قلعة الشقيف بعد 7 سنوات على تحريرها ما زالت أسيرة الإهمال والنسيان

النائب جابر: عدم إدراجها على لائحة المواقع الأثرية أمر مستغرب ومستهجن!

قاسم عليق: لوضعها على لائحة "الاونيسكو" لأنها تشكل تراثاً يحكي تاريخ المنطقة

علي عساف: فقدت الكثير من تراثها الثقافي لما ألحق بها العدو من دمار

من هنا أطل التحرير وبزغ فجر الحرية على الجنوب ومنه على كل الوطن، من قلعة الشقيف إنسحب آخر جندي إسرائيلي فجر 24 - 25 أيار 2000 يجر وراءه أذيال الخيبة، ليسطر معه لبنان أروع انتصار على آلة العدو التي وصفت بأنها لا تُقهر•••

إندحار جيش الإحتلال عن أرض الجنوب في أيار 2000، شكل ملحمة صمود فاخر بها اللبنانيون أمام العرب والعالم أجمع•

وانسحب آخر جندي إسرائيلي من قلعة الشقيف من آخر موقع احتله العدو لأكثر من 18 عاماً بعدما سيطر خلاله من موقعه القيادي في قلعة الشقيف على الممرات والطرق الرئيسية التي تربط المنطقة بعضها بالبعض الآخر، وحول حياة المواطنين في بلدتي أرنون ويحمر إلى جحيم دائم، لا بل قرى المنطقة بأكملها نظراً للموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به القلعة التي تُشرف على شمال فلسطين والجولان وجبل الشيخ وقضاء النبطية وتلال منطقة صور وبحرها وصيدا وشاطئها•

هذا الموقع الإستراتيجي للقلعة جعلها هدفاً للغزوات والإحتلالات لم يلق أي أهمية من قبل الدولة اللبنانية وخصوصاً بعد اندحار الإحتلال الإسرائيلي عن الجنوب، لا بل أن القلعة التي تحكي تراث ومقاومة وعز الوطن، جرى إستثناؤها من قبل وزارة الثقافة اللبنانية، وحتى استبعاد إدراج اسمها على لائحة الصندوق الدولي للمواقع الأثرية والهندسية العالمية، لترميمها وتأهيلها، وتحويلها إلى معلم أثري وسياحي وتراثي في الجنوب، رغم كل المناشدات من قبل النائب ياسين جابر للحكومات المتعاقبة••

7 سنوات على تحرير الجنوب، ويبقى المعلم السياحي والأثري في منطقة النبطية و"قلعة الشقيف" طي الإهمال والنسيان الرسمي رغم الوعود التي بقيت كلاماً ليس إلا•••

قلعة الشقيف يا رمزاً للنصر في هذا الوطن، ويا "وكر النسور" قبل الإجتياح كما سماكِ قادة الثورة الفلسطينية، إنتِ عملاقة وإن طواك الإهمال والنسيان، وها هم الزوار يتوجهون إليك كل يوم للتزود بالبطولة والرجولة في ذكرى التحرير والإنتصار•

"لــواء صيدا والجنوب" يسلط الضوء في هذا التحقيق على قلعة الشقيف، والإهمال اللاحق بها، ويلتقي النائب ياسين جابر، ورئيس بلدية يحمر قاسم عليق ومدير "ثانوية الشهيد بلال فحص" علي عساف•

النائب جابر

النائب ياسين جابر قال: تقدمت بإستجواب للحكومة في العام 2003 حول إهمال المعلم السياحي والأثري الوحيد في منطقة النبطية، وهو قلعة الشقيف، بعدم إدراجها من قبل وزارة الثقافة على لائحة الصندوق الدولي للمواقع الأثرية، وخصوصاً أن الجميع يعلم أهمية السياحة في الإنماء•

وأضاف: ومنذ التحرير قمنا بجهود متواصلة مع وزارة الثقافة للعمل على تأهيل وترميم القلعة بشكل يضع منطقتنا على الخارطة السياحية اللبنانية•

وتابع: وبعدما تم وضع واعداد الخطة المتكاملة لعملية الترميم، وكل شيء أصبح جاهزاً بإنتظار التحويل الذي لا يتعدى بأعلى التقديرات مليوني دولار أميركي، إذ بنا نفاجأ بعدم وضع القلعة على لائحة الصندوق الدولي للمواقع الأثرية من قبل وزارة الثقافة كما كنا تفاجأنا في العام 2003 بتوقيع إتفاقية قرض بين لبنان والإتحاد الأوروبي لتأهيل الأماكن الأثرية في لبنان بقيمة 70 مليون دولار ولم يلحظ ذلك القرض قلعة الشقيف، وهو أمر مستغرب ومستهجن في آن•

ولفت إلى "أن قلعة الشقيف ترمز إلى الصمود وعمق التاريخ، ويجب إدراجها فوراً ضمن جدول التأهيل للقلاع والمناطق الأثرية في لبنان"•

ورأى النائب جابر "إن مرور أكثر من 7 سنوات على التحرير وعلى عدم إنجاز أي مشروع لترميم قلعة الشقيف أمر في غاية الإستغراب والإستهجان، وخصوصاً أن انطلاقة عملية الترميم لهذا المعلم الأثري لها أهمية سياحية في هذه المنطقة، وإن إعادة ترميمها هي من عوامل إعادة إعمار لبنان والمناطق الجنوبية المحررة"•

عليق

رئيس بلدية يحمر الشقيف المهندس قاسم عليق قال: إن لمنطقة الشقيف وخصوصاً قلعتها دوراً كبيرا في تاريخ جبل عامل وفي تاريخ المنطقة العربية والإسلامية، فهي شكلت دائماً الحصن المنيع في وجه كل الحملات التي استهدفت النيل من الأمة في التاريخ القديم والمعاصر•

وأضاف: تمتاز القلعة بأن العدو لم يستطع أن ينال منها ومن شموخها إلا بعد إستشهاد كامل المدافعين عنها، كذلك لم يستطع الغزاة عبر التاريخ، وخصوصاً العدو الإسرائيلي أن ينأى بنفسه عن الهجمات المتكررة للمقاومين الأحرار، حيث شكلت القلعة آخر المواقع المحصنة التي إندحر عنها العدو في أيار من العام 2000 •

وقال: إن قلعة الشقيف تشكل التراث الذي يحكي تاريخ المنطقة وعنوان شموخها وعزتها، حيث أن لقرى الشقيف علاقة معنوية بها حتى أصبح العلو والسمو في ثقافة أهلها مرتبطين بوجودها•

ودعا عليق في ذكرى الإنتصار السابعة إلى "إعادة النظر بالقرارات الجائرة لوزارة الثقافة في الحكومة، وإلى العودة عنها فوراً، وإدراج قلعة الشقيف على لائحة الأونيسكو، أو على جدول الصندوق الدولي للمواقع الأثرية، وأحتضان هذه القلعة سياحياً، إذ لا يعقل أن لا يزورها وزير السياحة ولو لمرة لرفع العتب ليس إلا، وخصوصاً أن السياحة التراثية في العالم بدأت تنمو بسرعة وسيكون لها دور أساسي في اقتصاد لبنان ومستقبله"•

عساف

إبن ارنون مدير "ثانوية الشهيد بلال فحص" علي عساف قال:الساعة 2.45 من فجر 25 أيار عام 2000، خرج اخر جندي للإحتلال الإسرائيلي من قلعة الشقيف - أرنون بعد احتلال دام 18 عاماً، سيطر خلالها ومن موقعه القيادي في قلعة الشقيف على الممرات والطرق الرئيسية التي تربط المنطقة بعضها ببعض، وحوّل حياة المواطنين إلى جحيم دائم• يومها كان سكان أرنون قد تفرقوا، كلٌ يبحث عن مأمن في بلدة أو مدينة لبنانية في الجنوب وبيروت، بل وحتى بلاد الإغتراب، كما تحولت حياة أهل يحمر الشقيف، القرية الجنوبية القريبة، والتي لا يمكن الوصول إليها إلا عبر مفرق أرنون - الشقيف، إلى خوف دائم من القناص الإسرائيلي، أو من مربض المدفعية في قلعة الشقيف•

وأضاف: هذه القلعة وضع الحجر الأساسي لها سكان لبنان القدماء الفينيقيون، وشهدت مرور الحضارات اليونانية والرومانية والعربية، والاحتلال الصليبي، كما تحولت إلى مركز للمقاومة الفلسطينية، قبل الاحتلال وفقدت الكثير من تراثها الثقافي، حيث نتيجة لقصفها الدائم، والغارات الجوية التي تعرضت لها، دُمر جزءٌ منها، إلا أنها بقيت "وكراً للنسور" كما أطلق عليها، فالمقاومة لم تتوانَ عن ضرب الاحتلال، وتحطيم قوته الكرتونية، إلى أن خرج مدحوراً مهزوماً عام 2000 •

وتابع: وبهذه المناسبة، أقامت "ثانوية الشهيد بلال فحص"، جولة لطلاب المرحلة الثانوية على آثار قلعة الشقيف، حيث اطلعوا على أهمية موقعها الاستراتجي المشرف على شمال فلسطين والجولان وجبل الشيخ، وقضاء النبطية، وتلال منطقة صور، وبحرها، وصيدا وشاطئها•

وأشار إلى "أن هذه الجولة في ذكرى التحرير، إلى "مركز النسور"، تأتي ضمن سلسلة نشاطات تقوم بها الثانوية في المناسبات المختلفة"•

وقال: لقد اثنى الطلاب خلال جولتهم على دور المقاومة ومواقفها البطولية، منذ انشائها مع الإمام المغيب السيد موسى الصدر، كما وجهوا تحية اكبار إلى رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، وتهنئة لأهالي الجنوب بمناسبة التحرير، الذي تحقق من خلال ابطال المقاومة ومنهم الشهيد بلال فحص، والذي يعتبر من أوائل الإستشهاديين، الذين زرعوا أجسادهم في الأرض فكان التحرير الذي نقطف ثماره اليوم•

وأضاف عساف "في ذكرى التحرير السابعة لا بد من أن نوجه تحية اعتزاز إلى الرئيس نبيه بري، الذي لولا الإتصالات التي أجراها بالهيئات الدولية ومنظمة الأونيسكو والدول الأوروبية قبيل اندحار العدو عن القلعة في 24 أيار 2000، لكان وقع ما لا تُحمد عقباه، إذ أن العدو كان قرر هدم القلعة بعدما زنرها بالديناميت قبيل إنكفائه عنها بساعات في محاولة للقضاء على ما تجسده من قيمة تراثية•

تعليقات: