الجنوبيّون يرزحون تحت وطأة الاحتلال المقنّع

من يحمي الجنوبيين من نار الحقد؟
من يحمي الجنوبيين من نار الحقد؟


خلّف الجيش الاسرائيلي بعد انسحابه من جنوب لبنان اكثر من 375000 الف لغم وقنبلة عنقودية منتشرة في الحقول وفوق التلال وعلى جوانب الطرق، وأحياناً بين البيوت. يكاد لا يمر أسبوع من دون ان يلقى مواطن جنوبي حتفه او يخسر عضوا من اعضائه بسبب الألغام والقنابل العنقودية.

لــم يتخلص الجنوبيون مــن عبﺀ الالــغــام الــذي يثقل كاهلهم وينكد عيشهم ويجعلهم غرباﺀ في أرضهم الــتــي لا يتمكنون مــن استغلالها واستعمالها وزراعتها، هذا عدا عن ان الالغام تقتل ابناﺀهم وتتسبب لهم بالاعاقات الدائمة وتحيل العيش في الجنوب كالعيش فوق قنبلة موقوتة.

وما يزيد الطين بلة صعوبة تحديد حجم المساحات التي تنتشر فيها الالغام بسبب غياب الخرائط والمعلومات.

ورفض اسرائيل تسليم خرائط الحقول الملغمة منذ اجتياح العام 1982.

تكمن خطورة الألــغــام في كونها مــزروعــة بصورة عشوائية، ومــن دون لافتات تحذير تشير الى وجودها وتنبه المواطنين إليها، ورغم تسييج عددكبير من الحقول، فإن الكثير من الأراضي لا تزال مشبوهة وتكتشف يوما تلو الآخر مع سقوط الضحايا. وطالما ان اسرائيل ترفض تسليم لبنان الخرائط ستبقى القنابل العنقودية من اخطر ما يهدد الجنوب واهله.

في هــذا الإطـــار اكــدت المسؤولة الإعلامية لمكتب تنسيق نزع الألغام التابع للأمم المتحدة داليا فران انه قد تمّ تفكيك نحو462 الف لغم منها60 الف لغم ضد الافراد من مخلفات الاحتلا ل الاسرائيلي، ونحو 5 آلاف قذيفة غير متفجرة حتى الآن. وتم تلف نحو 174 الف قنبلة عنقودية لغاية الآن.

ورأت فــران ان المشكلة الوحيدة الــتــي نــواجــهــهــا هــي "عـــدم وجــود معلومات دقيقة لدينا عــن مكان وعدد وانواع القنابل العنقودية، وهذا ما يهدد أمن المواطنين وحياتهم ويزيد من خطورة الوضع في جنوب لبنان". وتضيف ان محاولات التنسيق التي قامت بها اليونيفيل للحصول على" الخرائط المعلوماتية "من قبل اسرائيل لم تلق تجاوباً حقيقياً او صدى ايجابياً.

وما زالت دول عدة تهب المساعدات لإزالــة القنابل العنقودية، وتساهم هذه الدول بطريقة او بأخرى في انقاذ ما يمكن انقاذه كي لا يدفع الجنوبيون او الأراضــــي الــزراعــيــة ثمن الحرب الإسرائيلية ومضاعفاتها على الجنوب بشكل خاص ولبنان بشكل عام. وتقول المسؤولة الإعلامية لمكتب تنسيق نزع الألغام: "ان جهود الدولة اللبنانية تتمثل بالجيش اللبناني ومايقدمه من خدمات على الأرض متحدياً المخاطر المحدقة به من كل صوب".

أعلنت إسرائيل، في تقرير أصدرته في 24 كانون الثاني، 2007 براﺀتها من الاتهامات الموجهة إليها بخصوص خرقها للقانون الدولي باستعمالها القنابل العنقودية في حربها مع حزب الله. كما صرح الجيش في بيانٍ له أن كبير محققيه، اللواﺀ غيرشن هاكوهن، قال إنه "من الواضح أن معظم الذخائر العنقودية قد أسقِطت على مناطق مفتوحة وغير مأهولة تقوم فيها قوات حزب الله بعملياتها". في حين تؤكد الامم المتحدة ان اسرائيل القت نحو مليون قنبلة على لبنان بين 12 تموز و14 آب 2006 وان 40% منها لم تنفجر لدى ارتطامها بالارض وهي منتشرة في بلدات وحقول في الجنوب اللبناني.

تعليقات: