صبحي القاعوري: اسعد ابو خليل وناجي حايك وما بينهما

المناظرة بين الدكتور اسعد ابو خليل والدكتور الطبيب  ناجي حايك
المناظرة بين الدكتور اسعد ابو خليل والدكتور الطبيب ناجي حايك


شاهدت واستمعت الى المناظرة بين الدكتور اسعد ابو خليل والدكتور الطبيب ناجي حايك عضو المجلس السياسي في التيار الوطني ، وبدون شك كان الحوار راقياً لما يتمتع به الدكتورابو خليل من افق واسع والى ما بعد بعد القومية العربية الذي يؤمن بها ، وكذلك الدكتور حايككان راقياً في حواره بالرغم من اتساع رقعة الخلاف فيما بينهما لمفهوم لبنان الدولة .

الدكتور ابو خليل بسعة صدره ينطلق بادبياته من الواقع ومن حجم كل من الخصم السياسي ومن الصديق ويعطي لكل ذي حق حقه ، بعكس الدكتور حايك الذي ينطلق من افق ضيق في مفهوم لبنان الدولة ويؤيد بقناعة تامة قيام " الكنتونات " ، ولبنان مساحته لا تتجاوز مساحة معدتي اذا قطعتها الى قطعتين خرجت الحياة منها ويتهاوى الجسد ليصبح بلا حراك لا حياة فيه ، وهكذا لبنان اذا تقطع الى دويلات ، ان يصبح لبنان بلا حياة، وتكثر الصراعات كما كانتيوما ما الامارات وعهد المتصرفية.

الدكتور حايك لم يكن موفقاً في طرحه الوجود السوري وكيفية معالجته ولا الانفتاح على الشقيقة سورية وهو يفضل اعادة العلاقات ومع ترسيم الحدود البرية والبحرية .

الدكتور حايك مع انه حليف لحزب الله الا انه لا يرى لزوم لوجود السلاح بايدي المقاومة ويجب ان يكون السلاح فقط في يد الدولة فهي الحامية للوطن والمواطن ، وهنا لا نعرف اذا كان الدكتور حايك يعيش في لبنان او في ادغال افريقيا ؟ في وجود الدولة كان العدو الصهيوني يسرح ويمرح في الجنوب ويقتلابنائه رجالاً ونساءً واطفالاً ويدمر المنازل ويحرق المحصول كل هذا امام اعين الدولة ولا حراك حتى ولا احتجاج ولا التجرؤ بتقديم شكوى الى مجلس الامن لئلا يغضب المحتل واميركا .

كم كنا نتمنى على الدكتور حايك ان يسأل مؤسس التيار فخامة الرئيس ميشال عون وكان قبلها قائداً للجيش ، هل بامكان الدولة رد اعتداءات العدو الصهيوني على لبنان اذا ما حصلت ؟ اذا كان الجواب بالايجاب سنكون كلنا مع الدكتور حايك ، والغريب في الامر الدكتور حايك لم يتطرق لاي سلاح سوى سلاح حليفه ، وتعامى عن سلاح القوات وسلاح الكتائب وسلاح الاشتراكي والمستقبل وووو كل بيت في لبنان فيه اسلحة .

الدكتور حايك يعتبر اسرائيل عدوة ، ولكن ليس من مسئولياته تحرير فلسطين وحتى القدس وحتى المقدسات المسيحية كل هذا بسبب نظرته الضيقة لمفهوم السيادة ولإيمانه بالكنتون .

وبالرغم مما سرج به الدكتور حايك فان الحوار الراقي يعتبر اساساً للبدء بحوارات تكون على هذا المستوى من التفاهم الصريح قد يؤدي ببناء دولة حديثة نظامها الدولة المدنية .

* الحاج صبحي القاعوري


العودة إلى الصفحة الرئيسية

تعليقات: