فايز أبو عبّاس: الراعي والقطيع


الراعي والقطيع


رقص على حبال القيم

وجال، مستطلعا

عقدا يحب اللعب

بين تعاريجها فكان

من الشياطين

ارتدى

ثياب التقوى

واصطنع صوامع النساك

يتنقل بين المواطنبن

واعظا مرشدا

راع لحال المساكين

يحمل

في جعبته كل انواع

الشرائع والقوانين

يحاضر بالاخلاق والحق

والعدل ومن حوله

البسطاء غافلين

يعدهم

بجنات وأيام سعد ورخاء

باع الكلمة وتاجر بالحرية

وجرجر الصدق بلا قيمة

هذا هو الحاكم المسؤول

في بلاد المرتهنين

على المنابر

تراه يغرد بأجمل الالحان

يغزو العقول بتقوى الايمان

فتنام مخدرة بالاحلام

وتستيقظ، غائبة على واقع

هو علم اليقين

من على شاشات

التلفزة يظهر بهيئة ووقار

وكانه من جنة الاطهار

يأتيك بجزيل طيب الافكار

وانت الحالم بساعة بيوم

تامن فيها شر المطبلين

هؤلاء هم

في بلادي المميزون

قادة قطعان مختارون

يسير بهم الراعي بلا ذاكرة

وعقل ماسور في الفيافي

وغابات من الفقراء المحرومبن

يسيرون

وراء مرياع مزين بالاجراس

وكل أنواع الزخارف

والاشكال والمغريات

بلا وعي وهم في حالةالحالمين

في النتيجة

لا فرق الى اين ؟

إلى المقصلة أو زريبة

تنتظر اوساحة اوصراع

يتسلى بأحداثها اصحاب

السيرك والمشاهدين

هذه لوحة

من لوحات فنية ملونة

بكل ألوان الحياة

نحياها برضى نتصارع

على مسارحها نتلذذ بقهقهات

المنتصرين الضاحكين

بئس الحياة

حياة من أجل الحياة

بلا اهداف وغايات

نعيشها بلا ارادة

مقهورين طائعين

فاين أبناء الحياة ؟

من هذه الحياة

وأين ضاعت دماء الشهداء ؟

تصرخ ثائرة بوجه طغاة

تستروا بالدين والحق والحرية

وهم على النهب والسرقات

شاهدين مشاركين


* فايز أبو عبّاس

تعليقات: