قاومت بكل عزيمة قبل أن تتحرر من ألمها.. القائدة منيرفا المهتار تفارق الحياة


"3 سنين تعب... 3 سنين وجع... 3 سنين عذاب.. بس كمان 3 سنين أمل وإيمان وصبر.. 3 سنين أهل وأصحاب وحب ما بيتقدّر بثمن... 3 سنين امتحان من الله، وشو حلو هالامتحان!! شو حلو لما تشوف أصحابك وأهلك ورفقاتك حدّك بأصعب مرحلة عم تقطع بحياتك!! شو حلو تتقرب من ربّك و تشكره على كل شي. وشو حلو لما تعرف إنو الله هوي السند الوحيد بالحياة. وإنو ع قد ما بحبك ع قد ما بجربك!! شو حلو لما تنوجع وتتعذب وتوصل عالموت وترجع وما تلاقي إلّا ربك معك، وإنو ما بيتركك حتى بأصعب الحالات ...ما أجمل ابتلاء الله وما أقبحك يا سرطان!!"...

كلمات كتبتها منيرفا المهتار التي كُتب عليها أن تخوض معركة ضد السرطان، أثبتت قوتها خلالها على مدى سنوات قبل أن تعلن الرحيل اليوم.

رحلة طويلة من العذاب والمقاومة

"10 عمليات، 135جلسة علاج كيميائي، 2000 حبة دوا، 1095 يوماً،3 سنين، 3 مرات خسرت كل شعرها، وكتير كتير دموع"، بحسب ما كتب مركز سرطان الأطفال، في حين شرح خالها معزز المهتار لـ"النهار" أن منيرفا أصيبت بسرطان في معدتها امتد حول كبدها ليتفشى بعدها في جسدها ويصل إلى رئتيها"، مؤكداً أنها تابعت علاجها في مركز "سان جود" شاكراً الأطباء على رعايتهم الممتازة لها"، لافتاً الى أن رفيقاها في رحلة عذابها الطويلة "والداها اللذان وقفا إلى جانبها، تألما معها، حاولا دعمها بكل ما أوتيا من قوة، ضحّيا إلى النفس الأخير وكذلك شقيقتاها وشقيقها، إلّا أن قدر الله أن تلفظ اليوم آخر أنفاسها، وقد شعرت قبل يومين بقرب الرحيل، فأصرّت على الخروج من المستشفى لتغادر الحياة على سريرها وفي المنزل الذي ترعرعت فيه".

لا كلمات يمكنها التعبير كما قال المهتار عن وجع والدي منيرفا، فقد كان أملهما وحلمهما في الحياة أن تشفى ابنتهما، التي رغم المرض تابعت تعليمها ودخلت الجامعة، وكانت قائدة في جمعية الكشاف التقدمي، فهي البطلة، الصبورة والشجاعة.

كلمات" خالدة"

ومما كتبته منيرفا قبل رحيلها: "من شهرين انتكست صحتي ورجعت لورا كتير وبلشت جامعة وضغط درس وبطّل فيي سلم el projects عالوقت والحمدلله دكاترة الجامعة كتير كانوا مناح معي وخلوني سلم عراحتي وأكيد في شخص بحبو بيساعدني وبخلصلي el assignments .. صح الاختصاص اللي اخترتو صعب (interior design) وبدو مجهود جسدي كتير بس إن شاء الله شوي شوي بخلص ...فوق كل هيدا زربة بالبيت وما عم يساعدني جسمي لأمشي كتير وهيك... بس بعدني عم حارب رغم كل شي .. كلنا تعبانين وكلنا زهقنا بس ما فينا نستسلم لأن "الحياة انتصار للأقوياء في نفوسهم لا للضعفاء"... ما كنت حابي إحكي عن وضعي لأن كل إللي عم يسألوا عني عم قلن إني منيحة بس بلكي وضعي بخفف عنكن شوي لأن اللي بيشوف مصيبة غيرو بتهون عليه مصيبتو."

رمز الفرح وعنوان الأمل

وكالة داخلية بيروت في الحزب التقدمي الاشتراكي نعت منيرفا عبر صفحتها في "فايسبوك" بالقول: "فقدت اليوم القائدة منيرفا المهتار، بعد صراع مع المرض، نفتقد حيويتها ونشاطها وتفاؤلها الدائم الذي أعانها لتخطي معاناتها، كانت رمزًا للفرح وعنوانًا للأمل ،لها الرحمة ولأهلها ومحبيها ورفاقها الكشافين الصبر والسلوان".

اليوم ووريت منيرفا في الثرى، في مسقط رأسها عرمون، رحلت قبل أن تكمل عامها الـ18، بعدما تحررت من جسدها لتحلق روحها بعيداً عن الأوجاع.



تعليقات: