موسم الزيتون جنوباً.. شحّ في الكميات وسط التطورات العسكرية والأمنية

زيتون لبنان المعمّر
زيتون لبنان المعمّر


تزامن #موسم الزيتون هذا العام مع عملية "#طوفان الأقصى" وانعكاساتها التي تجلّت توترات عسكرية عند الحدود الجنوبية مع إسرائيل. لكن شاءت الصدف أن يكون موسم الزيتون لهذا العام شحيحاً، على عكس العام الماضي الذي كان غنياً، وهذا لن يكبّد الجنوبيون خسارة مواسمهم السنوية، إذا تطوّرت الأحداث العسكرية والأمنية.

تركت أم كريم، منتِجة مونة من بلدة حولا الحدودية، بلدتها منذ بداية التوترات.

توجّهت إلى بيروت بانتظار ما ستؤول إليه الأمور. وفيما كان من المفترض أن تبدأ بقطف الموسم في منتصف الشهر الجاري، تترقّب أم كريم أوضاع اليومين المقبلين، و"نعتزم في خطوة أولى قطف الكمّية التي تكفينا للاستخدام الشخصي فقط، وليس المحصول كلّه للتجارة، إذ لا أحد يضمن ماذا يمكن أن يحدث"، تقول لـ"النهار". وتؤكّد أنّ مَن بقي في حولا، يقطف الزيتون المحيط بمنزله فقط ولا يتوسّع بأعمال القطف في الكروم.

كذلك، وفيما تعرّضت بلدة زبقين للقصف قبل بضعة أيام، يقول أحد المزارعين فيها إنّ شجر الزيتون لم يثمر هذا العام. ويؤكّد هذا الكلام مزارع آخر في مدينة النبطية، حيث يتفاوت الموسم بكميته بين بلدة وأخرى. فمثلاً، في كفررمان، بدأ قطف الزيتون.

وفي كفركلا الحدودية، يقول ابن البلدة محمد سرحان لـ"النهار" إنّه هذا العام "ما في موسم" في إشارة إلى شحّ الموسم، لكنّنا بانتظار الظروف الراهنة لقطف موسم الزيتون. لكن خلال اليومين المقبلين سيقطف الكمّية التي يحتاج إليها للاستخدام الشخصي أولاً.

وكان أصحاب الأراضي ينتظرون المطر لكي يسقي الزيتون أكثر ليتمكّنوا من قطفه، لكن في ظل الأوضاع الراهنة، اضطروا إلى قطفه مبكراً لإرساله إلى الرصّ والعصر قبل حدوث أي تطوّر عسكري، فهم ينتظرون هذا الموسم من عام إلى آخر.

ويحاول سرحان حالياً شراء الزيتون من الكروم التي ضمنها، ومعالجتها سريعاً قبل حدوث أي طارئ.

من جهتها، روز الخوري، صاحبة إحدى علامات زيت الزيتون التجارية التي تأسست في دير ميماس-قضاء مرجعين، تتحدّث لـ"النهار" فتقول: "انطلقنا بموسم زيتون شحيح، فالبلدة بكاملها تحمل فقط 10 في المئة من محصول الزيتون المعتاد، لذلك بدأ موسم الزيتون كارثياً".

كذلك، عاكست الطبيعة محاصيل الزيتون وتأخّر المطر لبضعة أيام عن موعده المناسب لقطف الزيتون. وكان إيجاد اليد العاملة في ظل التوترات الراهن، أمراً غير سهل، ومنهم مَن وصل لقطف الزيتون ثم هرب خوفاً على نفسه، تورد الخوري.

فعمل الخوري في أراضيها لا يقتصر فقط على قطف الزيتون وعصره، بل على تخزينه في خزانات كبرى لتقوم بإجراءات تتعلّق بنوعية الزيت الذي تنتجه هي حصراً. لذلك، لا يمكن توسيع النشاط الآن وتركه فجأة إذا تطورت الأحداث.

وتوضح أنّ كلفة القطف مرتفعة هذا العام كثيراً. لذلك، لا يمكن إنفاق هذه التكاليف الباهظة في ظل وضع غير مضمون، و"أهم ما نفكر فيه حالياً هو أن نسلم بأنفسنا".

وعادة، يقطف المزارعون لدى الخوري الزيت الأخضر الفج، لكنّهم، وسط القلق الراهن، فضّلوا إنقاذ كرومهم وتحديد أولوياتهم، بحيث توجّهوا إلى الأراضي الأكثر عرضة للخطر ليقطفوا منها الزيتون، وبذلك يسلم موسمهم إذا ما اندلعت الحرب.

وقد اكتفت الخوري بإنتاج 20 في المئة فقط من إنتاجها السنوي، "فلا أحد يضمن ما يمكن أن يحصل بين لحظة وأخرى، وإذا ما اندلعت الحرب في الجنوب فلن أتمكّن من مغادرته"، وفق الخوري. لكنّها طبعاً تكبّدت خسائر كبيرة لكونها لن تتمكّن من إنتاج كمية الزيت المعهودة لديها، ولا إلى تصديره إلى الـ15 دولة التي تصدّر إليها عادة. كذلك، لا يمكنها الالتزام مع أي مستورِد خارجي لكونها لا تضمن استمرارية قطف الزيتون وإنتاجه بشكل طبيعي في الوقت الراهن. لذا، ستكتفي الخوري بالتوزيع في السوق المحلية والتصدير إلى ثلاثة أسواق خارجية.

والأمر ينسحب على معظم البلدات في الجنوب في ما يتعلّق بشح الزيتون، "فحالنا كحال غيرنا" تقول الخوري.

تعليقات: