خاطرة تعود

هل احسست بتوقف الهواء عن الدخول الى رئتيك

هل شابك يوم ألم في الحنجرة وانت تشاهد منظر شروق الشمس

وغرغرت عيناك بالدمع على صوت عجوز

هل احسست بالدم ينفر من حنايا جسدك ..

في حين انك متسمر امام شاشة مضاءة

هل خانت قدماك يوما فما قدرت على الوقوف

...........

قامت الدنيا وقعدت....

وانا كالمقعد

ها هي الخيام أمامي

أرى الصورة امامي والشوارع والازقة

ووجوه الناس التي اعتدت ان اراها في حنايا طرقاتها

أرى القبل تتطاير في الهواء ولا يلفح وجهي منها شيئ

اتشمم رائحتهم وهم يعانقون بعضهم البعض

ولا يصل أريج العرق إلى انفي

ورود على الوجوه

ووجهي يعلوه غبار

مسمرا امام الشاشة

احترق كعود ثقاب

تخنقني غصة

كلهم هناك وانا في مغتربي

الاطلم الحياة لاكسرها

فيكسرني النصر وانا بعيد

انتظرت سنيناً

اثنان وعشرين عاما منذ خروجي منها

انتظر لحظة العودة برأس مرفوع

فغدروني

لحظة سفر

وعادوا وما عدت

فرحوا

وما رقصت

غنوا

وبكيت

زغرودوا..... زغردوا..... زغردوا

فانتشيت.......

وما عدت ادرك ما هو الوقت وما معنا الزمن

ولا ارقام المسافات

انتشيت........

حتى

علا قلبي الى فوق الساحة

كمن حلق به الحب الى ما يريد ويبتغي

وقدرت حينها على الوصول

جلت.... صلت

رقصت

غنيت ...

و باصواتهم سكرت

عدتي الي وانا في صحرائي

عدتي الي

وانا ها أشتمك رغم الغبار

اذوق طعم القبل

اشم العرق

افتح ابواب السجن

اعانقهم واحدا..... واحد

اعانقهم في الهواء

فريحهم طغى في السماء

وصل الي

وصل ......

ذاك اليوم من مغتربي لا انساه

و في كل عام مثل هذا اليوم

رغم البعاد

اليك اطير

اصول..... اجول

ادبك...... كما كل الرجال

في ساحك

على ارض معتقلك

اسبح في دردارك

واعود طفلا

كما يحلوا لي

قطر /25 ايار/2007

تعليقات: