الجليــد القطبـــي يـــــذوب والأطــمـــــــــــاع تشتـعــــــــــل

القطب الشمالي.
القطب الشمالي.


مَن منا لم يشاهد صورة الدب القطبي يسترخي على طبقة رقيقة من جليد يطفو على مياه زرقاء وتمنى لو يرى المشهد عن قرب؟ مَن منا لم يشعل القطب الشمالي مخيلته بصفاء الأبيض اللامتناهي؟ مَن مِن علماء البيئة والنبات والحيوان لم يحلم برحلة الى ذلك العالم تزيده علماً ومعرفة؟ مَن مِن الساعين الى المال والثراء لم يحلم بطريق قادومية عبر القطب تأخذ تجارته الى اسواق جديدة بكلفة أقل، او بحفّارة تخترق طبقات الجليد لتستخرج الثروات الدفينة؟

الخبر الاساسي من القطب الشمالي لكل هؤلاء: إستعدوا فأحلامكم لم تعد مستحيلة. ولكن لا تفرحوا كثيراً، فالدب القطبي لن يكون هناك على الارجح وفتح الطرق القادومية واستخراج الثروات لن يكونا إلاّ على حساب مزيد من دمار البيئة وتغيير المناخ وعلى حساب السكان الأصليين للمناطق القطبية وحيواناتها ونباتاتها، والكثير من هذا سيلحق بالعالم كله.

السبب؟ جليد القطب الشمالي يذوب بل يبدو انه دخل مرحلة الذوبان العظيم. وهذا خبر سيئ للعالم كله ولا بد ان يشغل بال الجميع من الطامعين بالثروات الدفينة الى الذين لا يعنيهم ما يجري في القطب الشمالي. ذلك ان العواقب ستكون كارثية على العالم.

لنبدأ بالقصة من أرقامها ومساحاتها:

يقول العلماء إنه بقدر ما نستطيع أن نستنتج من السجلات التاريخية كان هناك جليد وثلج في صيف القطب الشمالي منذ ملايين السنين. ولكن في العقود الأخيرة بدأ ذوبان جليد الصيف يتسارع الى حد مقلق جداً وشهد الصيفان الأخيران 2007 و2008 معدلات مخيفة من الذوبان. ففي نهاية الذوبان صيف 1987 مثلاً كان هناك 7٫5 كيلومترات مربعة من الجليد البحري، ولكن في نهاية الذوبان صيف 2007 كان هناك 4٫1 كيلومترات مربعة فقط. أي ان مساحة من الجليد تعادل ثلث مساحة أميركا اختفت. ومع أن المتفائلين من العلماء كانوا يخشون أن ينتهي هذا القرن وقد اختفى جليد الصيف من القطب الشمالي، فإنهم بدأوا يعيدون النظر بعدما رجّحت نماذج متطورة على الكومبيوتر ان يختفي الجليد من صيف القطب كلياً ابتداء من 2020. ولكن حتى هذا لم يعد أمراً محسوماً أمام سرعة الذوبان التي تتواصل بما يفوق أكثر التوقعات تشاؤماً.

وإذا كان العلماء اعتبروا صيف 2007 قياسياً من حيث نسبة اختفاء الجليد إذ ذاب منه أكثر من مليون متر مربع، فقد جاءهم صيف 2008 بالأسوأ. المساحة نفسها من الجليد ذابت في الأيام العشرة الاولى من آب مما دفع العلماء الى التحذير من أن صيف القطب الشمالي قد يصير بلا جليد في 2012 أو 2013 وتوقعوا أن يفوق دمار هذا الصيف دمار الصيف الماضي، غير أن النتائج النهائية لا تظهر الا عندما يبلغ الغطاء الجليدي حده الادنى منتصف أيلول. وليس مهماً أي سنة أسوأ، المهم ان جليد الشتاء لم يعد يتماسك على نحو يحفظه جيداً في الصيف وهذا تحّول كبير.

السبب الرئيسي الذي يجمع عليه العلماء لهذا الذوبان هو ارتفاع حرارة الارض اي التغيير المناخي الذي يتسبب به النشاط البشري والناتج أساساً من انبعاث غازات البيوت الزجاجية، أو الدفيئة، والتي تحصل بوتيرة متسارعة جدا تهدد مستويات الحياة على الأرض كلها.

ولعل ما يجهله الانسان عموماً ويتجاهله بعض صناع القرار ممن يتباطأون في اتخاذ إجراءات للحد من انبعاثات غازات الدفيئة، أن معدل الحرارة في القطب الشمالي يرتفع ضعفي ما يرتفع في أماكن أخرى من العالم وتالياً فإن النتائج اكبر بكثير. الجليد يذوب ويترقّق ويتمزق. فمثلا جبل الجليد الأكبر في القطب والموجود منذ نحو ثلاثة الاف سنة صار معلقاً بخيط عملياً. فقد بدأ يتصدع عام 2000 وخلال سنتين انقسم قطعتين والآن يتكسر أجزاء أصغر. الغطاء الجليدي للقطب يتقلص بنسب متزايدة كل عقد تتجاوز 9% وقد تقلص حتى الان بما يزيد على 41%.

هذا الغطاء الجليدي هو عملياً نظام التبريد للنصف الشمالي للكرة الأرضية. الثلج الأبيض على الغطاء يعكس 85% من الضوء والحرارة ويعيدها الى الفضاء لتخفف الحرارة المحتملة. لكن نظام التبريد هذا يفقد فاعليته. فانبعاثات الدفيئة رفعت حرارة الارض درجات بحيث لم يعد في إمكان الغطاء الثلجي أن يتجلّد ثانية بعد الصيف ولا يمكنه أن يقوم بدور التبريد مجدداً. إضافة الى ذلك فإن السخام الداكن من النشاط البشري خفض أيضاً قدرة الثلج المتبقي على عكس الضوء والحرارة. بيد ان الامر لا يتوقف هنا بل يدخل في حلقة مفرغة من الذوبان والحرارة لان المحيط المتجمد يتشكل من طبقات. الثلج يعزل الجليد، والجليد يعزل المحيط، وفي المحيط تحت الجليد مياه عذبة باردة من الأنهار الضخمة تعزله أيضاً عن المياه الدافئة التي تتسرّب من المحيط الهادئ والأطلسي. وعندما يذوب الجليد سيحل محله المحيط الداكن الذي يمتص 93% من الضوء والحرارة بدل أن يعكسها وبذلك يتسبب بمزيد من ارتفاع درجات الحرارة. والاصعب ان المياه الدافئة تبدأ بالتسرب أي مزيد من الحرارة وهكذا يصير من المستحيل وقف الذوبان.

هذه الخسارة المفجعة للجليد ستكون لها عواقب مناخية وبيئية كبيرة جدا. أنماط المناخ ستتغير وتزداد احتمالات العواصف ومعها تتغير أنماط انتاج الغذاء. علماء المناخ يقولون إن على العالم الاستعداد لمناخ أعلى اربع درجات. لكن حلقة مفرغة أخرى تتشكل. فللمرة الاولى منذ 120 الف سنة قد تذوب الطبقة المتجمدة دائماً التي تغطي معظم غرينلاند وتسمى تقنياً الجمد السرمدي، وتحتها يكمن ملايين الأطنان من غاز الميثان وثاني أوكسيد الكربون – وهي نفسها غازات الدفيئة الفتاكة الموجودة في الغلاف الجوي- وانطلاق هذه الغازات نتيجة الذوبان سيضاعف عملياً تأثير البشرعلى تغيير المناخ.

والذوبان يؤثر على السكان الاصليين والحياة البرية والنبات. فانكسار جبل الجليد مثلا غيّر عادات مأكل الدببة القطبية والحيتان والفقمة مما زاد صعوبة اصطياد السكان لها. ثم ان قرى على طول الشاطئ القطبي اقتلعت بأكملها خوفاً من ان تغمرها المياه. ويرى السكان الاصليون في التغييرات تهديدا لهويتهم الثقافية وبقائهم.

والنتائج البيئية للذوبان القطبي دراماتيكية: الدببة القطبية صارت فصيلة مهددة وقد لوحظ بداية هجرة لها جنوباً الى غرينلاند وهذا لم يحصل في السابق. وثمة أنواع من الاسماك لم تظهر في القطب من قبل بدأت تهاجر الى مياهه الدافئة تدريجاً. وهناك سهول جرداء في المنطقة القطبية الشمالية بدأت تحل محلها غابات تنمو في المناخات المعتدلة. وأكثر من ذلك، فإن ارتفاع درجات الحرارة بدأ يؤثر بالفعل على ألاسكا حيث أحد أنواع الخنافس يتناسل أسرع في مناخ أكثر دفئاً، وتالياً فإن هذه الحشرات باتت تولّد جيلاً إضافياً كل سنة. وقد سجل الخبراء انه بين 1993 و2003 أكلت هذه الخنافس نحو 16 كيلومتراً مربعاً من غابات الاسكا. أما غرينلاند، فتشهد فورة زراعية حيث الأرض القاحلة بدأت تثمر بروكولي وبطاطا وتبناً.

والذوبان يؤثر أيضا في ارتفاع معدل مياه البحر بما يهدد المناطق المنخفضة حول العالم بانهيارات وفيضانات وتلوّث للمياه. والمهدد تحديداً جزر مثل المالديف اذ ان اكثر من نصف الجزر المأهولة في هذه الدولة ترتفع أقل من ستة اقدام عن سطح البحر، وكذلك بنغلادش، حتى إن مدناً رئيسية مثل شانغهاي ولاغوس ستواجه مشاكل مماثلة اذ إنها ترتفع أيضا ستة أقدام عن سطح المياه. وسيؤثر ارتفاع معدل المياه تأثيراً خطيراً على الولايات المتحدة أيضا اذ يتوقع العلماء ان يبلغ الارتفاع ثلاثة اقدام في نهاية القرن مما يعني اغراق نحو 33 الف كيلومتر مربع من الارض على طول شاطئ الاطلسي ولا سيما في لويزيانا وتكساس وفلوريدا وكارولينا الشمالية.

كل هذا لا يعد بأقل من نتائج كارثية على العالم وإن يكن العلماء الذين يعتبرون القطب الشمالي ميزاناً لقياس صحة الارض يكتفون بالقول الآن إن الأعراض تشير الى أن الكوكب مريض بالفعل.

إلا أن مصائب العالم عند قوم فوائد.

في صيف 2007 ونتيجة ذوبان الجليد فُتح الممر الشمالي الغربي أمام سفن النقل للمرة الاولى في التاريخ. هذا الممر البحري الاسطوري الى أسيا اتعب المستكشفين الاوروبيين الذين حاولوا دون جدوى العثور عليه قروناً قبل ان ينجح النروجي رولد أموندسن في عبوره بصعوبة بالغة في 1903. وهذه السنة الثانية على التوالي يكون الممر مفتوحا في الصيف. لكن العلماء واثقون من أن السؤال لم يعد هل الابحار في القطب الشمالي ممكن بل متى سيصير منتظماً للنقل البحري ولاستخراج مخزونه من الموارد الطبيعية. ذلك ان وتيرة الذوبان تزيل العائق الرئيسي أمام الإبحار وتدريجاً سيصير القطب الشمالي مثل بحر البلطيق مغطى بطبقة رقيقة فقط من الثلج الموسمي خلال الشتاء وتالياً يمكن الإبحار فيه على مدار السنة.

وما يسمح بالإبحار يسمح أيضاً بالوصول للمرة الاولى في تاريخ البشرية الى الموارد الدفينة في القطب الشمالي وهي في الغالب ثروات من النفط والغاز والفحم أي المواد نفسها التي جعلت الارض في خطر. اضافة الى معادن مثل الرصاص والزنك والماغنيزيوم، والى الثروة السمكية القطبية. هذا غير المياه الغزيرة الباردة التي يمكن أن تصير ثمينة جداً في أرض تزداد حرارة.

النتيجة ان ارتفاع حرارة الارض فتح الطريق عملياً امام نزاعات على الحدود والموارد بين القوى القطبية الخمس روسيا والولايات المتحدة وكندا ونروج والدانمارك كل منها يحاول ان يتثبت ان قعر بحار القطب هي امتداد طبيعي لاراضيه وتاليا يخضع لسيادته. والسباق يحتدم على تقاسم المنطقة.

روسيا كانت الاولى تعلن احقيتها بالقطب الشمالي عام 2001 وقدمّت طلباً الى الأمم المتحدة ادعت فيه حقها في ضم 1192 كيلومتراً مربعاً من المياه القطبية الغنية بالموارد الطبيعية وهذه منطقة تعادل بمساحتها ولايات كاليفورنيا وانديانا وتكساس معاً. واذ رفضت الامم المتحدة هذا الضم في آب 2007، أرسل الكرملين كسارة جليد تعمل بالطاقة النووية وغواصتين لزرع العلم الروسي على سطح بحر القطب الشمالي وبعد أيام امر بطلعات استراتيجية لقاذفات جوية هناك للمرة الاولى منذ الحرب الباردة. وفي رد سريع على ذلك، اعلنت كندا انها ستنفق 12,7 مليارات دولار لبناء ثماني سفن كشافة وتشغيلها للمساعدة على حماية سيادتها على القطب الشمالي. وحددت الدانمارك ونروج ايضا مطالبهما.

والنزاع يشتد بين كندا والولايات المتحدة على الممر الشمالي الغربي الذي سيجعله ذوبان الجليد بمثابة قناة سويس أو قناة بناما جديدة ويكون مفتاحاً لاستغلال القطب الشمالي. كندا تدعي ان الممر يقع في مياهها الاقليمية، بينما تدفع الولايات المتحدة في اتجاه اعلانه مورداً عالمياً لمنع كندا من كسب امتياز عليها. وقد دخلت الدولتان في جهد ديبلوماسي لحل هذه المشلكة.

والتقديرات للثروة من النفط والغاز واعدة جدا. فاستناداً الى مركز الجيولوجيا الاميركي هناك نحو 22% من موارد الطاقة غير المكتشفة في العالم في المساحة شمال الدائرة القطبية بما فيها 13% من النفط و30 % من الغاز الطبيعي أي نحو 90 مليار برميل. ويبدو ان المخزون الاكبر موجود قبالة الشاطئ الروسي، فوزارة الموارد الطبيعية الروسية تحتسب ان المساحة التي تدعي روسيا ملكيتها قد تحتوي على 586 مليون برميل من النفط وإن لم تكن هذه الكمية مثبتة. وللمقارنة فإن كل الاحتياطات التي تملكها السعودية الان والتي لا تحتوي على الموارد المتوقعة أو غير المستخرجة تبلغ 260 مليون برميل فقط. وحسب التقديرات الاولية أيضا، ربما كان الشاطئ القطبي لألاسكا يحتوي على 27 مليار برميل من النفط.

وعلى رغم كل هذا يرى سكوت بيرغسن الخبير في مجلس العلاقات الخارجية الاميركي في مقال نشرته مجلة "فورين أفيرز" (نيسان - ايار 2008) ان الجائزة الكبرى للذوبان ستكون الخطوط البحرية. فبعد فشل استكشافات القرن التاسع عشر في العثور على طريق مختصر الى الاسواق الاسيوية عبر القطب والتأكد من انسداد الممر الشمالي الغربي تلاشى القطب من وعي القوى العظمى لينتعش مجددا خلال الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة عندما جعلته الغواصات النووية والصواريخ العابرة للقارات المساحة البحرية الاكثر تسلحاً. ولكن فقط الآن يصير الامر حقيقة. ويقول ان الطرق القادومية للإبحار من بحر الشمال فوق أوراسيا والممر الشمالي الغربي فوق شمال أميركا ستختصر السفر اياماً موفرة بذلك على شركات النقل البحري – هذا غير البحرية والمهربين - آلاف الكيلومترات. فمثلا ستختصر طريق بحر الشمال المسافة بين مرفأ روتردام في هولندا ومرفأ يوكوهاما في اليابان من 11200 ميل بحري - عبر الطريق الحالية من قناة السويس – الى 6500 ميل بحري اي أكثر من 40%. كذلك فان الممر الشمالي الغربي سيختصر رحلة من سياتل في الولايات المتحدة الى روتردام نحو 200 ميل بحري ويجعلها تقريبا 25% اقصر من الطريق الحالية عبر قناة بناما. واذا اخذنا في الاعتبار نفقات القناة وثمن المحروقات وغيرها من العناصر التي تحدد كلفة الرحلة فان هذه الطرق القصيرة ستخفض كلفة الرحلة الواحدة لسفينة شحن مستوعبات بنحو 30% من 5,17 مليون دولار تقريبا الى 14 مليون دولار وتالياً توفر مليارات الدولارات سنوياً على صناعة الشحن البحري. والتوفير سيكون أكبر حتى بالنسبة الى السفن العملاقة التي لا يمكنها عبور قناة بناما او قناة السويس لذلك تبحر حاليا حول رأس الرجاء الصالح ورأس القرن. ويقول الكاتب أيضاً ان هذه الطرق القطبية ستسمح للسفن التجارية والعسكرية بتفادي المياه غير المستقرة سياسياً كالشرق الاوسط أو تلك المزدحمة بالقراصنة كجنوب بحر الصين.

أما النتيجة الطبيعية للابحار القطبي، فيراها تغييراً دراماتيكياً في انماط التجارة العالمية وتاليا مرحلة جديدة من العولمة لانها ستفرض منافسة اضافية بين قناتي السويس وبناما، الامر الذي يخفض كلفة عبور القناة ولان نقاط الاختناق مثل مضيق ملقة لا تعود قادرة على املاء انماط الشحن البحري. هذا غير الطرق البحرية السريعة التي ستصل مرافئ الشحن العملاقة بنظام واحد. فهناك خط سريع قيد الانشاء الان بين المرفأ القطبي مورمانسك في روسيا ومرفأ خليج هدسون في كندا المتصل بشبكة سكك مع اميركا الشمالية. واستعدادا لهذه المرحلة، بدأت احواض السفن في العالم بناء سفن قادرة على تحمل الثلج. ويستثمر القطاع الخاص مليارات الدولارات في اسطول من ناقلات النفط القطبية القادرة على اذابة الجليد ثم التقدم، أي الابحار دونما عوائق الى حقول النفط والغاز في القطب الشمالي.

إذاً دخل العالم مع الذوبان العظيم في مرحلة من التغيير الجذري وليس مصادفة ان تكون جمعيات ومؤسسات تعنى بالقطب أعلنت 2008 سنة القطب تخصصها لدراسة التغييرات والتوعية عليها فتملأها نشاطات ورحلات الى القطبين ونشر روبوتات في قعر المياه تسافر عبر الجليد لتدرس حركة المياه والتغير النباتي والحيواني وتفرز طواقم اخرى لدراسة التغييرات التي تلحق بالسكان الاصليين وبالنبات والحيوان القطبي، وفي الوقت نفسه تطلق القوى القطبية الخمس علماءها والخبراء الجيولوجيين الى المنطقة للتنقيب عن الثروات الموعودة. لكن المشاكل الناجمة عن الذوبان لا تحلها سنة قطبية أو غيرها، بل ادراك لحجم الأضرار وإصرار على عدم الانشغال بالثروات على حساب الكوارث البيئية. فما الارض في صدده من نتائج الذوبان يثبت ان السياسات المتبعة حى الان تعجز عن حماية الارض أو انقاذها وانه لا بد من سياسات جديدة صديقة فعلا للبيئة تستفيد من التكنولوجيا الحديثة لاستخدام الطاقة بالحد الادنى من الأضرار. ولا يبدو ان أمام سكان الارض متسعا من الوقت.

تعليقات: