صنوبر حاصبيا والعرقوب عرضة لأمراض خطرة تطيح بأشجاره


حاصبيا :

تفتك أمراض خطرة بأحراج الصنوبر في منطقتي حاصبيا والعرقوب منذ سنوات عدة. وتهدد الأمراض الثروة الحرجية باليباس والزوال في ظل انعدام المعالجات الجدية، وغياب غير مبرر للجهات المعنية في وزارة الزراعة، والجمعيات البيئية. يواجه مزارع حاصبيا مشكلة صنوبره وحيداً وبإمكانيات محدودة ووسائل بدائية.

ويتحدث بعض المزارعين عن مرض غريب يضرب الصنوبر، ليضاف الى الأمراض المعروفة سابقاً. تظهر عوارض المرض على البراعم الصغيرة، ثم تذبل الأوراق بعد أسابيع قليلة ليضرب اليباس الأغصان انطلاقاً من اعلى الى أسفل. ويترافق ظهور المرض مع وجود ديدان صغيرة وبكثافة تنقر الجذوع على شكل ثقوب متقاربة، مما يؤدي إلى موت شجرة الصنوبر بالكامل في خلال بضعة اشهر. أدت الظاهرة المرضية حتى الآن إلى يباس عشرات الأشجار من احراج الصنوبر في منطقتي حاصبيا والعرقوب، المنتشرة على مساحة ٣٠ كيلومتراً، وبعرض يتراوح بين ٢ و٣ كيلومترات. وهي تمتد من مرتفعات بلدة الكفير شرقاً وحتى كفرحمام غرباً مروراً بشويا وعين قنيا والفرديس وراشيا الفخار. وتقدر أشجارها بحوالى مئة الف شجرة تتوزع ملكيتها بين الأهالي والبلديات، التي تسعى ضمن إمكاناتها للمحافظة على هذه الثروة الصنوبرية، علماً انها تشكل مصدراً مادياً لصندوق البلديات، ومصدر رزق لمئات العائلات، خصوصاً بعد تجاوز سعر الكيلو حوالى ٥٠ الف ليرة هذا العام.

يتخوف المزارع شفيق ابو صالحة من هلاك ثروته الحرجية، ويشير إلى أن المرض الذي يفتك بها خطير وجديد، ويتسع نطاق الأشجار المصابة لتتجاوز نسبتها خلال اقل من عام الـ ٣٥ في المئة.

ويشير ذياب ابو سعد من بلدة الخلوات الى انه بالاضافة الى الأمراض المستعصية التي يتعرض لها الصنوبر سنوياً، مثل الفطريات والصندل الذي انتقل من الصنوبر البري الى الصنوبر المثمر، هناك موجة الحرائق التي التهمت في العام الماضي مساحات واسعة في خراج بلدتي الكفير والخلوات، دون اي تعويض عن الخسائر او وضع خطة لمكافحة اية حرائق محتملة. كل ذلك تسبب في تراجع الإنتاج وخسائر لدى الملاكين والمتعهدين. وناشد المعنيين حماية هذه الثروة، والقيام بحملة تشجير للمشاعات في مختلف القرى لتقليص مساحات التصحر، وتأمين مورد رزق لعشرات العائلات والبلديات.

من جهته ناشد رئيس بلدية راشيا الفخار غطاس الغريب وزارتي الزراعة والبيئة العمل على تشجيع زراعة الصنوبر والاعتناء بها، ومساعدة البلديات في تشحيلها وتنظيفها وحمايتها من النيران، عبر إقامة طرق زراعية داخل الأحراج تجنباً للحرائق وتسهيلاً لمكافحتها. واكد أن الأحراج الصنوبرية تشكل مورداً مادياً هاماً للبلديات، وتخلق فرص عمل لأبناء القرى، وشجرة الصنوبر تشيع مناخاً صحياً ونقياً، وتكاد تكون الشجرة الوحيدة التي تعطي الأوكسيجين على مدار الـ٢٤ ساعة. وطالب وزارتي الزراعة والبيئة تحريج ما تبقى من مشاعات البلديات والأراضي البور، مذكراً أنه بعد الحرائق التي التهمت مناطق واسعة من أحراج لبنان في الصيف الماضي، عملت جمعيات محلية ودولية على إستصلاح الأحراج المحروقة وغرسها بأشجار الصنوبر، مشيراً الى ان هذه المساهمة ورغم اهميتها، لا تكفي اذا ما تبعتها خطوات اكثر جدية وفعالية«.

واشار مصدر مسؤول في مكتب حاصبيا التابع لوزارة الزراعة، الى انه تم تسليم البلديات المعنية كافة، كمية من الأدوية المخصصة لمكافحة دودة الصندل، على ان تتولى البلديات رش الغابات على عاتقها. كما عمل المكتب من جهته على رش العديد من أحراج الصنوبر، ورش بعض اشجار السنديان التي ظهرت عليها آثار مرضية، ومنها سنديانة معمرة في بلدة الخلوات. ولفت الى ان استعمال مضخة الرش في مثل هذه الحالات، غير مجدٍ بالكامل لأنها لا تطال اعلى الشجرة التي يزيد ارتفاعها عن ١٥ متراً، والافضل استخدام المروحيات في عملية رش المبيدات.

تعليقات: