الجميع بانتظار قرار نصرالله


في اليوم الثاني عشر، اتّسعت رقعة الأعمال العسكرية وتبادل الهجمات والقصف المدفعي والصاروخي بين عناصر "#حزب الله" وحركتي #حماس والجهاد الإسلامي في لبنان من جهة، والإسرائيليين من جهة أخرى.

شملت هذه الأعمال طول الحدود اللبنانية، بدءاً من القطاع الشرقي، ويشمل تلال كفرشوبا، مزارع شبعا، سهل الخيام، العديسة وكفركلا، وصولاً إلى رأس الناقورة في القطاع الغربي، ومروراً بالقطاع الأوسط، ويشمل الضهيرة، علما الشعب، عيتا الشعب، رميش، عيترون، ميس الجبل وحولا. وتصاعدت بعد قصف إسرائيل المستشفى المعمداني في غزة، حيث قتل أكثر من 500 شخص من المدنيين والأطفال.

واستناداً إلى البيانات الصادرة عن الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية، فإن مجموعات المقاومين استهدفت بشكل مباشر حتى الآن كلّ المواقع والمراكز العسكرية على امتداد الجبهة الجنوبية، البالغ طولها نحو 120كلم، من رأس الناقورة غرباً ولغاية تلال كفرشوبا ومزارع شبعا شرقاً، وإنها استطاعت قتل وإصابة عدد من الجنود الإسرائيليين، وتدمير عدد من الدبابات والآليات العسكرية، وإحداث أضرار جسيمة في المنشآت وأجهزة التنصّت والمراقبة في داخل المواقع المستهدفة.

في الأثناء، أعلنت المقاومة استشهادَ ما لا يقلّ عن ستة عناصر من مقاتليها، فيما قصفت إسرائيل براً وجواً العديد من القرى والبلدات اللبنانية، خصوصاً الضهيرة وعيتا الشعب اللتين نزح منهما معظم الأهالي، بعد تدمير العديد من المنازل وإصابة البعض.

وسجّلت الوقائع استشهاد مواطن وزوجته في بلدة شبعا، واستهداف منزل الراعي ناصر إسماعيل، في بلدة كفرشوبا، الذي سبق له أن وقف بوجه جرافة إسرائيلية، ومنعها من مواصلة العمل في تجريف أرضه قبالة موقع السماقة (تلال كفرشوبا).

لكن اللافت في المعركة الدائرة اليوم على جبهة الجنوب أن الإسرائيليين، كما المقاومة الإسلامية، باتوا يركّزون على توزيع ونشر مقاطع فيديو مصوّرة لأعمالهم العسكرية، منها ما نشرته إسرائيل من مقاطع مصوّرة للإغارة على أفراد أو مجموعات مسلّحة وهي تخترق الخط الأزرق.

وفي الوقت الذي أُجبر سكّان بعض قرى الجنوب على النزوح بسبب القصف الإسرائيلي، أجبرت المقاومة الإسلامية سكّان بعض المستوطنات الإسرائيلية على إخلائها ومغادرتها، لا سيما مستعمرة المطلّة المكشوفة بيوتها وشوارعها أمام أنظار عناصر المقاومة.

دخول الجماعة الإسلامية على خط المواجهة

واللافت في اليوم الحادي عشر انخراط الجماعة الإسلامية في المواجهة العسكرية مع الاحتلال الإسرائيلي، بعد توقّف نشاطها الميداني منذ سنوات. وقد أعلنت قوات الفجر - الجناح العسكري في الجماعة الإسلامية أن إحدى مجموعاتها أطلقت دفعة من الصواريخ باتجاه مواقع عسكرية إسرائيلية في داخل الأراضي المحتلّة، وذلك رداً على استهداف المدنيين والصحافيين في الجنوب. وتعهّدت بالوقوف إلى جانب المقاومة في غزة، وتصعيد عملياتها في حال استمرار العدوان على غزّة واستهداف المدنيين في الجنوب.

هل تستمر الأعمال الحربية في اليوم الثاني عشر بالوتيرة نفسها بين عناصر المقاومة والإسرائيليين على جبهة الجنوب، أم تتجه إلى التصعيد وتوسيع رقعة الاشتباكات وتبادل القصف المحصور حتى الآن بعمق يتراوح ما بين بضعة كيلومترات بين الجانبين؟

لسان حال الجنوبيين يجمع على أن ذلك منوط بالدرجة الأولى بمواصلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة واحتمال اقتحامه، وبالقرار الذي سيتّخذه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بفتح جبهة الجنوب على مصراعيها، أو بالإبقاء على الوضع كما هو منذ بدايته، وضمن إطار ما يُعرف بقواعد الاشتباك. وإلى أن يطلّ السيد نصرالله ويُلقي كلمته في ما يجري وسيجري، الجميع بالانتظار.

تعليقات: