صبحي القاعوري: كما تدين تدان

الكاتب  الحاج صبحي القاعوري
الكاتب الحاج صبحي القاعوري


من عمل خيراً ولو بالسلام فأجره على الله ، رحم الله والديكم، قصتي هذه حقيقية وقد عايشت وعاصرت الكثير منها ، المرحوم والدي متوسط الحال ، وهو كما قال

السيد المسيح ، عيسى بن مريم الطاهرة الصديقة: ربنا اعطنا كفاف يومنا، وكما قال سيدناونبينا محمد بن عبدالله (ص) تصدقوا ولو بقراءة الفاتحة .

المرحوم والدي بالكاد كان يؤمن طلبات عائلته وليس بمقدوره التصدق بالمال كما تريد نفسه ،إلا انه كان يتصدق القيام بصلاة الوحشة لأي متوفى من بلده او ممن يعرفه ،ولم يفوته بذلك فرض واحد ،هو من فرض على نفسه ، احياناً لا بل اكثر الوقت كان يسأل المرحومة والدتي عن اسم أم المتوفى ( المختار الخاص له ) ، ولم يقصر في هذا الواجب أبداً .

شاءت الصدف ان ينتقل مع اخي الى بلد بقاعية عندما تهجر اهل بلدتنا الخيام من جراء عدوان العدو على جنوب لبنان واحتلاله ، ولم يمكث طويلاً في البلدة البقاعية وانتقل بعدهاالى الضاحية الجنوبية ، ولكنه بقي يتردد على اخي في البلدة البقاعية واصبح له معارف في تلك البلدة .

وحتى لا اطيل عليكم ، القصد من هذا أن عمل الخير لا يضيع مهما كان ، ولا تستصغره .

رجع اهل البلدة بعد التهجير وبعد فترة طويلة من العودة توفى والدي رحمه الله ورحم امواتكم ، ووصل الخبر الى البلدة البقاعية اثناء صلاة المغرب والمصلين في المسجد ، وبعد انتهاء الصلاة اعلن إمام المسجد للمصلين خبر وفاة المرحوم والدي ودفنه ،وطلب منهم البقاء لأداء صلات الوحشة له ، وفي الخيام بلدتنا ولأول مرة في تاريخ البلدة يعلن خادم المسجد ( رحمه الله ) الحضور الى المسجد لتأدية صلات الوحشة للمرحوم الوالد.

الغرض من هذه القصة اخذ العبرة لكل من يقرأها سواءً من العامة او من مسؤولي البلد بأن عمل الخير والخدمة لله بدون مقابل قد ترجح كفة الحسنات وتقلل من السيئات وكلنا مرجعنا الى الله عز وجل للحساب ، خاصة المسؤولين اعملوا بالشورى كماامرنا الله في كتابه العزيز ولا تنفردوا بقراراتكم حتى لا تقعوا بالخطأ .

* الحاج صبحي القاعوري

تعليقات: