استقرار المنطقة بخطر: حواجز بين عين إبل وبنت جبيل؟

الغليان يضرب تلك المنطقة الجنوبية (الأرشيف)
الغليان يضرب تلك المنطقة الجنوبية (الأرشيف)


لطالما كانت العلاقة بين القرى الجنوبية المسلمة وتلك المسيحية جيدة جداً، الأمر الذي يتعرض اليوم من بوابة عين إبل وجيرانها إلى هزّات شبه يومية، بدأت الشهر الماضي إثر مقتل المسؤول السّابق عن إقليم بنت جبيل في حزب "القوات اللبنانية" الياس الحصروني الملقّب بـ"الحنتوش"، وظهور فيديو يعزز فرضية تعرضه للخطف والقتل.

بدأت المشكلة مع الجريمة وتفاقمت بتصريحات سياسية لمسؤولي حزب القوات ومناصريه تتهم حزب الله بجريمة قتل الحصروني، من باب كونه الحزب المسلح الذي يسيطر على الأرض في تلك البقعة الجنوبية، الأمر الذي ترافق مع تحركات شعبية في عين إبل للمطالبة بالكشف عن الحقيقة في تلك الجريمة، وهو ما بدأ يُثير الحساسيات بين أهالي عين إبل وأهالي القرى المجاورة كبنت جبيل وعيتا الشعب.


من عين إبل إلى مفرق بنت جبيل

البداية كانت من حادثة تعرض لها 5 شبان كانوا على متن أربع دراجات نارية، عائدين من بنت جبيل في طريقهم إلى بلدتهم عيتا الشعب ومروا عبر بلدة عين إبل منذ 10 أيام، حين لاحقتهم ثلاث سيارات رباعية الدفع وأوقفتهم عند مدخل رميش، وترجّل منها مسلحون، عرّف أحدهم عن نفسه بأنه "مخابرات الجيش"، وطلبوا هوياتهم واعتدوا عليهم بالضرب وطلبوا منهم عدم المرور بعين إبل مرة أخرى تحت طائلة التهديد.

لا ينفي رئيس بلدية عين إبل هذه الحادثة، لكنه يدحض بعض تفاصيلها، إذ يُشير عماد اللوس في حديث عبر "المدن" إلى أن المشكلة تكبر على وسائل التواصل الاجتماعي، فيتم تضخيم الحوادث، إذ لم يتم التعدي على الشبان الذين كانوا يمرون في البلدة بعد منتصف الليل، وأصوات دراجاتهم النارية كانت مرتفعة، فأوقفتهم مجموعة من الشبان، وحصل تلاسن بينهم.

يؤكد اللوس أن واجب حفظ النظام يقع على عاتق الشرطة البلدية لا شبان البلدة، ولا يجوز لأحد لا يحمل صفة أمنية أن يطلب هويات أحد من المواطنين، وعين إبل بلدة مفتوحة للجميع.

حذّر أهالي عيتا الشعب وبنت جبيل من ممارسات شبان عين إبل، وطلبوا من الأجهزة القيام بواجبها بعد نشرهم أسماء الشبان الذين تعرضوا لهم في البلدة، لكن يبدو أن أحداً ما قرر التصرف من تلقاء نفسه، فكانت الحادثة صباح اليوم الأربعاء، حسب معلومات "المدن" الساعة 8 صباحاً، حين كان يمر أحد أبناء عين إبل بسيارته متوجهاً إلى عمله في مصرف بنك الإعتماد في بنت جبيل، فأوقفه شخصان ملثمان في المنطقة الواقعة بين عين إبل وبنت جبيل، ضربوا على غطاء سيارته وسألوه "من وين"، فأبلغهما أنه من عين إبل، فطلبوا عودته إلى قريته، وقالا له -حسب المعلومات- "متل ما عندكم زعران بتسكر طرقات، عنا زعران بتسكر طرقات".

تعرض شخص آخر من عين إبل إلى الحادثة نفسها مع الملثمين اللذين كانا يسمحان لأبناء قرى أخرى بالمرور، واستمر الحال هكذا لبضع دقائع قبل أن يُغادرا المنطقة.

يؤكد رئيس بلدية عين إبل هذه الواقعة بتفاصيلها، مشيراً في حديثه لـ"المدن" إلى أن أحداً لم يتعرض للضرب أو الاعتداء، وما حصل لا يعبر عن موقف أهالي بنت جبيل، فالمدارس اليوم في عين إبل تعمل بشكل طبيعي والتلامذة من كل القرى وصلوا إلى مدارسهم ولا يوجد أي حواجز كما يُقال على وسائل التواصل.

حسب معلومات "المدن" فإن الحادثتين أثارتا قلق المسؤولين في تلك المنطقة الجنوبية، وهناك مساع للتواصل بين المعنيين في بنت جبيل وعين إبل وعيتا الشعب لوضع حد لهذه الممارسات الفردية المرفوضة، وقد يحصل لقاءات في هذا السياق خلال الساعات المقبلة بتوجيه من مرجعيات سياسية، لأن أي حادثة من هذا النوع قد تكون مدخلاً لحوادث أكبر لا يتمناها أحد تضرب الاستقرار في القرى الحدودية الجنوبية.


الحل بيد الدولة

رغم أن وسائل التواصل الاجتماعي تضخّم هذه الحوادث، إلا أن ذلك لا ينفي أن الغليان يضرب تلك المنطقة ومن المرجح حصول صدامات في أي لحظة، خصوصاً بظل وجود من يلعب على هذا الوتر استكمالاً لتداعيات جريمة مقتل الحصروني.

بحسب معلومات "المدن" لا يزال التحقيق بهذه الجريمة مستمراً، على عكس ما يُشاع، لكن بحسب رئيس بلدية عين إبل فإن المطلوب من المسؤولين الرد على التصريحات التي تتحدث عن وقف التحقيق، ويقول: "لا يمكننا الحكم على واقعية التصريحات فلسنا الجهة المخولة بذلك، فمن يتحدث هم مسؤولون بالحزب الذي ينتمي اليه الحصروني، فلماذا لا يأتي الرد من قبل وزارة الداخلية أو الأجهزة الأمنية"، كاشفاً أن اهل الضحية لا يعرفون شيئاً عن التحقيقات، وهم لا يعرفون لماذا قُتل إبنهم.

في كل هذه الحوادث المطلوب واحد، وهو سرعة تدخل الأجهزة الأمنية للقيام بعملها، فالتحقيق بالجريمة أمر ضروري لإعلان النتائج، كذلك عدم التهاون مع تصرفات ميليشياوية فردية من أي جهة أتت.

تعليقات: