جولة سيسون في النبطية لم تمضِ على خير


محتجون في شوكين أمهلوها دقائق للمغادرة فغادرت بحماية أمنية... وبحجارة على موكبها...

النبطية:

تحولت الزيارة المفاجئة التي قامت بها القائمة بأعمال السفارة الأميركية في بيروت ميشال سيسون إلى منطقة النبطية أمس إلى حركة احتجاجية واسعة قام بها عشرات المواطنين الغاضبين الذين رشقوا موكبها بالحجارة، وأطلقوا هتافات التنديد بالسياسة الأميركية أثناء وجودها في منزل رئيس جمعية تجار النبطية السابق عبد الله بيطار في بلدة شوكين لتناول طعام الغداء.

وبالكاد أمكن لفريق المواكبة التابع للسفارة الأميركية إنقاذ سيسون من بين المحتجين الذين أعطوها مهلة خمس دقائق لمغادرة البلدة، الأمر الذي خلق حالة من التوتر في صفوف عناصر المواكبة الذين اتخذوا احتياطات أمنية لإخراجها من المنزل بالتعاون مع عناصر قوى الأمن الداخلي التي ضربت طوقاً حول المكان.

وقد جرى اتصال هاتفي بين قائد منطقة الجنوب الإقليمية في قوى الأمن الداخلي العقيد منذر الأيوبي ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا من أجل العمل على تأمين خروج سيسون من المنطقة وعدم تعرضها للأذى. وهكذا كان، غير أن حشود المحتجين لاحقت موكبها بعد خروجها من المنزل ورشقوها بالحجارة وتمكنوا من محاصرة إحدى سيارات المواكبة التي كانت بداخلها إحدى الدبلوماسيات الأميركيات وقاموا بتعطيلها، لكن عناصر قوى الأمن الداخلي بالتعاون مع العناصر المواكبة لسيسون عملوا على إخراجها من السيارة المعطلة إلى سيارة أخرى. وفي وقتٍ لاحق نقلت السيارة المعطلة إلى مجمع قوى الأمن الداخلي في النبطية ومن ثم إلى بيروت بناء على أوامر العقيد منذر الأيوبي، وقد حــملت الرقم 368835 ب.

وبعد مغادرة سيسون تجمهر المواطنون أمام منزل بيطار وطالبوه بمغادرة البلدة، وأشاروا بأيديهم إلى المنازل القريبة من منزله التي دمرها العدوان الإسرائيلي في تموز عام ,2006 وإلى وجود القنابل العنقودية الاسرائيلية في حديقة المنزل المذكور.

وكانت سيسون قد جالت في منطقة النبطية صباح أمس، يرافقها وفد من «جامعة نيويورك الباني» ومؤسسة «مرسي كور»، وشملت جولتها مبنى بلدية حبوش، حيث استقبلها رئيس اتحاد بلديات الشقيف سميح حلال، واطلعت منه على مشروع مكننة العمل البلدي، وبحثت معه في دور مرسي كور والامم المتحدة في تقديم الخدمات العامة والبنى التحتية لبلديات المنطقة.

وأوضح حلال لسيسون أن شعبنا مسالم والامن غير متوفر في المنطقة بسبب الاعتداءات الاسرائيلية، لافتا الى أن حديثه معها تركز على خدمة الناس، لا سيما في مجالي الصرف الصحي وايجاد معمل للنفايات لاتحاد بلديات الشقيف في منطقة النبطية.

كما زارت سيسون مبنى «جمعية تقدم المرأة» في كفرجوز والتقت رئيستها سلمى علي احمد، واطلعت منها على العمل الذي تقوم به الجمعية على الصعيدين الإنساني والاجتماعي، ثم انتقلت الى ثانوية البنات في كفررمان حيث تعرفت الى مشروع مرسي كور في الثانوية بالتعاون مع ادارة المدرسة ومجلس الشركاء المحليين، والذي يتضمن اعادة تأهيل مختبر المعلوماتية وتقديم مولد كهربائي وتأهيل ملعب الثانوية وتجهيزه بالمعدات الرياضية، واقامة 4 غرف مكان الكونتينيرات التي كانت تتعلم فيها الطالبات.

وقالت سيسون ان هذه التقديمات هدية من الشعب الاميركي ومن الضرائب التي يدفعها وهناك قسم منها يذهب للمساعدات، ثم جالت في ملعب الثانوية وشاهدت المساعدات المقدمة، وانتقلت بعدها الى مركز كامل يوسف جابر في النبطية وتفقدت اقسامه.

يذكر ان سيسون والوفد المرافق لها حضروا بمواكبة امنية من قوى الامن الداخلي و5 سيارات من السفارة الاميركية.

ولاحقا صدر بيان عن أهالي النبطية ومنطقتها جاء فيه:

«بصلافة الاستكبار وبوقاحة أميركية معتادة أقدمت القائمة بأعمال السفارة الاميركية في بيروت على تحدي شعور الجنوبيين الذين ما زالت بيوتهم ومنازلهم مهدمة من جراء العدوان الاميركي ـ الاسرائيلي على زيارة مدينة النبطية، مدينة الصمود والتحدي. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على وقاحة الدور الاميركي، الذي بات معروفا عند الشعوب في المنطقة، والذي يتذوق الهزيمة يوما بعد يوم في فلسطين ولبنان والعراق.

ان هذه الزيارة التي استنكرها ابناء المنطقة ونزلوا الى الشوارع وأطلقوا هتافاتهم بوجه القائمة بأعمال الارهاب وبعض الذين سولت لهم انفسهم استقبالها، فإننا نعلن نحن ابناء النبطية ومنطقتها رفضنا للسياسة الاميركية وللزيارة المشؤومة وسنبقى نرفع شعار المقاومة الذي هو ملاذنا الوحيد للرد الطبيعي على القهر الصهيوني ـ الاميركي للمنطقة. ونحن بدورنا نسأل الذين سولت لهم انفسهم استقبالها ألم تكن أميركا المسؤولة عن المجازر في الجنوب وألم تكن أميركا الحامي للكيان الصهيوني في فلسطين ولقتل الاطفال في فلسطين ولبنان والعراق.

فأبناء المنطقة الشرفاء يرفضون هذه الزيارة، بل يعتبرونها تحديا اميركيا لهم. وعلى الذين تسول لهم انفسهم ان يكون لهم دور في المنطقة عبر الادارة الاميركية، فإننا نقول لهم انكم واهمون كل الوهم وانظروا الى من سبقكم في علاقته الاميركية».

سيسون تتفقد أحد المراكز
سيسون تتفقد أحد المراكز


تعليقات: