انور الخليل: لبنان يمر باكثر ازماته خطورة والقانون الانتخابي الحالي أسوا قانون


رأى عضو كتلة التنمية والتحرير النائب انور الخليل ان لبنان يمر بواحدة من اكثر أزماته خطورة والنظام السياسي بات أعجز من ان يقدم حلولاً وسط عقلية الاستئثار في السلطة .

ووصف النائب الخليل القانون الانتخابي الحالي بأنه أسوأ قانون انتخابي عرفته الجمهورية اللبنانية في تاريخها .

كلام الخليل جاء في احتفال خاص اقامته بلدية حاصبيا تقديرا لمسيرته في الإنماء والتشريع والعطاء.

شارك في الاحتفال اهالي منطقة حاصبيا، شخصيات سياسية ، قضائية اجتماعية دينية ،تربوية واعلامية.

و تخلل الاحتفال كلمة لرئيس بلدية حاصبيا لبيب الحمرا، كلمة مشيخة العقل لطائفة الموحدين الدروز القاها القاضي غاندي مكارم، كلمة مفتي حاصبيا مرجعيون القاضي حسن دلة، كلمة متروبوليت حاصبيا مرجعيون الياس كفوري، كلمة المفتي الجعفري عبد الحسين عبدالله ،عضو المجلس الدستوري القاضي رياض ابو غيدا. و قدم الاحتفال الشيخ شوقي ابو ترابي

و القى الخليل كلمة بهذه المناسبة جاء في مضمونها

" ايها الحفل الكريم

يمر وطننا لبنان بواحدة من أكثر أزماته خطورة ويواجه تحديات داخلية وخارجية. والنظام السياسي بات أعجز من قدرته على تقديم حلول وسط عقلية استئثارية في السلطة، تجاوزت الدستور ومؤسساته، لذا فكسر القالب و الخروج من أسر هذا النظام اصبح ضرورة وجودية واقعية لمستقبل لبنان. اذ يستحيل بناء دولة في ضوء الواقع القائم على الارض و الدليل هو انهيار ما تبقى من مؤسسات الدولة . الاقتصاد المدمر والعملة المنهارة وتهديدات العدو الاسرائيلي المستمرة والعزلة العربية والدولية والسطو على مدخرات المواطنين في المصارف وحرمان الشعب اللبناني من لقمة كريمة.كل هذا جعل اسئلة اللبنانيين القلقة كثيرة حول مصير لبنان و السلم الاهلي و الاستقرار السياسي و الاقتصادي. هجرة الشباب والعائلات صارت الهم الأول لغالبية اللبنانيين، ولو تحت جناح الظلام المحفوف بالموت، كما حصل مع الأبرياء الشهداء في بحر طرابلس.

واضاف الخليل 77 بالمئة من شباب لبنان يرغبون بالهجرة، وأخطر ما تنطوي عليه هذه الهجرات هو هجرة الأدمغة وأصحاب الاختصاصات العالية من طب وهندسة وإدارة وعلوم...

كيف لا يهاجر الناس وقد ذكرت تقارير دولية بأن نحو 82 بالمئة من الشعب اللبناني يعيش تحت خط الفقر؟

أزمات متراكمة والمؤشرات تقول اننا ذاهبون الى الاسوأ و الاشهر القليلة القادمة حاسمة في تحديد مسار الامور.

وتابع النائب الخليل واجهت الفساد وسوء الاداراة و الزبائنية و المحاصصة الطائفية التي لطالما كانت اصل بلاء الدولة، فتقدمت بمشروع قانون و رؤية متكاملة لاعادة التأهيل و الاصلاح الاداري يوم كنت وزير دولة لشؤون الاصلاح الاداري لكن المهمة لم تنجز و القسم الكبير و الهام من هذه الرؤية لم يطبق و لم تبلغ خواتيمها السعيدة.

آمنت بلبنان ارض حوار و منبرا لحرية الرأي فتقدمت بمشروع المدينة الاعلامية و المعلوماتية الذي اجهض في لبنان وطبق لاحقا في الامارات العربية المتحدة بحرفيته و حذافيره و ليخسر لبنان بذلك فرصة ذهبية هي الصورة الاحلى لشراكة القطاعين العام و الخاص خدمة لمصلحة الوطن، ولو أخذ به لكان وفر لنحو عشرة آلآف لبناني وغير لبناني وظائف وفرص على مختلف المستويات.

آمنت بضرورة اعادة انتاج الحياة السياسية انطلاقاً من اقرار قانون انتخاب خارج القيد الطائفي على قاعدة النسبية و لبنان دائرة انتخابية واحدة (مع الانفتاح على المحافظات الخمس) وانشاء مجلس للشيوخ تتمثل فيه كل الطوائف بعدل ومساواة انفاذاً لما نص عليه اتفاق الطائف تمهيداً للوصول الى الدولة العصرية المدنية.

لذا تقدمنا في كتلة التنمية و التحرير انقاذا لبرنامجنا الانتخابي في دورة ٢٠١٨، وبتوجيهات دولة الرئيس نبيه بري باقتراح قانون يتضمن بنوداً اصلاحية تركز على مشاركة الشباب و المرأة وضمان شفافية الانتخابات وصحة التمثيل العادل لجميع الفئات على اختلاف اهوائهم السياسية وفئاتهم الاجتماعية.

لكن مفتاح الاصلاح و بناء الدولة هذا اصطدم برفض اقتراح القانون قبل نقاش المضمون و تعطيل جلسات اللجان النيابية المشتركة، ما جعل انسداد افق اقرار هذا القانون امراً واقعاً وفرض مجدداً على اللبنانيين التعاطي مع القانون الحالي الذي عمّق الشرخ المذهبي من خلال الصوت التفضيلي وتقسيم الدوائر على أساس طائفي. إنه اسوأ قانون انتخابي عرفته الجمهورية اللبنانية في تاريخها.

ولان اعتماد القانون الحالي ينذر بمواسم طويلة من الطائفية و المذهبية ويعقد مهمة انتاج مجلس نيابي جديد يجدد الحياة الديمقراطية ويطورها في لبنان ويؤمن انتقال وطننا من مرحلة المزرعة الى مرحلة الدولة المدنية . كان لا بد من موقف وطني شخصي يكرس مبادئي الاخلاقية والعملية سيما وأن لبنان اليوم بعيدٌ كلياً عن الرؤية التي ارتجيتها له.

أمام هذا الحال، وبعد قيامي بواجباتي لم أعد أرى أنه من الجائز أن أبقى في الندوة البرلمانية عاجزاً عن التطوير الذي كنت أطمح إليه، أو شاهد زور.

واضاف الخليل لقد قررت العزوف عن الترشح للانتخابات النيابية مع البقاء على التزامي بقضايا لبنان و الجنوب وحاصبيا التي سأواصل خدمتها بما استطيع، بكافة الطرق و في كل المجالات المتاحة. سنستمر بالخدمة خارج اطار العمل النيابي و سنبقى الى جانب الناس فالرؤية وطن لا مقعد.

و لأن الزمن نادراً ما يتوقف عند التفاصيل و الذاكرة انتقائية وتتقن النسيان، يهمني ان اوضح و اؤكد في هذه المناسبة انني و منذ آخر ايلول 2021 اتخذت قراري،وقد ابلغته لصديقين لطالما كنت بينهما رابط محبة و لطالما جمعتني بهما قضايا الوطن وحاصبيا و الجنوب، هما دولة الرئيس نبيه بري الصديق الصدوق و رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الصديق الوفي واما اليوم أعيد أمامكم ما صار معلوماً، لان ثقتكم غالية و لطالما رتبت مسؤوليات كثيرة تحملتها بكل فخر وسعة صدر.

لقد أثمر دعمكم وثقتكم بنائبكم، بحيث توجت شراكتكم لي بهذه المسؤولية بنيلي جائزة التميز البرلماني العربي والتي قررها المؤتمر الثاني والثلاثون للإتحاد البرلمامي العربي. لقد خصص الاتحاد هذه الجائزة لنائب حاصبيا ومرجعيون في البرلمان اللبناني من بين ما يفوق 2500 عضوا في مختلف البرلمانات العربية. وهذه الجائزة أقدمها اليكم والى كل من آمن بمشروعنا وانتخبني.

بعد ٣١ عاما، اتقدم بالشكر من دولة الرئيس نبيه برّي رئيس كتلتي التي إنتميت إليها "كتلة التنمية والتحرير" ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط اللذان كان التزامهما حازماً وحاسماً بحاصبيا و الجنوب.

وامل النائب الخليل ، بأن يكون الفائز في الإستحقاق الوطني القادم على قدر ثقة ومسؤولية أهلنا وأن يكمل مسيرة سنوات طويلة من الإلتزام والعطاء. كان أملنا كبيراً بأن يبقى الخطاب الإنتخابي في حاصبيا تحت سقف تقديم المصلحة العامة وتحت سقف وحدة المجتمع الحاصباني والوحدة الوطنية.

ولقد وصلني أن بعضهم قرر أخيراً أن يستعيد حقوقه في حاصبيا وأن يسترجع حقاً تاريخياً له في حاصبيا سلبته منه تحالفات سياسية كان خارجها!!

لهذا نقول:

إن الشعب مصدر السلطات، الشعب وحده، لم ولن يكون لحاصبيا مرجعية خارج إرادة أهلها وناسها. وحاصبيا لم تُختصر ولن تُختصر يوماً بشخص. حاصبيا ليست لأحد لا في التاريخ ولا في الجغرافيا، بل لأهلها لناسها لمزارعيها، لعمّالها، لمثقفيها، للأحرار من أبنائها. حاصبيا لمن يحرسها ويحافظ عليها بلدةً نموذجية ورمزاً للعيش الواحد. أرض حاصبيا لأبنائها الذي يحلمون بغدٍ أفضل وهذا حقهم ويريدون أن يعيشوا حاضرهم بعزةٍ وكرامة. يا هذا عليك التبصّر والإعتدال. إن مرجعية حاصبيا لمن ينذر إمكانياته في سبيل خدمتها،فيمضي في مسيرة الخير والمحبة والألفة والشراكة التي أسسنا لها وطورناها في حاصبيا حتى أصبحت مثالاً يُحتذى في هذا المجال.

وختم النائب الخليل كلمته بشكر بلدية حاصبيا ممثلةً برئيسها وأعضاء المجلس البلدي الكرام فرداً فرداً ولكل من شارك اليوم بهذا التكريم. وأضاف هذه المبادرة ليست بالأمر المستغرب عنكم فهي عنوانٌ لعلاقةٍ جمعتنا لخدمة حاصبيا في أصعب الإستحقاقات وأحلك الأزمات والظروف. لكم منا تحية ووعد بأننا كما كنا معاً طوال السنوات السابقة، سنبقى معا يداً بيد خدمة أهلنا ما وفقنا الله الى ذلك.

كما شكر فريق عمله السياسي وكل من منحه ثقته طوال فترة ولايته النيابية ."



















تعليقات: