهوا إلى إصلاح يسعد الأمهات ببقاء أولاهن في الوطن.

* شادي مشنتف (أستاذ في علم الاجتماع)


تعليقات: