قصّة وعبرة لحكام اليوم

الأمير خالد شهاب كان قد انتخب نائباً عن مرجعيون - حاصبيا في الدور التشريعي العاشر من 1960 إلى 1964
الأمير خالد شهاب كان قد انتخب نائباً عن مرجعيون - حاصبيا في الدور التشريعي العاشر من 1960 إلى 1964


يروي وزير الخارجية السابق خليل ابو حمد القصة التالية:

في عهد رئيس الجمهورية السابق سليمان فرنجية، يوم عيد الاستقلال، كان الرئيس يقف مع بعض المدعوين على شرفة الطابق الأول في قصر بعبدا، قبل المباشرة باستقبال المهنئين، لفت نظر رئيس الجمهورية، سيارة اجرة عادية، تتوقّف في الباحة وينزل منها رجل عجوز، يتّكئ على عكّاز.

سأل الرئيس فرنجية عنه، فقالوا له إنه رئيس الحكومة السابق الأمير خالد شهاب.

طلب الرئيس فرنجية منّي معرفة إن كانت سيارة الأمير خالد شهاب معطّلة، حتى وصل في سيارة تاكسي؟

سألتُ الأمير شهاب: لماذا حضرت في سيارة اجرة؟

ردّ ببساطة: "أنا لا أملك سيارة، ولا قدرة لدي على الإنفاق عليها".

بعد أن أبلِغَ الرئيس فرنجية بالجواب، أشار إلى أحد مرافقيه بدفع اجرة السيارة العمومية، التي أقلّت الأمير شهاب، وصرفها وتحضير إحدى سيارات المراسم. عندما همّ شهاب بالانصراف، أستفقد السيارة العمومية، فقيل له إنها غادرت، فسأل: من حاسب السائق لكي أحاسبه؟

بعد لحظات، دعاه مرافق الرئيس فرنجية، للصعود في السيارة الرئاسية، لنقله إلى منزله.

ترأّس خالد شهاب ٣ حكومات (حكومتان في عهد الإنتداب وحكومة في عهد الرئيس كميل شمعون) وأنتخب نائبًا عن محافظة الجنوب، كما عيّن وزيرًا عدة مرات، فتسلّم وزارات المال، والخارجية، والمغتربين، والعدل، والتربية الوطنية، والفنون الجميلة، والتجارة والصناعة، والبرق والبريد والهاتف، والزراعة، والداخلية، والدفاع الوطني، والأشغال العامة والنقل.

وكان قد انتخب نائباً عن مرجعيون - حاصبيا في الدور التشريعي العاشر من 1960 إلى 1964

وبعد كلّ تلك الفترة الطويلة من المشاركة في الحكم، لم يكن قادرًا على أن يقتني سيارة.

توفّي الأمير خالد في تموز ١٩٧٨.


هل يقرأ، حكام اليوم، قصص حكام الأمس الشرفاء؟

وإن قرأوا، فهل يتعظون.. أم سيتّهمون أسلافَهم بالغباء؟

لنا في الاموات امل

تعليقات: