سالمونتيني.. مطعم يعرف كيف يدلل الأسماك

الحديقة التابعة للمطعم
الحديقة التابعة للمطعم


لا يحتاج متذوقو السلمون دليلا يرشدهم الى «سالمونتيني» في العاصمة اللبنانية وتحديدا في منطقة الاشرفية، حيث اصبح للسلمون المدخّن بيت متخصص في صنعه وتقديمه بالطريقة التقليدية بعد استيراده مباشرة من بلده الأم اسكوتلندا. من المدخل الى قلب «سالمونتيني» الذي يتسع بين حناياه لحوالي مائة شخص، الاجواء الراقية نفسها ترافق الزائر. ولا تشذ الحديقة الخضراء المجاورة التابعة للمطعم، عن قاعدة الأجواء العامة المحيطة بالمكان، بل تتّسم بدورها بخصوصية مميزة، حيث الطبيعة الربيعية الخضراء تطغى عليها طوال فصول السنة بفضل الأشجار والأزهار الملونة، تاركة بصماتها الفرحة في كل زاوية من زوايا المكان.

مطعم عصري لم يخلع عنه عباءة الماضي التي استمدها من البيت القديم الذي شيّد عليه ليحافظ على طابعه التراثي مع لمسات الحاضر بطابعه الكلاسيكي الغربي، لا سيما في ما يتعلق بالديكور الداخلي، حيث غلب اللون الليلكي على تفاصيل المكان. وللوحات المعلقة على الحائط حصة الأسد. هذه تظهر سيدات بكامل أناقتهن يجتمعن في سهرة راقية مرتديات تدرجات ألوان الليلكي والزهري، وتلك تجمع بين الرجال والنساء وهم يتناولون طعامهم في زاوية أحد المطاعم. وغيرها من حكايات للوحات أخرى تتوزّع على اختلاف أحجامها وأشكالها على الجدران لتتآلف مع المكان ومع الاضاءة المركزة بطريقة هندسية دقيقة وملائمة لخصوصية Salmontini، فتضفي بذلك أجواء تجمع بين الشرقي والغربي على وقع الموسيقى الكلاسيكية الهادئة. بعد أربع سنوات من العمل في وسط بيروت، حيث ذاع صيته في أوساط اللبنانيين والعرب فضل صاحب «سالمونتيني» جو باسيلي بعد توتر الأوضاع السياسية في هذه المنطقة الانتقال بمطعمه عام 2006 الى الاشرفية حاملا اسمه الذي ترك بصمة لدى محبي ثمار البحر ولا سيما السلمون المدخّن. فللسلمون المدخّن في «سالمونتيني» نكهته الطازجة التي لا تفقد أصالتها بعد وصولها الى لبنان، ويؤكد باسيلي أن «رحلة السلمون» من اسكوتلندا الى بيروت لا تتعدى 36 ساعة، بحيث يتلقفه الطهاة اللبنانيون المحترفون ليعملوا على «تتبيله» واضافة كل ما يلزم اليه من منكهات ومطيبات حيث «للخلطة سرها» في بيت السلمون، ويترك بعدها لمدة أسبوع كامل ثم يدخّن بعد ذلك لأيام عدة على الطريقة التقليدية القديمة وعلى نار خشب السنديان الاسكوتلندي الذي يساهم في انضاج السلمون الذي لا مثيل لطعمه. ويؤكد باسيلي أن السلمون الاسكوتلندي يتميّز عن غيره بكونه يحتوي على كميات أقل من الدهون، مقارنة مع غيره ويحتوي على فيتامين «أوميغا 3» المفيد لشرايين القلب.

وفي حين لا تقل أهمية كل طبق يقدمه «سالمونتيني» عن غيره، تحظى كل «خلطة» بخصوصية غذائية معينة، وتتساوى هذه الأهمية بين السلمون المدخن وباقي أطباق ثمار البحر المقدمة أو تلك التي ترتكز في مكوناتها على اللحمة المعدة بطريقة فريدة وذات نكهة مميزة والمختارة من أجود الأنواع وتترأسها Beef Medallion Wild Mushroom ذات شرائح اللحم الممزوجة مع الفطر البري وصلصته. قبل التمتع بأطباق السلمون لا بد من المرور على لائحة المقبلات التي لا تبتعد كثيرا عن الأجواء الغذائية العامة المسيطرة على المكان، كـ Salmon Tartar المصنوع من سمك السلمون الطازج الممزوج والمطبوخ بالحبق والحامض وزيت الزيتون. كما يجد محبو الخضار ضالتهم كذلك في المقبلات وذلك في طبق Shrimp Cesar Salad الذي يجمع بين القريدس وخضار الموسم. وفي ما يتعلّق بأنواع اطباق السلمون المتعددة يحظى طبق Smoked Heart of Salmon الذي يتكون من الجزء الأكثر طراوة من ظهر السمك المقطع شرائح سميكة، برغبة الزبائن الذين يأتون من العالمين العربي والغربي، بعدما اصبح لكل منهم طبقهم المفضل في «سالمونتيني». كما يجمع الطبق الملوكيThe Semi Royal بين ستة أصناف من السلمون وهي Sachin وTartar وFilet وFilet بالأعشاب وCravade Lux المتبلة على أصول الطريقة التقليدية القديمة والمنقوع بالشمّر والسكّر والملح، اضافة الى شرائح السلمون المدخّن لتنتج مجتمعة طبقا غنيا بالأنواع والنكهات. ولـ Salmon Kouskous Harissa Spicy Sauc المطبوخة بصلصة الهريسة المميزة والمطعمة بالبهار المغربي نكهتها الفريدة. كما يتميز القريدس الطازج المشوي و«سمك اللّقس» المطعّم بصلصة ثمار البحر الخاصة بـ «سالمونتيني» بمكانة مهمة في لائحة المأكولات. وللتون المشوي مكانه أيضا في بيت السلمون، حيث يشوى بطريقة خاصة مع صلصة الزنجبيل. هذه الخصائص العامة التي طبعت أجواء Salmontini في بيروت وبعدها في مدينة دبي في Ski Dubai Mall ستنقل في بداية العام المقبل، بجهود جو باسيلي، الى مدينة جدة وتحديدا على الكورنيش البحري وسيشيّد Salmontini فرع السعودية على مساحة ألف كيلومتر بما يحتاج من مستلزمات النجاح والفرادة التي طبعت «بيت السلمون» قبله في دبي وفي لبنان.

تعليقات: