اللبنانيات يخسرنّ العناية بجمالهن ومظهرهن توفيراً واقتصاداً

اضطر بعض أصحاب صالونات التجميل إلى إغلاقها (Getty)
اضطر بعض أصحاب صالونات التجميل إلى إغلاقها (Getty)


غيّرت الأزمة الاقتصادية الكثير من يوميات اللبنانيات واللبنانيين. فالبلد الذي اشتهر بمواكبة كل صيحات الموضة والأناقة ومتابعة سيداته، خصوصاً، كل جديد في مجال العناية بالجمال، يشهد اليوم تراجعاً ملحوظاً على هذا الصعيد.

وإذا كان "مخزون" الثياب قد يخدم لسنوات، فإن العناية بالمظهر كتصفيف الشعر وطلاء الأظافر ووضع الماكياج هو روتين يومي. فكيف تتعاطى اللبنانيات مع واقعهن الجديد؟ وهل "موسم" الأعياد يختلف عن سائر أيام السنة؟ وماذا يقول أصحاب الاختصاص في هذا المجال؟


عادات تغيرت

اعتادت مايا الذهاب إلى صالون تصفيف الشعر بشكل يومي تقريبًا. تقول لـ"المدن" "كنت أطلي أظافري مرة في الأسبوع. ولكن مع ارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه، بدأت أهتم بمظهري في المنزل، وفي الحالات القليلة التي تسمح فيها الميزانية، أزور مصفف الشعر".

تتجه الكثير من النساء، على غرار مايا، إلى الاهتمام بجمالهن في المنزل وتوفير المال للمناسبات الكبيرة والأعياد. ولكن نسبة قليلة منهن لم تسمح للأزمة الاقتصادية بتغيير عاداتهن. الشابة رنا واحدة منهن. تقول "تؤثر الأزمات المتعددة في البلد على حالتي النفسية كما معظم الناس. لذلك أصرّ على مواصلة الاهتمام بمظهري كفسحة تسمح لي بالاسترخاء والحفاظ على معنوياتي مرتفعة. لا يمكنني أن أحرم نفسي من هذه الراحة لأنها من أولوياتي".


صالونات أغلقت وأخرى تعاني

تأثرت صالونات تصفيف الشعر بشدة جراء الأزمة الاقتصادية. اضطر بعض أصحاب الصالونات إلى إغلاقها كما يكشف مصفف الشعر إيهاب لـ"المدن". يشرح "نستورد بضاعتنا بالدولار الأميركي ونتقاضى أرباحنا بالليرة اللبنانية، وبسبب الأزمة، تراجعت نسبة الزبائن بنسبة 50% تقريباً. لم نعد نرى وجوهاً كنا اعتدنا على رؤيتها بشكل متكرر". يعطي مثالاً "صبغة الشعر". يقول: "كانت بعض السيدات يصبغن شعرهن مرّة كل شهر أو كل عشرين يوماً، ولكن اليوم يقمن بصبغه كل شهرين، أو يفعلن ذلك بأنفسهن في المنزل". ينهي إيهاب حديثه قائلاً "الملفت أننا في المناسبات كنا بالكاد نستطيع تلبية احتياجات الزبائن، أما اليوم فالوضع مختلف. صحيح أن أعداد الزبائن تزداد نسبياً في فترة الأعياد لكنها تبقى أقل بكثير من المناسبات السابقة. وما نجنيه تستنزفه الإيجارات والكهرباء وتكلفة المازوت التي باتت كبيرة جداً".


خطوات مبتكرة

قبل الأزمة الاقتصادية، كانت الفتيات يذهبن إلى خبيرات التجميل لوضع الماكياج في كل مناسبة. ومع تفاقم الأزمة، أصبح الأمر يتطلب خطة مدروسة وميزانية ليست بالمتواضعة أبدًا، فالأسعار وإن انخفضت على تسعيرةِ الدولار، إلا أنها تبقى "موجعة" بالليرة اللبنانية.

في هذا السياق، تقول خبيرة الماكياج نور لـ"المدن": "تغير الإقبال على الماكياج، حيث أصبحت النساء يأتين فقط عند الضرورة أو للمناسبات الهامة مثل حفلات الأعراس والمناسبات العائلية المهمة كعمادة ابن أخ أو عرس أخت أو احتفالات". وتضيف: "هناك نوعان من الزبائن، منهن من تتفهم الوضع الحالي وتعتبر السعر على الدولار أرخص وتعرف أن ذلك من الكماليات، ومنهن من تشكو وتحتج، ونضطر في بعض الأحيان إلى تذكير الزبونة أن الوضع صعب على الجميع"..

وتختم: "لجأنا إلى وسائل متعددة لمراعاة الزبائن، وأصبحنا نتطلع لخطوات مبتكرة مثل وضع الماكياج على العيون فقط وإعطائها بعض النصائح لتتمكن من إكمال وضع الماكياج على وجهها في المنزل".


العناية بالأظافر

يعد سوق ترتيب وتقليم الأظافر وتزيينها أكثر انتعاشاً من الشعر والماكياج. فحسب خبيرة العناية بالأظافر تانيا: "الأظافر هي الشيء الوحيد الذي لا يمكن تجاهله، إذا كانت المرأة تريد الظهور بمظهر مرتب. لذلك تأثر هذا السوق أقل من سواه. يعود إلى أن هناك دوماً إقبالاً من فئة كبيرة من النساء اللواتي لا يعرفن كيفية وضع طلاء الأظافر. ومع ذلك، ثمة سيدات تسعَين لتوفير التكاليف من خلال إحضار الطلاء الخاص بهنّ، وبعضهن تتغيّب فترة ثم تعود وعند سؤالنا لها "أين هذه الغيبة؟" تجيب "عم مشي حالي بالبيت".

...وعلى هذا المنوال، تحاول اللبنانيات تدبير أمورهن والموازنة بين الاهتمام بمظهرهن و"الترتيب"، كما يجمّلن التوصيف، وبين تخفيف الكلفة على ما قد يعتبر من الكماليات، وإن كان الأمر يتطلب جهداً ووقتاً.

تعليقات: