عدنان سمور: ما الذي رآه المجاهدون الفارون في نهاية نفق معتقل الجلبوع


نفق الحرية الذي قام المقاومون الفلسطينيون بحفره بطريقة إعجازية تحت ارض معتقل الجلبوع يراكم صوتا إضافيا إلى أصوات تكسر وتهشم عظام مشروع الهيمنة الغربية بزعامة أميركا في المنطقة وهذه العملية من حيث الفعالية والأثر والتوقيت تأتي وكأنها ضربة على عنق المشروع الصهيوني وهو في مرحلة انحناء ناتج عن ضعف وتخبط وضياع وخوف من فقد حماية حلف الناتو له الأمر الذي يضاعف ألمه وإنكساره ومعاناته وفقد أمله بإمكانية النهوض مجددا لهذا المشروع.

فما هي أصوات التكسر والتهشم التي سبقت حادثة معتقل الجلبوع.

1- فشل مشروع الشرق الأوسط الجديد الخاضع والمستسلم لشروط الكيان الغاصب في المنطقة وفشل مشروع التطبيع من قبل قوى الذل والإستسلام في المنطقة.

2- فشل الكيان الغاصب في حرب السفن غير المعلنة ضد إيران في البحر الأحمر والمحيط الهندي والخليج وتلقيها ضربات قاسمة ومرعبة في هذا المجال أجبرتها على الإنكفاء .

3- فشل مشروع تهجير أهالي حي الشيخ جراح في القدس المحتلة نتيجة انتفاضة الدعم الفلسطيني الشامل لها في فلسطين كل فلسطين بدون إستثناء ونتيجة وقوف غزة بشموخ رغم حصارها ورغم معاناتها ورغم تآمر كلاب الزمان عليها وتمكنها من الإنتصار في معركة سيف القدس التي ابدعتها جهارا نهارا بطريقة مدوية وصريحة للمرة الأولى بهذا الوضوح والإستبسال.

4- عملية قتل القناص الصهيوني بواسطة طلقات من مسدس مجاهد فلسطيني شجاع بطل من خلال طلاقة قنص في جدار إسمنتي كان يفترض به ان يكون أي هذا الجدار حاميا لجنود المحتل الغاصب وكانت هذه عملية مذهلة ومفاجئة بكل المقاييس للعالم بشكل عام وللصهاينة بشكل خاص. الأمر الذي احدث عملية إنهيار حاد لمعنويات الجيش والجمهور الصهيوني لدرجة تحول فيها جيش الدفاع !!!! الى مادة لتندر وسخرية العالم عليه وخاصة من قبل جمهور الصهاينة.

5- فشل الصهاينة في تغيير معادلة الردع التي ثبتها وجددها ومددها حزب الله على الجبهة الشمالية لفلسطين في آخر عملية قصف له من بلدة شويا الجنوبية على مناطق مفتوحة في مزارع شبعا.

6- فشل مشروع احتلال وتقسيم العراق من قبل الأميركي وفشل مشروع تسليط الدواعش عليه وعلى مقدراته.

7- فشل مشروع إخضاع سوريا وتغيير تحالفها مع محور المقاومة رغم الحرب الكونية التي مورست عليها ورغم الحصار والضغوطات الإقتصادية الخانقة.

8- فشل مشروع إخضاع اليمن وتقسيمها والحاقها بمشروع الدول المستسلمة لرغبات الدول المهيمنة على المنطقة.

9-الفشل الأميركي البريطاني الفرنسي في مشروع إخضاع أفغانستان والحاقها بالدول التابعة بحلف الناتو رغم أنفاق الاف مليارات الدولارات والإحتلال المباشر لها لمدة عقدين.

10- فشل اميركا في إخضاع عرين قوى المقاومة والممانعة في ايران من خلال الحصار والإنقلاب على الإتفاق النووي ومن خلال المقاطعة والترهيب ومناورات الأساطيل والتهديد والوعيد واغتيال العلماء ومن خلال الإعلام والتشويه والحرب الناعمة بكل اشكالها والوانها.

11- نجاح الجمهورية الإسلامية رغم الحصار الإقتصادي والضغوط السياسية والعسكرية والتآمر الدولي عليها في كسر الحصار عليها والإستمرار في تحقيق عملية نمو اقتصادي وثبات في دعمها لقوى التحرر في كل من فلسطين ولبنان وسوريا والعراق والبحرين واليمن وفنزويلا وحيث يطلب منها وذلك بالمال والسلاح والغذاء والدعم السياسي والعلمي والبحثي والتكنولوجي .

12-نجاح لبنان في الصمود بوجه الحصار والضغط الإقتصادي الذي يمارس عليه ليخضع ويرضخ ويستسلم ولكنه بدأ بقلب الطاولة وفك الحصار بالتعاون مع الجمهورية الإسلامية البطلة بكل شجاعة وجرأة في المواجهة والتحدي.

وهكذا يبدو واضحا ان حفر نفق الحرية في الجلبوع يمثل في توقيته وعظمة انجازه في هذه الظروف القاسية والمعقدة تتويجا لمشروع المقاومة الصلبة التي تثبت كل يوم أنها تمتلك روحا عصية على الإنكسار وعاشقة للتحدي والمواجهة والتمسك بالحقوق وجديرة بالإنتصار على الأعداء المدجين بالسلاح والمال والإعلام والخداع والبروج المدشمة والمدعمة.

والذين يجيدون قراءة مؤشرات ودلالات الحاضر على طبيعة المستقبل الآتي يدركون جيدا ان دم فلسطين ومسضعفي المنطقة سينتصر في نهاية المطاف على مالهم ونفطهم وترسانات سلاحهم وجبروتهم وإعلامهم وحروبهم الناعمة والخشنة و . و . و حتى ينقطع النفس ومن يؤمن بغير هذه الحقيقة مكابر وفاشل وسيفضحه طلوع الفجر الذي رآه المجاهدون في نهاية نفق الجلبوع.

عدنان إبراهيم سمور

باحث عن الحقيقة

06/09/2021



تعليقات: