غسّان عليان «منسّقاً» جديداً للاحتلال: «القائد» الذي علّمت غزة على وجهه


غزة | منذ سنوات، يُعيّن جيش العدو الإسرائيلي حاكماً عسكرياً لـ«الأراضي الفلسطينية»، يعمل على تنفيذ سياسات الاحتلال في الضفة المحتلّة وقطاع غزة، ويُطلَق عليه اسم «المنسّق»، في اختصار لمسمّى «منسّق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية». ومنذ أعوام أيضاً، يدير هذا المنصب دُروز يخدمون في الجيش، لكن هذه المرّة يتسلّمه غسان عليان (49 عاماً)، قائد لواء النخبة «غولاني» في حرب 2014، الذي مرّغت غزة رأسه بالتراب وأدمت وجهه خلال معركة الشجاعية. يحمل عليان ثأراً خاصاً مع غزة، فهي إلى جانب «إهدائها» إيّاه إصابة خطيرة خلال الحرب، أفقدته واحداً من جنود لوائه في المعركة نفسها، وهو الجندي أرون شاؤول، الذي لا يعرف الاحتلال أيّ معلومات حول مصيره منذ يوم أسره، وتطالب «حماس» بعقد تبادل أسرى للإفراج عنه وعن ثلاثة جنود آخرين مقابل آلاف الأسرى الفلسطينيين.

وجاء قرار تعيين عليان (يحمل رتبة «ألوف» وهي تعادل «جنرال») في هذا المنصب خلَفاً للجنرال كميل أبو ركن، وذلك بأمر من وزير الأمن، بيني غانتس، بعدما كان الأول يشغل منصب رئيس «الإدارة المدنية» الإسرائيلية، ليصير الوجه الجديد المخادع لحكومة الاحتلال. وتتبع «وحدة المنسّق» لوزارة الأمن، وتُشرف على تنفيذ سياسات الاحتلال في مناطق الـ 67، إذ يُعدّ «المنسّق» أشبه بـ«الحاكم العسكري» لهذه الأراضي. وسبق، في حزيران/ يونيو 2014، تعيين عليان قائداً لـ«غولاني»، ليكون أوّل ضابط من طائفة الدروز في هذا المنصب، خلَفاً للعقيد الإسرائيلي ينيف عشور، الذي تسلّم قيادة اللواء قبل عامين من ذلك.


سبق أن قاد عليان قوّات العدوّ في معركة جنين 2002

أمّا إصابة عليان، فكانت في كمين لـ«كتائب القسام»، الجناح العسكري لـ«حماس». وقد وصف، في تصريحات سابقة، الليلة التي أصيب فيها شرقي غزة بأنها «قاسية وشهدت إصابات عدّة؛ من بينها الصفّ الأول من اللواء، وما رافق ذلك من ضربات مُوجَّهة لحقت بالقوات البرّية التابعة للواء، واستهداف عدد من ناقلات الجند واختطاف أحد الجنود». وأضاف: «في تلك الليلة، مرّ صاروخ RBG من أمام وجهي، ومن بيني وبين ضابط القوى البشرية في اللواء، فَطِرنا في الهواء، وأُصِبت بحروق في وجهي نتيجة الهجوم، وامتلأت بالشظايا والدماء». يُذكر، أيضاً، أن عليان كان قائد كتيبة الاستطلاع التي مهّدت لحرب غزة 2008، وهي الكتيبة المسؤولة عن التمهيد للمعركة في بداية انطلاقها عبر "تأمين" مناطق تمركُز الجيش. كذلك، سبق أن تقلّد منصب قائد "الفرقة 36" في هضبة الجولان المحتلّ، المسؤولة عن "حماية أمن" الجولان، وقيادة عمليات الجيش شماليّ الضفة في 2002، فضلاً عن قيادة قوات العدو في معركة جنين، وملاحقة أخطر مجموعات المقاومة المقاتلة شماليّ الضفة.

تعليقات: