هيئة إنماء المنطقة الحدوديّة الجنوبيّة: خطة نهوض المنطقة هي الأهم


المهندس واصف شرارة رئيس «هيئة إنماء المناطق الحدودية الجنوبية»: الهيئة عملت في أصعب ظروف الاحتلال الإسرائيلي، والآن تستعد لخطة عمل جديدة بعد أن شطبت صفة «المحتلة» من اسمها بعد تحرير العام 2000.

لأن المنطقة المحررة في الجنوب تعاني من مشاكل عديدة، وضعت هيئة إنماء المنطقة الحدودية المحررة بعض الحلول الممكنة لدعم صمود أهاليها.

عن مسألة الأراضي الزراعية المهملة وخطة إعادة إحيائها يقول رئيس الهيئة م. واصف شرارة. في معظمها يلزمها الاستصلاح ليتكون مصدر عيش تمكن المزارع من البقاء في أرضه. فوجود طرقات زراعية تمكن المزارعين من الوصول إلى أراضيهم مسألة حيوية وهذا ما عملت عليه الجمعية لإقامة البنى التحتية اللازمة. خصوصاً وأن الأرض الزراعية البعلية لا يوجد فيها مصدر للري. فكان من الضروري إقامة المشاريع المائية. وشكا شرارة من وجود الألغام التي تعيق حركة المزارعين، ولأن هذه الألغام تمنعهم من استثمار الأراضي والمستشفيات والمراكز. ويحدد شرارة أسباب إنشاء هذه الهيئة فيقول: المنطقة تشكو من قلة المستشفيات، والمراكز الصحية غير موجودة، وفرص العمل معدومة وتزيد من نسبة النزوح ممن الأرياف نحو المدن والهجرة إلى بلاد الاغتراب.

يضيف شرارة: بسبب هذه المشاكل الآنفة الذكر كان من الضروري إنشاء هيئة إنماء المنطقة الحدودية المحررة. ووضعنا خطة عمل لحلول تدعم صمود الأهالي في هذه المنطقة ومنها: إقامة المشاريع المائية كالسدود الصغيرة، وبرك تجمع المياه، ورصد الاعتمادات لاستصلاح الأراضي المهملة، وشق الطرقات الزراعية التي تمكن المزارعين من الوصول إلى حقولهم، وإقامة البنى التحتية في البلدات والقرى، وتأهيل المراكز الصحية والمستشفيات، وإنشاء المزيد منها وتوفير القروض الزراعية الميسّرة للمزارعين، إضافة إلى الإسراع في عملية إزالة الألغام، وإقامة مشاريع تصنيع المنتجات الزراعية لتسويق الإنتاج ودعم التعاونيات والجمعيات الأهلية.

الأهداف والغايات

وعن أهداف الجمعية وظروف إنشائها قال شرارة: إنها هيئة أهلية أنشأتها مجموعة من شباب المنطقة وهم الرئيس واصف شرارة نائب الرئيس طارق شهاب وأمين السر رائف صوفان، أمين الصندوق محمد غانم وممثل الجمعية تجاه الحكومة جرجس بشارة أما حسن أبو عمار وحسين حيدر وزكي طه وحاتم صادر وعلي مهنا فهم أعضاء الهيئة.

العمل الميداني... و«الإغراءات»

وعن البدء الفعلي للعمل الميداني للهيئة يقول شرارة: باشرت الهيئة عملها عبر تقديم مساعدات عينية ومالية وإنسانية مكنت البعض من البقاء والصمود وأبعدتهم عن بعض الإغراءات المسمومة التي كان يقدمها العدو بهدف التقرب من الناس تمهيداً لاستمالتهم ونقلهم إلى دائرة اهتمامه، كما عملت على تقديم خدمات اجتماعية في أكثر من بلدة وقرية وقامت بتسجيل العديد من الطلاب ودفعت الرسوم المستحقة عنهم وأمنت لبعضهم الكتب والقرطاسية واللوازم المدرسية كما ساعدت بعض المدارس في المنطقة بتقديم المحروقات، لزوم التدفئة في فصل الشتاء، حيث كان يتعذر على الأهالي وعلى الهيئة التعليمية تأمينها.

...بعد التحرير

وعن خطة عمل الهيئة بعد التحرير في العام 2000 قال شرارة: تقدمنا بطلب بعد التحرير مباشرة لتعديل التسمية التي حصلت بموجبها على العلْم والخبر حيث كانت تسميتها عند الانطلاقة (هيئة إنماء المنطقة الحدودية المحتلة) ثم أصبحت بإسمها الحالي بعد التعديل وهو «هيئة إنماء المنطقة الحدودية» وهي تعمل منذ ذلك الوقت على تقديم بعض الخدمات الاجتماعية والإنسانية والمالية، وتقديم المساعدات الغذائية شبه الدورية، والتي تستحصل عليها من رجال الأعمال وأهل الخير والإحسان، إضافة إلى التبرعات والاشتراكات ومساهمات الأعضاء وبعض الهبات التي تقوم الهيئة بتوزيعها بشكل محدود. وقامت الهيئة خلال هذا العام بتوزيع كميات من المحروقات لزوم التدفئة خلال فصل الشتاء، كما أمّنت أدوية وبدل نفقات علاج واستشفاء لبعض الحالات. وتقوم الهيئة شهرياً بتوزيع حصص من المواد الغذائية على بعض المحتاجين الذين لا معيل لهم على الإطلاق في بعض قرى بنت جبيل وعيناتا وعيترون وميس الجبل ورميش، كما أنها ساهمت بنقل وتوزيع كميات كبيرة من الشتول الحرجية إلى المناطق الحدودية.

«هيئة إنماء المنطقة الحدودية الجنوبية» تعمل بصمت وشعارها خدمة الناس ومساعدتهم حق وواجب.

تعليقات: