ليلى حجازي.. عام على الرحيل

ليلى أحمد حجازي  ١٩٤٦_٢٠٢١
ليلى أحمد حجازي ١٩٤٦_٢٠٢١


ها هو الأول من ديسمبر ،يطل علينا هذا العام بارداً،حزيناً ،

مكتئباً فلا دفئ ولا سمر ولا ابتسامات.

ها قد مضى عام على رحيلك يا أختي وفي القلب غصة،

وفي حنايا الذاكرة الف صورة والف ذكرى.

كنا صغاراً، وكنتي كبيرتنا والمساعد الأول لأمي في تربيتنا وفي أعمال المنزل والحقل.

وتحملتي ظروف الحياة وقساوتها .ولم يتوفر لك التعليم ٱنذاك لأن البنت للمنزل ولبناء الأسرة ،فحرمتي من المدرسة .

لكن الحياة علمتك واكسبت شخصيتك القوة والعزيمة.

في التهجير الأول من عام ١٩٤٨ يوم المجزرةكان عمرك سنتان وكبرتي على تحمل المٱسي والصعاب.

وفي التهجير الثاني بعد حرب ال٦٧ ،ذهبنا الى كفررمان بعدما زادت حدة القصف الصهيوني على بلدتنا حولا.

وخلال تلك السنوات كنتي الأم والأخت والمربية.كنتي كل الحياة.

وخلال هذه المدة ، تزوجتي وبدأت رحلة جديدة من حياتك واكتملت عائلتك وقمتي بكل ما يلزم من اجل سعادة الزوج والابناء .وتسجلتي في مدرسة محو الأمية لتتعلمي وتكوني خير مساعد في تعليم عياد وزياد ومريم وباسم.

واثناء فترة الإحتلال التي امتدت من العام ١٩٧٨ حتى العام ٢٠٠٠ ،كنتي "حارسة الدير" وصاحبة الموقف الصلب بوجه المحتل وعملائه.

وكنت السند للمقاومين الى أن جاء العام ١٩٩٤ وخطف العملاء من احضانك عياد وزياد وادخلوا معتقل الخيام سيء الذكر

ليخرج عياد بعد اربعة سنوات ونصف ويستمر اعتقال زياد حتى العام٢٠٠٠ يوم انسحاب المحتل وعملائه.

وقاسيتي من ظلم السجان وبطشه مع كل زيارة للمعتقل وتحملتي ما لا يتحمله إنسان.

أذكر عندما عانيتي من ٱلام في الكلى بسبب تراكم الحصى وتقفين على المعابر لساعات ،متحملة قساوة البرد والمطر لكي تجري عمليات التفتيت المتكررة في صيدا.

وأذكر كيف الم بك داء السكري بسبب القهر والحزن .

الى أن توج مرض سرطان البنكرياس رحلة العذاب ورسم الخاتمة الحزينة في الأول من ديسمبر من العام ٢٠٢١.

في ذكرى حضورك الأول ، ننحني، ونقبل الأرض التي احتضنك .

لروحك السلام الأبدي ،ولسيرتك الحسنة خير معين.

تعليقات: