موسم المونة بدأ: الزعتر والكشك بالدولار.. والتعويل على المغتربين

تبقى أسعار المونة في القرى أقل منها في المحال التجارية (علي علوش)
تبقى أسعار المونة في القرى أقل منها في المحال التجارية (علي علوش)


يجلس أبو محمد أمام "الدست" يلقّم النار تحته، فيما ينشغل نجله بمراقبة القمح وهو يغلي، بينما يُحضّر أخواه الحبال و"البكرة" لنقل القمح إلى سطح المنزل، حيث تنتظر أم محمد "الخير" لفرشه على الأرض بغية تنشيفه، تمهيداً لنقله إلى المطحنة وإنتاج البرغل. فبعد انتهاء عاشوراء، باشر الجنوبيون بإنتاج المونة الشتوية، حيث تعتمد هذه العائلة التي تسكن في قرى إقليم التفاح على موسم المونة كجزء أساسي من مدخولها السنوي.

الموسم الماضي ارتفعت الشكوى من أسعار المواد الأساسية المخصصة لإنتاج المونة، ويومها لم يكن الدولار قد تجاوز الأربعين ألف ليرة، بينما هو اليوم على أعتاب التسعين ألفاً، لذلك سيكون البيع بالدولار هذا الموسم، يقول أبو محمد في حديث لـ"المدن"، مشيراً إلى أن التأثير الأكبر على الأسعار سيكون لليد العاملة، والغاز وعملية الطحن.


الاستهلاك لم يعد كما كان

يُنتج أبو محمد ما يزيد عن 10 أصناف من المونة، من البرغل إلى الكشك والصعتر واللبنة والملوخية والفريك ورب البندورة والبامية والفاصوليا على أنواعها وغيرها. لكن الاستهلاك المحلي لكل هذه الأنواع انخفض عن السابق. فحسب أبو محمد، تلتزم الناس بشراء الأساسيات المحصورة بالبرغل والكشك والصعتر. إذ تُعتبر باقي الأصناف من الكماليات في المنزل. لذا، ستؤخذ هذه المسألة بالاعتبار هذا الموسم.

يعوّل الرجل -حسب حديثه- على المغتربين الذين يشترون المونة قبل سفرهم إلى البلاد التي يعيشون فيها، مشيراً إلى أن الأسعار على المغتربين لا تعتبر ثقيلة، بينما العكس على العوائل التي تعيش في لبنان.


أسعار المونة هذا العام

في الموسم الماضي كان سعر كيلو الكشك لا يتجاوز 500 ألف ليرة كحدّ أقصى، بينما هذا العام سيصل سعر كيلو الكشك إلى حوالى 20 دولاراً، فكل المواد المستخدمة في صناعة الكشك ارتفع سعرها. فعلى سبيل المثال ارتفع سعر سطل لبن البقر 5 كيلو من 150 ألف ليرة الصيف الماضي إلى 450 ألف ليرة هذا الصيف، ويبلغ ثمن سطل لبن المعزى 5 كيلو 400 ألف، أي ازداد الثمن ثلاثة مرات، وهذا الأمر سينعكس على سعر الكشك. بينما سيرتفع سعر كيلو الصعتر البلدي الجاهز حوالى 5 أضعاف هذا الموسم مقارنة بالسابق، فبعد أن كان يُباع العام الماضي بـ350 ألف ليرة، سيُباع هذا العام بحوالى مليوني ليرة أو أكثر بقليل، أي حوالى 22 دولاراً، علماً أن سعر كيلو الصعتر الأخضر (الورق) يبلغ مليون ليرة، أما سعر كيلو السماق فيبلغ 7 دولارات.

الملوخية الخضراء تُباع هذا العام بسعر 4 دولارات للكيلو الواحد، بينما سعر البرغل سيتراوح ما بين دولارٍ ودولارين للكيلو، على أن يتقرر السعر بعد الإنتاج لاحتساب الكلفة كاملة، علماً أن السعر العام الماضي كان يترواح ما بين 40 و50 ألف ليرة.

يقول أبو محمد أن كل الأسعار في البلد صارت بالدولار، وعلينا أن نلحق بالأسعار إذا أردنا الصمود والاستمرار، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن أسعار المونة في القرى أقل منها في المحال التجارية. وذلك بسبب الاعتماد على أفراد العائلة بالعمل.

عودة إلى الصفحة الرئيسية

تعليقات: