عاشقة مصر.. الفنانة نجاح سلام وداعاً


رحلت الفنانة الكبيرة نجاح سلام، مطربة العروبة و صاحبة أغنية يا أغلي اسم في الوجود يا مصر، عن عالمنا وذلك عن عمر 92 عاماً.

وأعلنت سمر سلمان العطافي ابنة الفنانة الكبيرة نجاح سلام، وفاة والدتها عبر صفحتها على موقع التواصل الإجتماعي "الفيسبوك" قائلة: "وانتهي المشوار يا عروبة ماما في رحاب الله".

نجاح سلام.. إحدى عمالقة الطرب ونجمات الزمن الجميل اللاتي أحببن مصر فأحبها الملايين فى العالم العربى، فهي صاحبة صوت العروبة والنضال والقوة والحب والوطنية التى غنت لمصر، إنها الفنانة نجاح سلام.

ونتطرق في السطور التالية إلى بعض الصفحات الخاصة برحلة حياتها.

حياة الفنانة نجاح سلام

ولدت الفنانة نجاح سلام في بيروت 13 مارس من عام 1931، عرفت الفنانة الكبيرة بموهبتها خلال الحفلات المدرسية، وفى عام 1948 صحبها والدها إلى القاهرة، وتعرفت على كبار الفن وعمالقة الطرب ومنهم كوكب الشرق أم كلثوم والموسيقار فريد الأطرش وشقيقته المطربة أسمهان والشيخ زكريا أحمد وغيرهم، وفي عام 1949 سجلت لشركة بيضا فون أول أغانيها وهي «حول يا غنام»، وأغنية يا «جارحة قلبي»، وبعدها انطلقت فى مسيرتها الفنية وغنت في مصر و حلب، ودمشق، وبغداد، ورام الله.

غنت في حب مصر لمصر:« يا أغلى اسم فى الوجود»، والتى حاربت وناضلت بصوتها فاهتز بصوتها الكيان الصهيونى، اللبنانية مولدا والمصرية قلبا وقالبا والعربية الأصيلة كيانا وروحا، نجاح محيي الدين سلام، حفيدة الشيخ عبد الرحمن سلام مفتي لبنان، وابنة الفنان والأديب محيي الدين سلام أحد أبرز الملحنين وعازفي العود في لبنان والوطن العربي والتى عشقت الغناء والطرب وتعلمت أصوله من والدها.

وانطلقت نجاح سلام فى مسيرتها الفنية ومثلت أول أدوارها السينمائية فى فيلم "على كيفك"، ثم فيلم "ابن ذوات" الذى غنت فيه عدد من الأغنيات التى زادت من شهرتها ونجاحها ومنها: «برهوم حاكيني»، «الشاب الأسمر»، وغيرها، ثم مثلت فيلم «الدنيا لما تضحك» مع شكري سرحان وإسماعيل ياسين، ثم فيلم «الكمساريات الفاتنات» مع كارم محمود، وفيلم سر الهاربة مع سعاد حسنى، وغيرها، وفي فيلم «السعد وعد» نشأت قصة حب بينها وبين الفنان محمد سلمان وتزوجا ونتج عن هذه الزيجة ابنتان هما سمر وريم.ّ

كان للفنانة الكبيرة نجاح سلام دور وطنى وفنى كبير خلال العدوان الثلاثى على مصر عام 1956، حيث غنت أشهر أغانيها الوطنية ومنها «يا أغلى اسم في الوجود» ثم قصيدة «أنا النيل مقبرة للغزاة»، التى كانت ستغنيها كوكب الشرق أم كلثوم ولكنها اختلفت مع السنباطى حول مقطع من الأغنية أرادت تغييره، وعندما اقترحوا الأغنية على نجاح سلام وافقت على الفور وسجلتها تحت نيران القصف، وكانت هذه الأغنية صوتا للمقاومة والنضال، حتى أنها أزعجت اسرائيل.

وتمتعت الفنانة الكبيرة نجاح سلام بشعبية وحب كبيرة فى سائر العالم العربى حيث غنت فى سوريا ولبنان والعراق والأردن والجزائر وغيرها من الدول العربية التى كرمتها واحتفت بها، وعاشت نجاح سلام فترات طويلة فى مصر وتم تكريمها بمنحها الجنسية المصرية وأطلق عليها لقب «عاشقة مصر»، وتعيش منذ فترة فى لبنان، ولكن محبوها فى كل العالم العربى يستمتعون بأعمالها وفنها الذى اصبح صوتاً للمقاومة والنصر والوطنية والحب.

ونعى المنسق الإعلامي لمؤسسة حسن صعب للدراسات والابحاث الزميل محمد ع.درويش الفنانة البيروتية القديرة الحاجة نجاح محيي الدين سلام

"أرملة الفنان القدير المرحوم سلمان محمد سعد" وشقيقة الصحافي المرحوم عبد الرحمن سلام، وتوجه بالتعازي من أسرتها وآل سلام وانسباؤهم ومن نقابة الفنانين اللبنانيين ومن عموم عائلات وأهالي مدينة بيروت وفعالياتها الاجتماعية والثقافية.

رحم الله الفقيدة الغالية بواسع رحمته وأسكنها فسيح جناته.

وألهمكم مع أهلها وذويها وجميع محبيها ثواب الصبر والسلوان

وانا لله وانا اليه راجعون..

محمد ع.درويش


تعليقات: