عدنان سمور: لو كنت اوكرانياً

زيلنسكي حليف الغرب
زيلنسكي حليف الغرب


لو كنت اوكرانياً..

لكتبت رسالة إلى شعبي طلبت فيها ان نعود بالذاكرة إلى ما قبل العلاقة الحميمة التي غمرنا بها الغرب وأميركا ، ونصحونا بتبني نظامهم الليبرالي وقيمهم العظيمة التي ستجعلنا ننتمي الى جنتهم ونعيمهم ، وبعدها سنصبح امة جديرة بالدخول الى حلف الناتو الذي سيحمينا من كل شرٍّ او خطر يمكن ان يقترب منا . وكم كانت فرحتنا كبيرة عندما نزلنا الى الشوارع حاملين احلام التغيير الوردية التي تحتوي بذور الإزدهار والخلاص والإنتماء الى الأمم الغربية المتقدمة الراقية، وجاءنا البطل المخلص الشاب زيلنسكي واعداً ومؤكدا انه سيحقق الحلم ويرتقي بأوكرانيا نحو العلى ، وبدأ رحلة التغيير التي استطاع بواسطتها وخلال فترة وجيزة وكرمى لعيون حلفاء اوكرانيا الغربيين الجدد أن يخلق حالة من العداء القاسي والشرس، مع الإتحاد الروسي الجار والذي يمثل الدولة التي خرجت أوكرانيا من رحمها ، وهي دولة تمكنت خلال تاريخها الحافل من الصمود الأسطوري والإنتصار المدوي في مواجهة التحديات والمخاطر واحلام الطامعين الكبار امثال نابليون وهتلر.

ما الذي فعلته اوكرانيا وبطل تحريرها زيلنسكي بمصيرها واي حلم تحققانه اليوم على ارض الواقع وما هي الإنجازات التي تحققت ولمصلحة من ؟

* لقد اسس زيلنسكي المخلِّص وحليف الغرب لدمار بنى تحتية بنتها اجيال متعاقبة من الشعب الأوكراني على مدى ازمنة طويلة .

* لقد ساهم زيلنسكي المبهور بالغرب في تقسيم وتمزيق أرض اوكرانيا التي لم يكن يتحدث احد عن اطماع له بأرضها.

* لقد حول زلنسكي بطل الحداثة والتغيير اوكرانيا من خزان الغذاء العالمي الى دولة تستجدي السلاح من الغرب الذي لا يعرف معنى للعطاء دون ان يرهن مستقبل الآخذ منه لإرادته ولأهدافه.

* لقد حول زيلنسكي بعبقريته الإستراتيجية جزأً كبيرا من شعبه المكتفي والآمن في وطنه إلى شعب محتاج ومشرد في دول العالم .

* لقد زجَّ زيلنسكي العظيم شعبه في معركة اهداف اوكرانيا فيها وهمٌ وسراب واهدافها الحقيقية محاولة اميركا إضعاف روسيا التي يشكل نهوضها وتطورها تحدٍّ لحلم هيمنتها المتفردة على العالم.وهي غير مستعدة إلا لتقديم السلاح للشعب الأوكراني الذي لا يعني السلاح له إلا مزيداً من الدمار والخراب والموت والتخلف.

* عندما طلب زيلنسكي العظيم من الناتو ان يقبل اوكرانيا عضوا فيه رفض معللا رفضه بأن الوقت غير مناسب. ولم يسأل زيلنسكي العظيم حلفاءه " متى يكون الوقت مناسباً؟"

هل يصبح مناسباً عندما يفنى شعب اوكرانيا ولا يعود قادراً على قتال اعداء الناتو؟

لقد حول زيلنسكي واتباعه القلة من شعب اوكرانيا واقعنا ومستقبلنا إلى مأساة إنسانية وحولونا إلى ضحية جديدة لمشروع الغرب المتوحش والمتغول والذي لا يأبه ان يُدخِل شعباً له تاريخ عظيم وإنجازاة انسانية وحضارية كبرى في مآسٍ وويلات وخسائر ودمار وموت لعشرات الآلاف من أبناء هذا الشعب فقط لتحقيق اهدافه القذرة التي لا دخل لشعب اوكرانيا بها إطلاقاً.

عدنان ابراهيم سمور.

باحث عن الحقيقة.

11/10/2022

تعليقات: