هيفاء نصّار:المسلسلات السورية تحت الضوء


هكذا أصبحت المسلسلات السورية تخضع لرقابة صارمة. وهكذا هي ليست الحال. ولا نأخذ أي مسلسل على سبيل المثال. ولكن المسلسلات السورية غدت بأعمالها المتعددة كصناعة تتزايد سمعتها ويتزايد الطلب عليها في سرعة وقوة انتشار. ولكن لا يمكن ادراج المسلسلات السورية في قائمة الفن المنشود. فعلى المستوى الابداعي كانت المسلسلات السورية إستلهام تراث بعيد عن النهل من روائع الأدب العالمي. وإن كانت تكتب لهذه المسلسلات اعتمادها على اللهجات المتعددة للغة العربية والتي هي وسيلة للتعبير والوصول الى قلوب وعقول الجماهير المشاهدة للشاشة الصغيرة. تلك الجماهير التي ما تزال ترغب بفن يعبّر عنها وعن واقعها وعن تراثها وليس مجرد تقليد ضعيف وماسخ للفن. وإن الخوف كل الخوف من تفريغ المرء من خلال مشاهدة هذه المسلسلات، من خلال تفريغ الوقت المحسوب على عطائه، ودراسته، وعمله، وانتاجه في المجتمع من خلال متابعة مثل هذه المسلسلات التي اما أن تكون مفيدة او أن تكون مدمرة للمجتمع.

و الخوف كل الخوف من ادراك احدهم ان السوق في حاجة للمزيد من هذه المسلسلات الفارغة. وقد بدأ فعلا هذا الاحد_ أيا كانت جهته_ بالعمل في هذا المجال وهذا الاتجاه.

لا يمكن ان نتغافل عما يمكن أن تفعله المسلسلات بالشعوب لو حقق لها النجاح والانتصار. وهنا تبرز حاجتنا للحفاظ على الهوية الثقافية والخصوصية الإجتماعية بعيدا عن أي سموم فكرية وأخلاقية.

* هيفاء نصّار - أوتاوا، كندا

الواقع في 18 تشرين الثاني 2022

تعليقات: