من يرفع خطر السرطان عن منطقة الزهراني؟

النفايات على ضفاف الأنهار
النفايات على ضفاف الأنهار


الزهراني ــ

لم يُغلق ملفّ مكبّات النفايات في منطقة الزهراني ـ النبطيّة، فهذه المكبّات العشوائيّة التي تغزو المنطقة، قد تتحوّل في فترة لاحقة إلى معضلة شبه دائمة مع ارتفاعها التدريجي واتّساع قاعدتها، الأمر الذي يغيّر معالم الأماكن ويسهم في ولادة مشاكل كثيرة بيئيّة وتشويه المنظر الطبيعي، ولا سيما أنّ بلديات المنطقة لم تتحرك فعلياً لدرء أخطار هذه العشوائية.

ولعلّ من المفيد القول إنّ المشكلة لا تكمن فقط في مضاعفة الخطر البيئي وتشويه المناظر الطبيعية، إذ ثمّة معضلة أخرى تتعلّق بالمصاعب الصحّية التي تنتج من الهواء الملوّث بغاز الميتان والكربون، وما يرافق هذا الجو من حوادث جانبيّة كانعدام الرؤية ليلاً على الأوتوستراد السريع بين بلدة الغازية وأنصار، جراء خطر الاشتعال والاحتراق المستمر للمواد العضوية القديمة والجديدة، فضلاً عن انبعاث الروائح الكريهة التي تكاد تخنق المواطنيين، وتتسبب بأمراض عديدة وخطرة، ليس أقلّها سرطان الرئة والجلد. غير أنّ الأضرار لا تقف عند هذه الحدود، فقد أدّى اختلاط النفايات ومياه الصرف الصحّي بالمياه الجوفيّة إلى تحويل العديد من الأراضي الزراعيّة المحيطة بالمكبّات إلى أماكن سكنيّة وصناعيّة، ففي منطقة وادي خالد بين بلدتي أنصار والزرارية، أفسدت مياه الصرف الصحي المياه الجوفية، الأمر الذي دفع بأصحاب البساتين المتضرّرة إلى جرفها، وتحويلها إلى أماكن سكنية. أمّا في منطقة العاقبيّة، فقد تلوّث المجرى المائي من المنبع حتى المصب، بحيث لم يعد صالحاً للاستعمال، جرّاء تحويل أوساخ المسلخ إليه، وبعض المجاري الصحّية التي تقطع هذا المجرى وصولاً إلى البحر.

وأمام هذا الواقع، عمدت بعض جمعيات المجتمع المدني في المنطقة إلى معالجة أزمة هذه المكبّات، وهو الأمر الذي دفع رئيس جمعية الهدى سامي ياسين إلى حثّ السلطات الرسمية لاتّخاذ الخطوات اللازمة للوصول إلى حلٍّ جذري للمشكلة.

وإذ دعا ياسين إلى المعالجة الطارئة، حذّر من خطر هذا المكبّ لاعتباره «أحد أكبر المكبات الوبائية التي تؤدي حالياً إلى وجود أكبر عدد من الإصابات بسرطان الرئة والجلد». وفي هذا الصدد، دعت الجمعية إلى تبنّي صيغة تفاهم مشتركة مع السلطات المحلّية تهدف إلى إنشاء معامل لتدوير النفايات واستثمارها بشكل علمي ومهني. وكانت الجمعيّة قد عرضت بضع أفكار للمشروع، على أن تسهم البلديات المجاورة بنسبة مئوية من موازنة كل منها، من أجل تغطية تكلفة المشروع البالغة 150 مليون ليرة لبنانيّة، غير أنّ الردّ على هذه الفكرة يبقى في رسم الانتظار، ريثما ينشأ اتحاد بلديات الزهراني.

وفي انتظار هذا الاتّحاد، دعا ياسين المعنيين في الدولة والمجتمع المدني إلى الإسراع في معالجة هذا الملف، عبر تبنّي الموضوع البيئي كأولوية، يضاف إليها «ما نسعى إليه نحن كجمعيّة من نشاطات تسهم في تخفيف الأذى البيئي، وتوعية المواطن، عبر تثقيفه بيئياً».

تعليقات: